ثقافة العنف /عبد الرزاق جواد
Fri, 23 May 2014 الساعة : 23:37

لاشك في ان المرء يقف عاجزا"عن وصف مايجري للزائرين خاصة", مهما بلغ من قدرة الخيال وبراعة التعبير والتصوير . فمشاهد الاجساد ألآدمية المتناثرة لرجال ونساء واطفال . يؤدون شعائرهم بسلام . أمر يدمي القلب ويزلزل الشعور . ويلقي بظلال داكنة على مستقبل هذه الامة المسلمة لا مستقبل العراق وحده .
من السهل ان تنسب هذه الجرائم النكراء الى عدو خارجي . وهو مانعلق عليه تدهور احوالنا واحباطاتنا واخطائنا القاتلة منذ اكثر من عقد , ولكن هل فكرنا بالعدو القابع بيننا والذي يسهل لهذا الاجنبي النفوذ والتغلغل ؟ العدو الداخلي هو منا وفينا . ويستند الى تراث قديم لحمته وسداه التعصب الاعمى , والحقد الاسود ونفي ألآخر ثم أفناؤه .
ومع علمنا بالمصادر الفكرية التي ينهل منها المتتطرفون . والجهات التي تقف ورائهم , نحتاج الى وقفة تأمل ,
فقد اعتدنا نحن شيعة العراق على اداء شعائرنا منذ سنين , ولو انها ليست بمستوى الحاضر , وبمشاركة او تعاطف من اخواننا اهل السنة , ويشهد التاريخ القريب ان عدد من الشعراء والخطباء من اهل السنة كانوا يشاركون في مجالس العزاء, ومواليد ألأئمة التي كانت تقام في الكاظمية والنجف وكربلاء وسامراء, ولم يحصل ما يعكر صفو هذه الاجواء الا تحرش السلطات السياسية وتدخلها وبخاصة" خلال الحكم السابق المنهار لأسباب سيلسية اكثر منها دينية . فمن اين تسربت هذه الفتنة الضالة التي سفكت دماء الابرياءواستباحت حرمة المساجد والحسينيات . اذا" نحن بحاجة الى ان نقف بوجه من يريد بأهلنا شرا"ووقف شلالات الدم مادامت ثقافة العنف راسخة في رؤوس معتنقيها من اوباش العرب وغيرهم هذا اذا سلمنا تجاوزا" ان العنف يمكن ان ينتمي الى جنس الثقافة ..