التعليم ومهنية القائمين/سليم صالح الربيعي
Thu, 12 Jun 2014 الساعة : 1:03

لايختلف اثنان على ان تقدم الامم ورقيها باأحترامها للعلم وللقائمين على العلم ولنا في ذلك شواهد كثيره منها . في بدايه الدعوة الاسلام وبعد اسر مجموعة من المشركين حيث ان الرسول الاكرم (ص) رهن اطلاق سراحهم بان يعلموا عشره من المسلمين القراءه والكتابه وكذلك التاريخ الاسلامي بنبؤك ان الحضارة الاسلاميه بنيت بايادي العلماء العرب المسلمون وان الغرب والديانات الاخرى اخذوا ميادين المعرفه من الحضاره الاسلاميه والعربيه بالخصوص . وكذلك عندما احتل نابليون بونا برت مصر كان يؤكد على استقرار الدولة الام فرنسا بالعدل والعلم ويرى ان العلم مادام مستقر والدراسة مستمره اذن الانتصارات والفتوحات مستمره وأمبراطوريتة بخير لكن نرى ان العلم في الدول العربيه وبالخصوص في قطرنا العراق اخذ بمنحى سلبي وبالتدني مع اتساع رقعة الدارسين. ينظر العراقيون الى التغيرات السياسية التي حدثت بعد زوال النظام السابق بعيون جيدة للواقع العراقي , ويأملون ان تستجد فيه طفرات مهمة في حياتهم العلمية على حد سواء والمؤسسات التعليمية هي احدى العناصر الفاعلة في تطوير المجتمع وفي تفعيل القطاعات الحياتية كافة لدرجة ان الدول المتقدمة تسند اهم الخطط والدراسات والبحوث لهذا القطاع العلمي الحيوي لرفع كفاءة البلد في النواحي الاقتصادية وغيرها وفي العراق كان هنك تحييد او شبه شلل لدور التعليم والمعلم . اين الخلل يكمن رأس الفشل والخلل في عدم دعم واحترام جهود القائمين على العلم ومن خلال سياسة الحكومات المتعاقبة على العراق ولو لاحظنا ان اي حكومه قامت في العراق بعد الحكم الملكي وحكومة عبد الكريم قاسم لم تنصف اهل العلم ( المعلم) . الاستاذ هذا الانسان المكرم عند الخالق وفي الديانات السماويه وأيضا عند الحكومات الغير اسلاميه لذلك حصل الارتقاء والتقدم العلمي عند كثير من الدول الغربيه والدول الاخرى التي اتخذت من العلم طريق لرقيها ولنا خير شاهد على ذلك اليابان حينما ارادة ان تغادر تخلفها اتخذت من التعليم انطلاقة لواقع مزدهر اذن من اراد البناء الصحيح عليه ان يحسن من واقع التعليم لكن لو استعرضنا واقع التعليم في بلادنا نرى ان اكثر مرحلة استعاد فيها التعليم والمعلم دوره وعافية نوعا ما بعد حكم الزعيم لقلنا هي الفتره التي تقلد فيها محمد محجوب الوزارة في فترة 75 الى القضاء عليه من قبل البعثيين في 79 من القرن الماضي في هذه الفتره الوجيزه حقق الشئ الكثيرللتعليم وللمعلم منها ان المستوى المعاشي وهو اساس العطاء كان المعلم من اعلى موظفي الدولة تقاضيا للرواتب اضافة الى تخصيص مجمعات سكنيه وبمساحات كبيره في منطقة الامين في بغداد وفي المحافظات في احسن الاماكن كذلك اعفي المعلم او المدرس من ادى الخدمه العسكريه الالزاميه وجعل هيبه للمعلم من خلال حاكمية التعليم والقوانين التي تحمي الاستاذ من تسهيل عمله وكذلك انجاز اعماله في دوائرالدولة الاخرى اضافه الى ذلك كانت قوانين التعليم تطبق بصوره قطعية لاتقبل المساومة والمحاباة ومنها ان المعلم الذي تعدى عمره 50 سنة تكون محاضراته قليلة اي الى النصف ولايشترك في المراقبات الامتحانية وتسند المهمة الى الجيل الجديد من المعلمين ولايمكن اثقاله باي عمل وزاري كأن تصحيح او غيرها من الامور . كذلك كان نظام العقوبات لايقبل المساومة اوالالتفاف حول قرار المتخذ في معاقبة المقصرين عكس مانراه اليوم مدير مركز امتحاني يهرب الاسئله الوزارية يعفى من الادارة وينقل كعقوبة الى مكان احسن وافضل من المكان الذي هو فيه اي نحن في زمن تكريم المنحرفين . اضافة الى ذلك فان المعلم ولوضعه المالي والاقتصادي في ذلك الزمن كان يقضي شطر من عطلة الصيفيه في دول العالم اولاً للترويح عن الضغط النفسي وارهاق العمل الذي كان يسببه له الدوام اليومي والمحاضرات التي يقضي وقت طويلا واقفا على قدمية ثانيا ملاحظة للتجربة التعليميه في العالم في البلدان التي يزورها وعندها يبني التصورات الناجحة لتطبيقها على طلابه كذلك ساهم الوزير ببناء عدد كبير من المدارس وفك الدوام المزدوج لمدرستين في بنايه واحدة ولم نسمع في عهده او قبله ان الاسئلة قد سربت مثلما يجري اليوم وعلى شبكات التواصل الاجتماعي كذلك كان يحث معاونيه في الوزارة على زيارة المعلمين في المدارس وتشجيعهم من خلال الحوافز المعنوية والمادية عكس ما نراة اليوم من وكلاء الوزارة الذين تنصلوا عن شرف المهنة بالفاظ سوقية تدل على تدني مستوى ثقافتهم . اذن نجح الوزير محمد محجوب في ادارة دفة التعليم في البلاد وعلى اثرها كان العراق من ارصن الدول في التعليم حيث خرج كفاءات كثير لهم اثر في تقدم العراق وبلدان اخرى في المهجر . لنقارن هذا الوزير بوزراء التربيه بعد التغيير ونلاحظ الفجوة الكبيره بين من هو مهني وبين من هو حظوظ التعليم والمتعلمين وسؤ القدر فرضوا كوزراء للتعليم . نبدأ بعبد الفلاح السوداني جاء بعباءة الدين والذي جعل من الوزارة حصة اخوانه والشخصين الاخرين احدهم رفيق هارب من الناصريه والاخر ضابط مخابرات محترف في زمن صدام مدير المدرسه العراقيه في احد الدول والذي نعرفه ان ملف المدارس الخارجيه تابع الى المخابرات عن طريقه يجري تصفيه المعارضه في الخارج انذاك . حيث لعب اخوان عبد الفلاح والشخصان الاخريان دور كبير في الاساءه للتعليم العراقي من خلال بيع صفقات البناء والترميم الوهمي للمدارس وغيرها وما خفي كان اعظم بعد عبد الفلاح جاء خضير الخزاعي وهذا أيضا كان شحيح على التعليم والمعلم بيحث ان مدينة العمارة التي لايذكر طيبها لم يبنى مدرسة واحدة فيها وكان يرجع الميزانيات كاملة وبدون صرف مستفاد من ان الوزير الذي يرجع المبالغ الى الخزينة له نسبة معينه من الاموال. الحسنة الوحيدة في عهده ارجع زوجته كامعلمه في يوم وبعد يومين احيلت على التقاعد اما الوزير الاخير في عهده هدمت المدارس في كل ارجاء العراق ولم تبنى وصار الدوام في المدارس ثلاثي اي ان كل مدرسة لها ثلاث ساعات من الدوام , وسربت الاسئله واخذت تباع في الازقه قبل الامتحان وهدرت الميزانيات على الطبع الفاشل للمناهج وانهك الاستاذ من خلال قرارات عدوانيه ارتجاليه صداميه ناهيك عن كثرت انقطاعاته عن الوزارة بسبب الاستقاله والزعل وأصبح التعليم كرة يتقاذفها الغير مختصين واصبحت التعليم شكل بدون مضمون وان العمليه خالية من الجوهر الافي اماكن معينه كالمدن الفقيره وبعض المحافظات التي قاوم المعلم كل الضغوط بحقه وعند مقارنة هذه الفترة مع فترة تقلد فيها محمد محجوب الله يرحمه كوزير نرى الفارق الشاسع بين وزراء الغفله ووزراء المهنيه . يجب على الحكومه القادمة ان تراعي هذا القطاع الواسع الذي عن طريقه تتقدم البلاد ولكي نبدأ بمشروعاً حضارياًجديداً لابد من ازالة هذه الطبقة التي لاتسعى الى اقامة نظام تربوي رصين وتعين وزير من رحم التعليم يشعر بمعاناة الاستاذ حتى ينهض بالتعليم وينصف القائمين عليه