السيد الاعرجي وحكومة الاغلبية السياسية/فراس الخفاجي
Fri, 30 May 2014 الساعة : 0:13

التصريحات التي تخرج هذه الايام من بعض السياسيين تكاد تكون غريبة الاطوار وبعيدة احيانا عن الواقع السياسي الذي نمر به اليوم حيث التناحر يصل الى اعلى مستوياته بين الكتل والاحزاب بسبب تضارب المصالح الحزبية والشخصنة للكثير من السياسيين وهي بحد ذاتها تعبر عن واقع مؤلم لا يخدم العملية السياسية برمتها .
منذ البدء والسيد المالكي يطرح مشروع حكومة الاغلبية السياسية قبيل الانتخابات البرلمانية والى ما بعد النتائج حتى وصل الامر الى محاولة التمحور من قبل الكتل السياسية الاخرى من اجل تشكيل تكتل او تحالف يكون عثرة وحاجزا منيعا امام تطلعات المالكي في الوصول الى الولاية الثالثة لرئاسة الوزراء واتفقوا فيما بينهم على ما لم يتفقوا عليه بل اكثر من ذلك الكثير من القضايا لم ولن يتفقوا عليها حتى وان مرروها ولكن ستكون قنبلة موقوتة تنفجر في أي لحظة بين تلك الكتل لانها اتفاق هش لا يعبر عن برنامج حكومي رصين او تشكيل لحكومة قوية مبنية على اتفاقات مبدأية دستورية كون المحاصصة سرطان يهدد كامل العملية السياسية.
اليوم يحاول السيد بهاء الاعرجي ان يرسخ مبدأ حكومة الاغلبية السياسية لقيادة المرحلة القادمة وهو ذات الهدف السياسي الذي دعا اليه السيد المالكي بل هو شعاره الانتخابي حيث يقول على صفحته في الفيس بوك ((طالب رئيس كتلة تجمع الشراكة الوطنية التابعة للتيار الصدري بهاء الاعرجي ،الاربعاء ،الكتل السياسية احترام حدودها الانتخابية ،مؤكدا في ذات الوقت احترام الكتل رغبة المواطنين من خلال تشكيل حكومة الاغلبية السياسية .وقال النائب بهاء الاعرجي على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إن على جميع الكتل السياسية أن تحترم حدودها الإنتخابية و في مُقدمتها دعوتها إلى حكومة الأغلبية .واضاف الاعرجي إن تشكيل مثل هذه الحكومة وفاء لإرادة الناس.)) فهل يقصد بذلك السيد الاعرجي ان يناغم المالكي في هذا الطرح ويدفع باتجاه واقع جديد يغرد فيه خارج سرب كتلة الاحرار ويكون ذلك نتيجة وضع غير معلوم بالنسبة للسيد الاعرجي داخل كتلة الاحرار أو لموقف السيد مقتدى معه وعلى اثره تم تغيير رئيس الكتلة في مجلس النواب وابعاده عن كثير من المواقع القيادية داخل التيار الصدري ، ام لا انه يقصد شيئا اخر وهو تشكيل كتلة نيابية تمثل الاغلبية السياسية بعيدا عن المالكي وكتلته وبالتالي ابعاد احقيته بالنتائج التي حصل عليها والاستنكار للاصوات التي صوتت له في الانتخابات على وفق ما اعلنه المالكي من برنامج حكومة الاغلبية السياسية .