وإذ بلغت القلوب الحناجر/طالب خليف

Wed, 18 Jun 2014 الساعة : 23:46

هنالك تدخلت المرجعية الرشيدة متمثلةً بالسيد السيستاني دام ظله وأصدر الفتوى التي أعادت الحياة الى الجيش العراقي وأعادت الروح والثقة الى الشعب برمته ونذرت الجموع نفسها للوطن وللمرجعية طلباً للشهادة وقصت المراكز بالمتطوعين لقتال داعش ولحماية الوطن
وهذا التدخل ليس بجديد على السيد السيستاني حفظه الله والذي لعب دوراً لا ينكر في دعم العملية السياسية وكتابة الدستور بأيدي عراقية منتخبة من قبل الشعب متحدياً الارادة الامريكية وأصر أن تتم الانتخابات ويختار الشعب من يمثله وبارك المقاومة السياسية للمحتل والتي أتت أُكلها وبأقل الخسائر
ولاننسى حكمة السيد في إنهاء أزمة النجف ذلك الالهام الالاهي والذي حفظ النجف وأهلها من فتنة كادت أن تقع وتدمر المدينة بما فيها المرقد المقدس والذي كاد أن يُدنس من قبل المحتل ولاننسى حكمة هذا الرجل العملاق في إحتواء فتنة تهديم قبة المرقدين المقدسين للامامين العسكريين ع تلك الفتنة التي كادت أن تكون شرارة لحرب أهلية حامية الوطيس ولكن حكمة السيد وإخوانه المراجع خفف الى حد كبير من الغضب الشيعي وساهم في إطفاء الفتنة
وبهذا نعرف أن السيد السيستاني دام ظله لا يتدخل الا بالمواقف الحرجه وإن تدخله دائماًوعلى طول الطريق عامل حل وعلاج للازمات وليس عامل تأجيج
ولادراك أهمية هذه الفتوى نرى أن السيد لم يُفتي بالجهاد عند تهديم المرقدين العسكريين ولم يفتي كذلك عندما كان القتل على الهوية وكان الشيعة يذبحون بالالاف عند طريق اللطيفية والعظيم وسامراء وغيرها ولم يفتي بالجهاد لمقاتلة الامريكان ولكن السيد أفتى بالجهاد الكفائي عندما سقطت الموصل بأيدي التكفيريين لان السيد يعرف أبعاد القضية ويعرف ما وراء ذلك ويرى بعين ثاقبة حجم الفتنة المخطط لها والتي تستهدف العراق أولا والوجود الشيعي ثانياوعندها أصدر الفتوى والتي أعادت الروح للجيش المنكسر بسبب الخيانة وأيقن الجندي أنه بقتاله لا بد أن يحصل على إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة
ولكن وللاسف الشديد أرى أن الفتوى أُخرجت من معناها وحرف محتواها وبدلا من أن تكون خالصة لوجه الله قاصدة رضاه وبراءة الذمة أرى أنها أصبحت إستعراض قوة وإبراز عضلات للاحزاب والعشائر والحركات الجهادية علما أن مضمون فتوى السيد أن يكون التطوع حصراً بيد الحكومة وهي التي تقود المجاميع الجهادية لان غير ذلك سوف ينعكس سلباً وستكون هناك تداخلات وعدم تنسيق ولابد ان يحصل إختلاف وقد يتطور الخلاف الى قتال مسلح لا سمح الله وبذلك تخرج الفتوى من محتواها الجهادي الى طلب للسلطة والمكاسب الدنيوية وحصل هذا في لبنان عندما تقاتل الاخوة حزب الله وحركة أمل في ثمانينيات الحرب الاهلية اللبنانية ولذلك لا بد من التطبيق النصي للفتوى وأن يكون السلاح حصراً بيد الدولة وهي من يدير وينظم المتطوعين
وأن تكون القيادة موحدة وأن يُدرب المتطوعين جيداً قبل إرسالهم الى الجبهات وإنى أرى النصر يلوح في الافق لان السيد عنصر حل وتدخله هو من ينهي الازمات بارك الله بالمجاميع الجهادية والتي نذرت نفسها للوطن وللمذهب وأن يجعل النصر على أيديهم وأن يدحر أعدائهم من التكفيريين والبعثيين ومن يساندهم
والله من وراء القصد

Share |