زيارة السيد عمار إلى الكويت -عدنان سعد كامل

Wed, 24 Aug 2011 الساعة : 15:09

على عادته في كل رمضان زار السيد عمار الحكيم الكويت ومنها بعض الدول الخليجية، تقليد سنوي اعتاد عليه السيد عمار ومن قبله السيد عبد العزيز و شهيد المحراب كذلك. أواصر العلاقات الطيبة لقيادات المجلس مع زعامات و شخصيات في هذه الدولة أو تلك أمر لا يخفى، وهي ليست وليدة اليوم بل كانت علاقات امتدت لسنوات طويلة و تقع ضمن ما يؤمن به المجلس الأعلى من ضرورة تعميق الروابط الأخوية بين العراق الجديد و الدول المجاورة وخاصة الدول العربية.
لكن زيارة السيد عمار الحكيم هذا العام ترافقت مع تصعيد إعلامي متبادل بين العراق والكويت على خلفية ميناء مبارك الكبير الذي يخّمن بعض المعنيين أنه سيلحق أضرارا بالموانئ العراقية و يخنق المنفذ المائي الوحيد للبلاد. و برغم القراءات المتعددة والمختلفة التي بدأ المحللون والمراقبون يطرحونها للعلن فيما يخص السبب الرئيس وراء إقدام الكويت في هذا الوقت على بناء مينائها الكبير إلا أنه مهما كانت الدوافع والأسباب فلا ريب أن حفظ حقوق العراق لن تكون عبر مظاهرات تجري في ساحة التحرير و لا بمقالات حادة تتوعد بـ 2آب جديد.. فلا يخفى أن العراق اليوم بلد ضعيف و غير قادر على الدفاع عن نفسه بوجه أية تهديدات من دول خارجية، ولعل أهم مظاهر هذا الضعف هو الصراعات السياسية..و الطريق الأمثل هو التركيز على دبلوماسية نشطة و على جهود شخصيات سياسية لها علاقات طيبة مع الجانب الكويتي، وكثيرا ما تُحل أعقد الأزمات عبر هذين الخيارين، فعلى مر التاريخ تنازعت بعض الدول والشعوب على قضية ما، قطعة أرض، جزيرة في عرض البحار، نهر ماء، مورد طبيعي، خطوط مواصلات، وأيضا تنازعت على اللاشيء سوى الأحقاد والضغائن أو نزعة التوسع والهيمنة فنشبت الحروب وأريقت الدماء وذهب أعداد من البشر ضحايا لشيء يعرفه الإنسان فقط ويحسن التخطيط له ألا وهو "الحرب"!
لكن في مقابل ذلك و لا سيما في العصر الحديث تجاوز بعض آخر من الدول والشعوب خيار الحرب والقتل و الدمار وتم حل المشكلات العالقة أو المثارة بالطرق السلمية، وهو مبدأ ألزمت به المواثيق والمعاهدات الدولية و الأمم المتحدة كل الدول الأعضاء. ومن البديهات التي تدرس في علوم السياسة مقولة حين تفشل الدبلوماسية ينجح خيار الحرب. من هنا تتملكنا الحيرة في فهم مواقف البعض من انتقاد زيارة شخصية سياسية خاصة إذا لم تكن ضمن الشخصيات الحكومية كما هو حال السيد عمار الحكيم! برغم أن طابع الزيارة طابع تقليدي جرى عليه قادة المجلس الأعلى كما اشرنا منذ سنوات طوال في كل شهر رمضان.
الطريق الوحيد لعودة العراق إلى تأثيره في محيطه العربي والإقليمي هو في توطيد علاقاته سواء على الصعيد الدبلوماسي أو عبر تكثيف زيارات الشخصيات السياسية و نقل وجهات نظر العراق حكومة وشعبا إلى حكومات و شخصيات مهمة في تلك الدول بدل اللغط الإعلامي و الكلام العنتري الذي لا يقدم ولا يؤخر..

Share |