تحذير نهائي وأخير لنقيب الصحافيين-صلاح بصيص

Thu, 25 Aug 2011 الساعة : 1:13

ليس كل صاحب منجز وناجح ويملك مساحة عريضة من الجمهور يواجه الثقة المفرطة فيتجاوزها، خصوصا عند مروره بسلاسل الفخر والاعتزاز والزهو والمال والجاه، دون ان يتلكأ اداءه ويقل جهده واجتهاده، وبالتالي يفقد شعبيته تدريجيا، ويمضي منجزه ادراج الرياح، ففي تاريخ العراق الحديث جدا رأينا مثل هؤلاء كثير، صوبت نحوهم جميع علامات الاعجاب، وكتبت بحقهم قصائد المدح، وتغنى الشعراء ببطولاتهم وامجاداهم ومنجزاتهم المحققة، واصطبغت الاصابع البنفسجية المؤيدة لمواقفهم البطولية، وكسبوا عن استحقاق وبصورة كاسحة اصوات الناخبين في السماح لخوضهم دورة انتخابية جديدة، وعندما تحقق لهم ذلك، كانت المفاجأة كبيرة جدا بمقدار ما تحقق من انجاز، فقد دب الغرور بقلوب الرجال وصار الناس يرونه بحجم منجزه الحديث، صغيرا كالنملة، او لا يرونه مطلقا، واصبح الابتعاد عنه بحجم منجزه القديم كبيرا وبعيدا...
كتب بعض الزملاء هذه المخاوف، فاحسستها وقارنت بين ما كتبوا وبين بعض الاشخاص، فوجدت بالفعل هناك من ينطبق عليه الوصف ويصلح ان يكون مثالا نذكر به نقيبنا مؤيد اللامي نقيب الصحافيين، الذي يخوض غمار الانتخابات مرة ثانية بقوة، وحتى اكون منصفا، كالعادة، فقد اشعل فتيل الفكرة في راسي بعض الزملاء الاعزاء، ورغم مفاجأتي بردود فعل النقيب حين بادرته بطرح تلك المخاوف، واجاباته المفصلة، فإني احتفظ بها لنفسي كي لا تكون عملية ترويج وتثقيف، وان كان الرجل غير محتاجا لترويجي وتثقيفي، ولإن الواقع يحتم علينا طرح أغلب الفرضيات، ينبغي اذن مناقشة أمر النقابة متمثلة بنقيبها في حال اتصفوا بتلك المخاوف، فيما لو حصل ترشيح بعضهم لدورة ثانية، كالسيد مؤيد اللامي، فحظوظه في الفوز كبيرة والمتوقع ان تكون نسبة التصويت له عالي جدا...
يجب علينا في البداية ان نعترف بوجود نوعان من النقاد، فيما يخص النقابة وملاكها، وهذا ضمن قراءاتنا لواقع تلك المؤسسة في الفترة الماضية وبالاخص بعد تسنم اللامي مسؤلية النقيب، نوع يجانب الموضوعية ويعتمد الشخصنة ونصب العداء المباشر، ووضع العصا في عجلة النقابة وعرقلة سيرها على طول الخط، وهذا النوع يخطأ الصحيح ويصحح الخطأ، وفي احيان كثيرة يعتمد الصدق الضار لكشف اي شبهة صغيرة ليجعل منها مأزقا لا حل له ولا علاج، ويندرج تحت هذا النوع حتى المجاملون الذين يعطوك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب، ونوع اخر ينتقد بموضوعية، ينفعل مع المنجز ويقر به، ويختلف مع الاخفاق ويحذر منه، فلا تأخذه في قول الحق لومة لائم، وقد راينا بعض الزملاء يكتب بنحوين، ضد ومع، في نفس الشخص وفي اوقات مختلفة تكون متقاربة احيانا، وهو ليس تقلبا فكريا وعدم الثبات على موقف واحد، بل هي قراءات مبنية على احداث واقعة فعلا، اي لكل حادث حديث، وهناك انواع اخرى غير مؤثرة بمستوى كبير، لا يتسع المكان لذكرها، عموما، لو اغتر النقيب، مثلا، وسكن قصرا عاجيا ومارس بقوة دور الرجل الأوحد الذي لا مفر ولا مهرب من اختياره لانه القادر على كل شيء بالاعتماد على ما قدم من منجز، ولأنه استطاع الفوز بقوة في الدورة الانتخابية الثانية، فهنا يرد التالي: اولا مؤيد اللامي دخل صراع الانتخابات، وفهم لعبتها ومنهاجها وايقن انه بحاجة مستمرة الى توسيع قاعدته الجماهيرية، ثانيا، هو صاحب منجز، وحتى لا يتبخر ما حققه يجب عليه القبض بيد من حديد على منجزه ودعمه بانجازات اخرى، ثالثا، يعلم المتابع ومنهم النقيب بأنه مراقب بشدة وهناك من ينتظر منه العثرة، كاصحاب النوع الأول، والذي يؤيدهم بالضرورة اصحاب النوع الثاني لانه يقع على عاتقهم كشف العثرة والتنظير ضدها حتى ان كانت من نقيب الصحافيين، لذا نتمنى ان يكون اذكى من ان يركب موج الغرور ويبتعد عن الهم الصحفي، فلو التفت قليلا لعرف الشخصيات التي اتحدث عنها جيدا، لذلك وجبنا علينا تذكير السيد النقيب ومراعاة كل ما ذكرنا ليسجل له التاريخ ويثبت وقفاته البطولية والمشرفة في خدمة الصحافة العراقية، وهذا الأمر عام، لا يستفد منه النقيب ونوابه واعضاء مجلسه فقط، بل حتى السياسي كذلك، فبمقدار ما تعطي تؤخذ، وحسن التصرف والمعاملة يستميل القلوب...
وفقتم جميعا لخدمة العراق واهله...وعذرا الف مرة لاستاذنا الفاضل واخينا العزيز مؤيد اللامي، اتمنى ان يكون عند حسن الظن، وما دفعني للتذكير هو الحرص لا غير، وذكر ان الذكرى تنفع المؤمنين...
[email protected]

Share |