تطابق في رؤى القاعدة وبعض السياسيين لاقامة اقليم طائفي - الملا ناظم الجبوري

Thu, 25 Aug 2011 الساعة : 1:19

ليس غريبا عندما ينبري بعض السياسيين وبعض العوائل التي تذكرنا بماضي العوائل الاقطاعية في تاريخ العراق ويتكلمون عن ضرورة انشاء الاقاليم على اساس المذهب والطائفة، فمثل هؤلاء هم عبارة عن مستثمرين وتجار حتى السياسيون منهم اما هم تجار او ساهم في صناعة شخصياتهم المال السياسي والذي له ضريبة يجب عليهم ادائها لمن تفضل عليهم بماله واوصلهم الى مراكز مرموقة.
ولا استغرب ان تلتقي رؤية هؤلاء الساسة مع رؤية تنظيم القاعدة في العراق، رافع راية ولواء التقسيم، فلا ينكر كل متابع للشأن العراقي ان القاعدة كان لها فضل وعرفان على بعض دعاة الانفصال فلولا التهدئة التي منحتها القاعدة لهم ايام الانتخابات الاخيرة خصوصا في الموصل وحالة التصعيد في مناطق خصومهم السياسيين والتي جعلت الطريق ممهدا لنوع من الناخبين لما كنا سنرى هؤلاء على مقاعد مجلس النواب او في مكان المسؤلية.
واليوم اصبح واجب رد الجميل فرضا على هؤلاء الساسة حتى وان كانوا يصنفون على انهم ليبراليون او علمانيون لكن مشروعهم في تقسيم العراق هو ذات المشروع الذي نادت به ماتعرف حينها (بجماعة التوحيد والجهاد) والتي ما فتأت عبر بياناتها وخطاباتها تجذر لما يعرف بالمثلث السني وتدعو الى اقامة احكام الشريعة ضمن هذه المناطق وتقسيم العراق الى جنوب شيعي وشمال كردي وحث العشائر على ضرورة احتظان القاعدة ونشر ثقافة التخندق للطائفة وتشيع ثقافة التخندق للمذهب والالتحاف بالطائفة امام ماتصفه بعمليات ومؤامرات ونوايا اجتثاث السنة من العراق والتطبيل لهذه الفكرة واشاعتها بين السنة حتى صارت حديث كل مجلس وقلق كل سني.
والحقيقة ان العرابين لهذا المشروع ماهم الا مافيات وجدت نفسها اليوم امام مفترق طرق فيما يتعلق بأمتلاء جيوبها فأما ان تبقى مع الحكومة المركزية وهذا مالايتفق مع حساباتها النفعوية واما ان تكون مع عصابات التقسيم وهذا ماسيضمن لها تحقيق مصالحها ومصالح من هم خلف الكواليس ممن ساهموا باموالهم في صناعة هؤلاء الساسة.
والغريب ان يدخل في هذا المشروع سيء الصيت جهات وشخصيات قاتلت القاعدة في الانبار وغيرها لانها سعت لتقسيم العراق الواحد على اساس الانتماء للطائفة ثم نستغرب اليوم من مواقف بعض قادة الصحوات الذين لاينكر دورهم في الوقوف امام مشاريعها العابرة للحدود ثم يدخلون تحت عباءة مشاريعها من حيث لايعلمون ان مشروع ورؤية وتوجه الاغلبية الساحقة من قادة الصحوات هي بالوقوف مع كل مشروع من شأنه ان يحافظ على اللحمة العراقية بكل اطيافها تحت سماء واحدة وعلى تراب عراق واحد موحد الفيصل فيه هي المواطنة ويقيم كل فرد فيه بما يقدمه من عطاء لبلده يتعايش فيه ابناءه مع احترام خصوصية كل طائفة في ممارسة عقائدها فلا يجدر بقادة الصحوات الذين كانت لهم مواقف سيشهد التاريخ عليها ان يعودوا بعد كل هذا الصراع مع فكر القاعدة ليدخلوا تحت عبائتها في مشاريع تتقدم فيها اماني البطن على الوطن .
ان خطاب وزير اعلام القاعدة في العراق ابومحمد العدناني لهو خير شاهد ودليل على القواسم المشتركة التي تجمع بين القاعدة وعرابين تقسيم العراق.
فعندما يقول العدناني لاهل السنة في العراق ويغازل دعاة تقسيم البلد "اخاطبكم بقلب حزين على ما انتم عليه من ذل وتهيش وحرمان يا اهلنا يا اهل السنة ياعشائر الخير لن تعود لكم العزة حتى تحرروا سامراء من الشيعة المحتلين"، أليست هذه دعوة صريحة تشبه الى حد كبير دعوات بعض السياسيين لتقسيم العراق اليوم تحت ذرائع التهميش والحرمان وان اختلفت مشارب الطرفين.
ان مانحب ان نؤكد عليه كجزء من مشروع حارب القاعدة الحاملة لمعول هدم العراق وفسيفساءه اعني به مشروع الصحوات ان موقفنا هو ما اعلنه القيادي ابو عزام التميمي في بيانه ان موقف الصحوات وجل قادتها بالانحياز التام للعراق الموحد المتعدد الطوائف والملل والبراءة من كل مشروع يدعو الى شرذمته وتقسيمه ايا كان دعاته.

Share |