هل يصلح مؤيد اللامي نقيبا للمرحلة القادمة ؟-راضي المترفي

Tue, 23 Aug 2011 الساعة : 3:29

في خضم امواج المتغيرات الحاصلة في عموم الوطن العربي وسعي الجماهير للتحرر والانعتاق والخلاص من انظمة اكل عليها الدهر وشرب هيمنت على مقدرات الحكم لمدة نصف قرن تقريبا وكان اخر من تهاوى من هذه الانظمة نظام مجنون ليبيا ودخل الثوار طرابلس قبل ليلة او ليلتين فاتحين ومحررين و(الربيع العربي) كما اطلق عليه يعطي محفزا لكل شرائح وقطاعات الشعب على الحركة تجاه حرياتها وحقوقها المهضومة وتطلعاتها المستقبلية وكان حسب المنطق ان تكون شريحة المثقفين في المقدمة لقيادة التغيير لكن المثقفين كانوا في هذا الربيع في الصفوف الخلفية او مع المتفرجين على الجماهير وهي تقود الفعل الثوري وتشق طريقها بالتظاهر والاعتصام والحركات السلمية وارتضوا (المثقفين ) بالتبعية لها في هذا المسار الثوري . والعراق لم يكن بعيدا او معزولا عن محيطه لكنه كان يتميز بوضع وظروف مختلفة لم تكن وليدة الساعة لكن هذا لايمنع من ان تعيش بعض الشرائح ومنها (الصحفيون ) ربيعا عراقيا ساخنا تمثل بصراع طويل تم خوضه من اجل اقرار قانون (حقوق الصحفيين ) وكلل بالنجاح بعد اقراره في مجلس النواب وكان للنقيب الحالي (مؤيد اللامي ) حصة الاسد من هذا الجهد والانجاز وبعد اقرار القانون تجلى ذكاء النقيب وحنكته بحل مجلس النقابة الحالي والدعوة الى انتخابات عامة في 27 آب الحالي . لكن هل يصلح ان يكون مؤيد اللامي نقيب الصحفيين وصاحب مشروع قانونهم ورجل اقراره نقيبا قادما لهم ؟ .
الناظر للوحة الصحفية في العراق يرى انها نسخة تكاد تكون مطابقة لمثيلتها السياسية من حيث توزع التكتلات والائتلافات والزعامات والغايات والاغراض والولاءات والصراعات . وهناك من يمثل اقصى اليسار واقصى اليمين ومابينهما من تنويعات في الوقت الذي يمثل الاستاذ اللامي الوسطية في هذا التوزيع المفترض او نقطة الارتكاز فيه والتي قد يلتقي عندها الفرقاء . ولو رجعنا للانتخابات السابقة والتي اتتى بمؤيد نقيبا لوجدنا انها كانت انتخابات صعبة غلب عليها الطابع الشخصي والفئوي والتناحر المصلحي وظهرت صراعاتها على السطح الاعلامي بعد فرز النتائج التي اثبتت فوز النقيب على جميع خصومه الاقوياء , ويبقى السؤال هل تشهد هذه الانتخابات ماشهدت سابقتها ؟ وهل ينتصر في النهاية النقيب القديم على خصوم لم يكونوا بقوة السابقين ؟
لقد تمكن اللامي في الفترة السابقة من تعبيد طريقه الى ولاية ثانية على النقابة بطرق كثيرة ولم يكن تحقيق مكاسب معلومة للصحفيين مثل الحصول على قطع اراضي او مكافآت وزارة الثقافة او غيرها هو المنجز الوحيد وكان هناك امران مهما للغاية حرص النقيب على الاستقتال من اجل تحقيقهما تمثل الاول باصراره على مد يده وفتح قلبه لكل خصومه وفتح صفحة جديدة من اجل تناسي الخصومات والعمل المشترك من اجل الصحفيين والثاني كان اقرار قانون حماية الصحفيين وقد افلح فيهما كل الفلاح وجعل من تبقى في خانة الخصوم يقف مبهورا امام حركته الدؤوبة ونشاطه المستمر . واثبت للجميع خصوم وانصار انه رجل المرحلة بعد ان ترك انجازاته تتحدث نيابة عنه خصوصا وهو يتصرف بعيدا عن تاثيرات الضغينة والخلافات الشخصية حتىى استطاع اقناع الاطراف المحايدة على اهميته والحاجة له بلعب دور رجل المرحلة القادمة في تاريخ نقابة الصحفيين العراقيين واظن انه قطع مسافة 90 % من الطريق الى ولاية ثاني في موقع النقيب وليس مبكرا ابدا لو قلنا هنيئا لمؤيد اللامي فوزه بموقع النقيب وهنيئا للصحافة والصحفيين بنقيبهم القديم الجديد .

Share |