أقاليم وزعامات مهووسة/وليد سليم

Fri, 30 May 2014 الساعة : 23:19

اصبح الامر واضحا جدا في اجندة نواب متحدون الذين يلهثون اليوم خلف الزعامات الموهومة في اقامة الاقاليم الجغرافية على عدد من المحافظات التي يسمونها هم بأنفسم بالسنّية أي بفرز طائفي بغيض لأنهم لا يعرفون ان يعتاشوا على الولائم السياسية الا من خلال تلك النبرة السخيفة في مشروعهم التقسيمي للبلد وهو بالتأكيد مخطط عربي خليجي خبيث بامتياز من اجل تفتيت المنطقة من العراق الى سوريا الى الحدود الللبنانية وهذا ما يعملون عليه طيلة السنوات الاخيرة التي مضت حيث ضخوا الكثير من الاموال من اجل اسقاط الحكومة العراقية وأرسلوا الكثير من عتاة الارهابيين والاجساد النتنة وفجروا وقتلوا ودمروا وعاثوا في الارض تقتيلا وفسادا وضربوا البنية التحتية .

اليوم يقوم بهذا الدور من نواب متحدون بالاتجاه الاخر من خلال الاصرار على قضية الاقاليم الجغرافية لأربع محافظات يريدون من خلالها ان يفرضوا امرا واقعا لاستراتيجية جديدة تريدها بالاساس السعودية وقطر ومعها تركيا وهو المخطط والحلم الذي يدور في رؤوسهم منذ اكثر من اربع سنوات لتكون تلك الاقاليم النواة التي تنطلق من خلالها مشاريعهم الاجرامية التي يحاولونها في كل المنطقة المحيطة بنا عربيا ، فلا غرابة عندما نسمع ونقرأ في مشروع متحدون الانتخابي انهم ذاهبون الى الاقاليم في المحافظات السنية الاربعة وهي الانبار وصلاح الدين ونينوى وديالى كما يقول بذلك النائب عمر الهيجل في تصريح صحفي يوم امس (وقال الهيجل في تصريح صحفي ، إن “هناك قرارا تم الاتفاق عليه قبل شهرين من اجراء الانتخابات البرلمانية، هو تحويل اربع محافظات من المحافظات المنتفضة الى اقاليم، وهي ( نينوى وصلاح الدين والانبار وديالى)”، موضحاً أن “هذا القرار مستمرون لتطبيقه سواء كان المالكي رئيساً لوزراء العراق مرة ثالثة او لم يكن”.) وهنا يبدو ان الامر في اقرار الاقاليم غير مرتبط بالارادة العراقية وقبول القوى السياسية فيها ولا قبول الاهالي وشيوخ العشائر والفعاليات المجتمعية مع العلم ان اغلب اهالي تلك المحافظات ترفض رفضا قاطعا القبول بالاقاليم والحالة التقسيمية التي تهشم رأس العراق ووحدته ولكن الاخوة يسيرون وفق مخطط مرسوم لهم خاضعين للاموال الطائلة التي تفرض عليهم المطالبة بتلك المفردات وخلط الاوراق في العملية السياسية ضمن اطار العراق الجديد لأن اقليم كردستان يختلف تماما عن تلك الاقاليم فهو قائم منذ العام 1991 في منطقة العرض انذاك 36 شمالا التي فرضتها الامم المتحدة ، فماذا سيكون عليه الامر ياسيد هيجل لو أقيم الاقليم في الانبار فهل ستكون سطوة الارهابيين معدومة في مناطق الانبار ام انهم سيسيطرون على معظم مفاصل الاقليم وتكون عبارة عن سكين في خاصرة العراق وكذلك هو الحال في الانبار والمدن الاخرى ، انا اعتقد ان تلك المطالبات لا تتعدى فرض الزعامات والبحث عن سلطة مستقلة يعملون من خلالها كأمراء لتلك المحافظات . 

Share |