المطاوعه ... من هم ؟/عبد الرزاق جواد

Fri, 6 Jun 2014 الساعة : 15:55

قد سنحت لك الفرصة للحج او لأداء مناسك العمرة . وسمعت او تعرضت لمضايقات من اشخاص يسمون انفسهم(هيئة ألأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) اثناء الصلاة أو اقامة الصلوات , أو عند محاولتك التبرك بقبر النبي الكريم ( ص ) او أثناء زيارتك لمراقد ألأئمة الاطهار في البقيع , هؤلاء هم المطاوعه .
وهنا لابد من الرجوع الى الوراء للتعرف على من هم هؤلاء ؟ حيث من المعلوم ان السعودية هي الممثل الشرعي للتيار السلفي . ففي العام 1744م عرفت منطقة نجد تحالفا" بين محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود احد الزعماء القبليين في المنطقة , ودشن لقاء الرجلين بداية نشأة الدولة الجديدة , وكان محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي التميمي قد ولد في العينية في نجد وتلقى تعليمه الديني فيها ثم سافر الى الحجاز والعراق وسوريا , حيث تأثر بأفكار أبن تيميه وتلميذه ابن الجوزيه . وأخذ منه تفسيره للمذهب الحنبلي , الذي يرى ان ألأسلام كما يمارسه معاصروه قد انحرف عن كتاب الله وسنة الرسول ( ص ) لذا قرر ان يعيده الى حالته الاصلية في زمن السلف الصالح حسب دعوته . فقرر ألأنتقال الى الدرعية والتقى بأميرها محمد بن سعود فناصره , وقد بلغت هذه الدولة اوج عظمتها وأتساعها في عهد حفيده سعود الكبير حيث شملت معظم الجزيرة العربية وشمالا" حتى تدمر في سوريا ووصلت قواتها العراق . فخاف العثمانيون على سلطانهم , وطلبوا من واليهم على مصر محمد علي باشا القضاء على الوهابيين , فأرسل ولده أبراهيم ألذي قضى على الدولة السعودية وهدم عاصمتها الدرعية في نجد العام 1818 م .
بعدها حاول عبد العزيز بن عبد الرحمن نجل آخر حكام الرياض من آل سعود , الذي لجأ مع والده الى الكويت أحياء الدولة السعودية مرة ثالثة في عشرينيات القرن الماضي تحت شعار أحياء دولة التوحيد . ولاقى أستجابة واسعة عززها بعد ذلك بأنشاء ( الهجر ) والتي أسست على مبدأ الهجرة لاستيعاب البدو لتلقي العلم الشرعي والجهاد في سبيل الدعوة فكان هذا منشأ حركة ( ألأخوان ) التي حملت الوهابية العام 1912 في منطقة ألأرطاوية التابعة لقبيلة مطير , حيث قاد الحركة عبد الكريم المغربي فتحولت الى قوة عسكرية تسلم بعد ذلك قيادتها فيصل الدويش زعيم قبيلة مطير . وقد لعب ألأخوان دورهم في توطيد سلطة الملك عبد العزيز وكانت ذراعه العسكري ومظلته ألأيديولوجيه في تأسيس مملكته . لكن سرعان مابدأ التوتر بين عبد العزيز وألأخوان على أثر مؤتمر ( ألأرطاويه ) في العام 1926 والذي اجتمعت فيه قبائل ألأخوان السلفية ضده ,منكرين عليه تصرفات عدة منها , تنصيب نفسه ملكا" لأن ألأسلام يحرم الملكية ,واستخدامه السيارات والتلغراف والتلفون لأنها من أعمال السحر , وسكوته عن شيعة ألآحساء والقطيف وتقاعسه عن فرض (ألأسلام الصحيح ) عليهم كما يرونه هم . الا أن القشة التي قصمت ظهر البعير تدخلهم في سياسته للأنفتاح على الغرب حيث كان يسعى لأقامة دولة قائمة على تحالفات دولية , فعارض الوهابيين اتفاقيته مع شركة سوكال (standard oil of caleforenia) على اساس انها ستؤدي الى دخول غير المسلمين . على الرغم من ا ستجابته لبعض مطالبهم بمنع شيعة اهل البيت من ممارسة شعائرهم علانية" , وهدمه مانصب على القبور في البقيع في المدينة المنورة . وهوماشجعهم على مضايقة شيعة اهل البيت (ع) ليعيشو في محنة شديدة في حينها . وفي عام 1927 واجه عبد العزيز جناح الوهابية العسكري في معركة السبله وبالتحديد في 20 آذار فهزمهم وسجن قائدهم سلطان بن بجاد , وبذلك أستطاع أخماد قوة ألأخوان العسكرية . لكنه كان يخشى تأثيرهم الفكري لذلك وظفهم في أجهزة الدولة على شكل ( مطاوعه ) منشئا" هيئة ألأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمرسوم ملكي صدر العام 1930 ألأمر الذي مكنه من أحتوائهم لفتره طويلة الى ان برز على السطح بعد 60 سنه من معر كة السبله ( حركة جهيمان العتيبي ) الذي أقتحم المسجد الحرام في اليوم ألأول من محرم الحرام عام 1979 عند صلاة الفجر وكان عضوا" سابقا" فيالحرس الوطني السعودي وهو احد طلاب عبد العزيز بن باز ... ويبقى شيعة السعودية اسرى لهذه المتناقضات الهمجية حتى بعد ان قررت السلطات السعودية ألأنفتاح عليهم عام 1993 .

Share |