صور واضحة عن مواقف المرجعية الدينية/عبد الرزاق جواد
Tue, 3 Jun 2014 الساعة : 1:09

ان المتتبع لتاريخ المرجعية الرشيدة في النجف الاشرف ومواقفها الثابتة في الدفاع عن حقوق المواطن العراقي بكل اطيافه الدينية والقومية والمذهبية , يتضح لنا جليا"مواقفها بأحداث كبيرةمر بها العراق
1 . في اوائل القرن الماضي حيث قامت ثورة 1920 الخالدة والتي قادتها المرجعية الشيعية في العراق بقيادة الشيخ محمد تقي الشيرازي, وبعد نجاحها وتسليم الحكم الى مجموعة عراقية دون مراعاة لاعتبارات العدالة والاستحقاق . كان موقف المرجعية مثاليا"ومشرفا". وذلك بقبول ماتم وطالبت بالهدوء ,, مادام الحكم قد اصبح بيد عراقيين ومسلمين ولم تطالب المرجعية في حينها بمنصب ؛ ولم تعترض على كون الحاكم من طائفة معينة , بل حثت الناس على التعامل مع جهاز الدولةوالمساعدة على بناء عراق جديد .
2 . الموقف الثاني الذي يمكن طرحه هو موقف المرجعية من القضية الكردية , حيث حورب الاكراد من قبل الجهاز السلطوي الدكتاتوري حربا" ضارية , وفي حينها سعت الدولة لجمع فتاوي المسلمين بالجهاد ضد الاكراد, وطلبت السلطة من مرجعية السيد محسن الحكيم بفتوى الجهاد ضد الاكراد , لكنه رفض بشدة , بل افتى بتحريم قتالهم لأنهم مسلمون موحدون , ينطقون الشهادتين ولأنهم مستضعفون , وكان ان تحمل ماتحمل من عداء السلطة الباغية وجبروتها في سفك دماء عائلته بالأضافة الى مئات ألآلاف من العراقيين فكان ثمن ذلك باهضا" تحملته المرجعية بشرف واباء للدفاع عن مواطنين عراقيين .
3 . عندما اندلعت الثورة الشعبانية في العام 1991وبعد هزيمة النظام في الكويت , كانت مرجعية الراحل الكبير السيد ابو القاسم الخوئي تحث على الرحمة والعفو ودفن جثث الضحايا من جميع الاطراف حتى الاعداء , وعندما قمع الديكتاتور الثورة واباد جمعا"غفيرا" من المواطنين في مقابر جماعية شهد عليها التاريخ . ثم اقتحمت قواته بيت السيد المرجع وأجبر على التوجه الى قصر الرئاسة ,لم يجرؤ صدام حسين في حينه سوى التحجج بالرغبة في الاطمئنان على سلامة المرجع لأنه لم يستطع تبرير احتجازه . وهنا اشير الى ان السيد الخوئي ( قدس سره ) لم يتزعم الثورة ولم ينصب نفسه زعيما" لها بل كان هدفه سلامة المواطنين وحفظ النظام .
4 .موقف السيد السيستاني من احداث مابعد سقوط النظام حيث بدأت مسيرته بالصمت وتهدأة الشارع الذي عاش أحداث مروعة انتهت بأصدار فتوى بوجوب ألأنتخابات , كونها الحل الأفضل لكل فصائل الشعب العراقي والتي تتوج الحكومة والدستور بالشرعية الدولية . حيث كان لدى المرجعية في حينها خشية من استمرار وتمديد العمل بالدستور المؤقت والذي عاش العراق في ظله من ثورة 1958 حتى سقوط الطغاة . وبالرغم من ان غالبية العراقيين لايشكون في مصداقية اعضاء مجلس الحكم في حينه ولكن الاغلبية اتفقت معهم في مواقف واختلفت معهم في مواقف اخرى . وقد تكلم السيد السيستاني في حينه لصالح الاخيرة من منطلق الحرص على وحدة البلد وشرعية الحاكم ثم ان على مجلس الحكم تلبية رغبة المواطنين لارغبة المحتلين وتكتيك السياسيين . وفتوى السيد بشأن الانتخابات قوبلت بتفهم ا لحاكم المدني الامريكي كونها عادلة . واليوم تقف المرجعية الرشيدة بجانب المواطن وحث السلطة الحاكمة بتوجيه جهودها لصالح الانسان العراقي الذي شبع من الاقصاء والحرمان .