خطورة الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) تتجاوز معظم ما تعرفه الدول الغربية عن هذه المنظمة الارهابية، رغم انه امام نظرهم ومخفي تحت انوفهم.

ما سوف أتناوله اليوم هو فقط خطأ واحد من الاخطاء العديدة التي وقع في الغرب ومازال مصرا عليها عن مفهوم الدولة الاسلامية في العراق و الشام كتنظيم تحده حدود دولتين فقط.

ما يترجمونه في كتاباتهم وتحليلاتهم الصحفية لاسم داعش من اللغة العربية الي اللغة الانجليزية (ISIS) هو الدولة الاسلامية في العراق و سوريا اي بالإنجليزية (Islamic State in Iraq and Syria) وهذا خطا جسيم ومفهوم خاطئ سيتحمل عواقبه ابناء المنطقة العربية والشرق الاوسط عموما.

الترجمة الصحيحة لاسم الدولة الاسلامية في العراق و الشام باللعة الانجليزية هو (Islamic State in Iraq and Levant) او اختصارا (ISIL) وهو الاصح.

اعتقاد الغرب بان هذا التنظيم الارهابي سوف ينحصر في العراق و سوريا فهم خاطي وقع فيه كبار مسؤوليهم ومترجميهم للتاريخ الاسلامي الذي يعرف منطقة الشام في التاريخ الحديث بالدول التالية: سوريا، الاردن، لبنان و فلسطين. كما تشمل بعض المناطق الشمالية من الجزيرة العربية وهي المملكة العربية السعودية حاليا.

الترجمة الخاطئة لاسم المنظمة الارهابية وتجاهل الثقافة العربية والدين الاسلامي في ترجمة النصوص القرآنية الروايات الاسلامية، بالإضافة الى الجهل بتاريخ المنطقة من صراعات متعاقبة تمتد من عصر الامبراطورية الرومانية و الفارسية امتدادا بالفتوحات الاسلامية و الحروب الصلبية الى التاريخ الحديث واتفاقيات سايكس بيكو بتقسيم المنطقة الى دول وغنائم الحروب العالمية الحديثة.

كل هذا ادى الى اعتقاد البعض ان تنظيم داعش سوف يكتفى بالعراق وسوريا مقرا لدولته الجديدة، لكن بالتبصر والتفكير قليلا نجد ان خطورة الدولة الاسلامية في العراق و الشام ونارها سوف تحرق كل الشرق الاوسط اذا لم تتصرف الدول الكبرى فورا في ايقافه بالتعاون مع دول المنطقة.

كاظم عبد الصاحب الحميدي
مستشار عراقي مستقل - إدارة الاعمال الدولية ومدرب تواصل تقافي