من عباس الخويبراوي الى يحيى الناصري ذي قار على خطى الجهاد/سعد حنون
Fri, 20 Jun 2014 الساعة : 1:34

لم يكن غريب او بعيد على ذلك الفتى ، ان يلوح بسلاحه وسط جموع المجاهدين ، ويبعث بهم روح الحماس ويلهب المشاعر الوطنية وهم يلبون نداء الجهاد، فالناصري محافظ ذي قار هو ابن الجهاد والمجاهدين، ابن ذلك البيت الذي ورث الجهاد ابا عن جد، فصارت صفات اهله جميعاً، ورضع العلم فانجب العلماء ، ابتداء من الشيخ عباس الخويبراوي ، اذا تشير السيرة الى ان الشيخ الخويبراوي ولد عام 1312 هـ وفقد أباه وهو في العاشرة من عمره ، وحين بلغ الخامسة عشرة قدّمه أخوته وعشيرته للرئاسة والوجاهة لما كان يظهر عليه من الفطنة ورجاحة العقل وعلو الهمّة ، لكنّه آثر الالتحاق بحوزة النجف الأشرف ، منصرفاً عن الرئاسة متوجّهاً إلى الدراسة ، حتّى نال درجة الاجتهاد ، الشيخ الخويبراوي شارك في ثورة العشرين وحصار النجف وعرف بصلابته ومواقفه الرجولية وشجاعته الفائقة ، وما أعقبها من أحداث ، ثمّ ثورات الفرات في الرميثة ، وأحداث 1935 م في مدينة سوق الشيوخ ، التي امتدّت إلى الكثير من مناطق محافظة ذي قار وما حولها ، وكان بيته في الناصرية مأوى للثوّار ، وانطلاقة لمحاربة المحتل ، فكان جد الناصري مجاهدا من الطراز الاول ومن صناع تاريخ العراق الحديث، جهادا وعلما وسيرة زاخرة وكان رمزا من رموز محافظة ذي قار وعلما من اعلام الجنوب .
بينما كان ابيه الشيخ محمد باقر الناصري الذي يلقب كبير علماء جنوب العراق(الشيخ الكبير والناصري الكبير) لغزارة علمه وتاريخه الجهادي فهو ابن اية الله عباس الخويبراوي واحد الشخصيات التي شاركت في تأسيس حزب الدعوة العراقي عندما تعرف على مؤسس الحزب ومرشده الروحي اية الله محمد باقر الصدر عن طريق الشيخ احمد الوائلي و السيد مهدي الحكيم .
وكثير ما عرفه كتاب التاريخ والسير بانه معارض شرس في مواقفه ، انتقادي ، حاد ، لا يجامل.
عمل منذ نهاية الخمسينات من القرن الماضي كداعية اسلامي ، اسس مطلع الستينات جمعية التضامن الاسلامي في الناصرية مسقط الرأس ، ومرتع الصبا ، ولد الناصري الاب في العام 1930 بالناصرية وهاجر الى النجف منتصف اربعينات القرن الماضي ، يقول الناصري “انه عاش السياسة منذ نعومة اظفاره حينما شهد تفاعل ابيه مرجع الجنوب الخويبرواي مع احداث الكيلاني عام 1941 ، وعايش هو ذاته احداث 1948 وما تلاه من احداث سياسية جسيمة مر بها البلد .
من ارث الجهاد والمرجعية ، ومن رحم العلم والمعارضة ، أنتهل يحيى الناصري محافظ ذي قار تلك الشمائل ،الشجاعة، العلم ،الاقدام ،حب الوطن، فلم يكن ببعيد على فتى المرجعية وفتى ذي قار (الناصرية )، المقتبس كنتيته منها حبا وشغفا بها، ان يواصل الليل بالنهار ،حاملا سلاحه على كتفه تارة ،وتارة يده على النابض ، يشحذ الهمم ويقوي المعنويات يتفقد ابناء ذي قار في مواضع القتال، ويودع المجاهدين الى ساحات النزال مع الكفر والرذيلة .
فالبيئة التي عاشها الناصرية( الجهاد، المعارضة ،الاجتهاد السياسة ، حب الوطن، الهور) جعلت منه مجاهدا من الطراز الاول ومحبا لوطنه غيورا على مدينته بشكل جنوني .
اذا فالتاريخ بدأ يعيد نفسه او يذكرنا برجالاته الشيخ عباس الخويبراوي(يحيى الناصري) الشيخ ريسان الكاصد(عشائر الحجام ومجاهديهم في سوق الشيوخ) خيون العبيد (لواء الشيخ خيون العبيد)، هلال السهلاني (الشجرة التي اذاقت الانكليز المرارة) وبدر الرميض (الشيخ صباح ولواء بدر)و (كاطع البطي شيخ ال ازيرج ومنشد الحبيب شيخ ال غزي وعجيل التويلي شيخ الحسينات) والمقام يطول عند بطولات ابناء ذي قار.
