ماهي طريقة لبس مسعود البرزاني في تركيا/حسين الشويلي
Fri, 6 Jun 2014 الساعة : 15:35

دأبت الاعراف الدوبلماسية السارية في العالم على بعض البروتوكلات في الزيارة التي تتم بين المسؤولين السياسيين .
ومن تلك الطقوس التي تعد من المحرمات على مقترفها في العرف السياسي . ان يتحدث السياسي أمام الأعلام مستخدماً لغةً غير لغة شعبه وقوميته . وأن يرتدي زياً غير زيّه المعتاد .
الاّ في حالات أستثنائية نادرة الحدوث واحدة منها حين يتفق زيارة رئيس دولة أوربية الى السعودية في حلول مهرجان الجنادرية فأنه سيمارس الرقصة المعروفة وبيده سيفاً وبالأخرى يد الملك أو الأمير وقد يرتدي جلباباً !
على الرغم أننا لانستطيع أن نتخيل رئيساً أوربياً في بلاده يرقص والسيف بيده . لكن يبدو أن الأيقاع يسلب كياسة المسؤول !
ولانغفل عن حقيقة حين يقوم مسؤول دولة الى دولة أخرى فأنه يزورها بصفته السياسية أي يكون ممثلاً لسياسة وثقافة وقومية شعبه , وغالباً ما يقوم الرئيس الضيف بعد الأنتهاء من المراسيم الرسمية في زيارة لنوادي قوميته وأماكن عبادتهم ويتعرف عليهم عن قرب .
وعلينا أن نسأل هنا كيف يمثل مسعود البرزاني بصفته رئيساً لدولة,, مؤجلة ! لكنه يتصرف وكأنه رئيساً بالفعل ,, كيف يمثل القومية الكردية ثقافياً وقومياً في تركيا ؟ الدولة التي تمنع اللغة الكردية من التداول ولأن الدستور التركي لايجيز للقومية والثقافة الكردية أن تزاول في تركيا. ويعدّها الدستور على أنها قومية ميتة ثقافياً ؟ فهل يجدوا للسيد مسعود أستثناءاً في التحدث بلغة غير مسموح بها دستورياً في تركيا ؟ أم السيد أردوغان وجد فرقاً بين اللهجة الكردية العراقية عن اللهجة الكردية التركية ؟ أم يجوز للسيد مسعود ما لايجوز لغيره ؟
ويحرص رئيس الأقليم على أظهار نفسه كقائد,, كردي عابراً للحدود ويحاول أن يكون المدافع عن القضية الكردية أينما وجدت . وهذا الأنتفاخ حصل عنده ليس لأنه الأقوى بل لأنه وسط ضعفاء .
ليس بمقدورهم فعل شيئ .
أنه لمن المعروف عالمياً أن تركيا تحوي على 25 مليون مواطن كردي أي مايعادل كل دول الخليج مجتمعةً . وأن هذه الغالبية الكردية من أكثر الأغلبيات أنتهاكاً للحقوق وتعاني الواناً من التحقير . أي مهانة أن يمنع على الأنسان أن يتحدث بلغته الخاصة به أو يمارس فنونه ومايتعلق به من ثقافة ؟ ولانستطيع أن نجد توليفة نقنع بها أنفسنا بين ارتماء كلكامش الكرد في أحضان الحكومة التركية المولغة بتحقير الكرد وتصدير حقوقهم المشروعة وبين مايدّعيه بأنه الأب الروحي للقومية الكردية أينما وجدت .
أنها مفارقة و الشعب الكردي الذي ناضل لأجل حقوقه المشروعة أحق الناس بالسؤال عن الشرعيّة التي تحرك من خلالها مسعود البرزاني ليبيع نفط الشعب الكردي ويسلّم القضية الكردية وتأريخها الى أسوء حكومة عاملت قومية على أرضها ونحن نعلم ما مدى التلاحم بين الكرد ولايهمهم كثيراً مسألة الحدود فالقضية واحدة رغم الأختلاف الكبير في ممارسة الحريات ونيل الحقوق لكن يظل هم الكرد الأتراك هو هم يتوزع على كافة الأكراد أينما كانوا .
وليس من اللائق أن يأتي مسعود البرزاني متأبطاً تراث والده ليخطف غراس نضال الشعب الكردي ويكون ألصق صديق لأشرس عدو للقومية الكردية وهو الدستور التركي والحزب الحاكم . يقابله صمتٌ كردي مطبق . صحيح أنه يستخدم لغة التخوّيف المستمر مع شعبه ,, ونجح في أحداث أستعداد نفسي لتقبل كل سياساته وتحركاته وعلاقاته حتى وأن كانت مع العدو التقليدي للكرد سابقاً وحالياً .
نتمنى أن نرى مسعوداً يخطب في الكرد بلغة قومه ويتطرق لتأريخهم ونضالهم وحقوقهم في العاصمة التركية وهو مرتدياً الزي الكردي .


