كتلة الأحرار والمواطن ودولة القانون نتائج ودروس/عباس الصالحي

Mon, 19 May 2014 الساعة : 2:14

ان ما افرزه الانتخابات البرلمانية  الأخيرة من نتائج وخاصة في الصف الشيعي جاء مخالف لكل التوقعات التي كانت قد رسمت لها بناءا على معطيات انتخابات مجالس المحافظات .
فهناك قوائم تراجعت وأخرى قفزت قفزة ممتازة على الصعيد السياسي وهذا التحول لم يكن محض صدفة او انه جاء اعتباطا بل هناك أسباب ومسببات له أثرت بشكل مباشر فيه 
فعلى سبيل المثال :
كتلة الأحرار في البرلمان السابق كان عدد المقاعد التي يمتلكها 41 مقعد بالإضافة إلى 6 وزارات ولكن في هذه الانتخابات فلقد تراجع إلى 33 او 35 مقعد حسب ماهو متوقع ومن المحتمل عدم حصوله على إي وزارة .
وهذا التراجع جاء بناءا على عدد من المعطيات منها ماهو مباشر ومنها ماهو غير مباشر 
المباشر :انسحاب السيد مقتدى الصدر (دام عزة) وتصرفات السياسين 
ان لانسحاب السيد مقتدى الصدر من الساحة السياسية وعدم دعمه لكتلة الأحرار اثر بالغ في تدهور القاعدة لهذه الكتلة وكذلك ما قام به عدد من السياسين التابعين لكتلة الأحرار أمثال بهاء الاعرجي او مها الدوري من تصرفات والانجرار وراء العطش والدهاء الإعلامي الذي تلبست به قناة البغدادية لهداف وإغراض لا تخلوا منها انتقامية وتصفية حساب قبل ان تكون وطنيه فهم قد تركوا عملهم الرئيسي وهو خدم المواطن والبحث عن قوانين وأمور تخدمه وترفع من مستوى الاقتصادي والخدمي والثقافي وتفرقوا لجمع الملفات والصور والجلوس وراء شاشات الفضائيات والذي عاد بشكل عكسي عليهم اولا وعلى الكتلة ثانيا 
الغير مباشر : الوزراء وقناة البغدادية 
فلقد كان وزراء التيار بعيدين كل البعد عن قاعدتهم وعن الشعب والتغريد في وادي أخر فهم لم يفكروا مجرد التفكير بالنزول لقواعدهم وأنصارهم والسعي  لحل مشاكلهم 
اما قناة البغدادية فهي كانت الرصاصة الأخيرة في نعش هذه الكتلة كما يعبرون لكونها جعلت من بعض السياسين أبواق لها الأمر الذي جعل الكثير من أبناء الشعب يتحولون للجهة المقابلة ( بغضا بابيك ) كما يعبرون  .
ان هذه الأسباب وأسباب اخرى من أمثال ابتعاد السياسين بصورة عامة ومسؤولي كتلة الأحرار في المحافظات عن مشاكل وهموم وقواعدهم وجماهيرهم وعدم مساندة بعضهم لبعض كان له اثر في هذه النتائج ايضا .
نأتي ألان لكتلة المواطن :ـــ
فهي اعتبرها الرابح الوحيد في هذه الانتخابات ، وذلك لكونها استطاعة ان تحصد ما يقارب 30 مقعد او اكثر بعد ان كان عدد المقاعد المخصصة لها في الدورة السابقة 17 فقط ومن المحتمل حصولها على عدد من الوزارات بدون اي اثر جانبي او مسببات خارجية 
ان كتلة المواطن بقيادة السيد عمار الحكيم ( دام عزة ) تحولت من كتلة خاملة ذات طابع ثابت الى كتلة فاعلة وذات قرارات جيدة وخطوات ممتازة 
فهي تمكنت بقيادة السيد عمار الحكيم من إرضاء الكل وكذلك الاختلاط بالقواعد الشعبية وكسب عدد من الأصوات التي لا يستهان بها من القواعد التابعة للكل الأخرى وذلك من خلال حل بعض مشاكلهم وتوفير عدد من الضروريات لهم وتسخير بعض السياسين لهذا الجانب والابتعاد عن التصريحات عن هذا الطرف او ذاك وبالتالي عدم وجود ردت فعل مضادة باتجاههم ما عدا بعض المؤاخذات التي أخذت عليهم من موقفهم في إحداث الانبار ولكن سرعان من انتهت  .
ثالثا : دولة القانون :
وهي الفائزة بجهود الغير .
فقد حصدت دولة القانون أصوات لم تكن هي نفسها تتوقعها وذلك بسبب مكاسب سياسية استطاعة ان تحصل عليها من خلال الغباء السياسي الذي تمتع به بعض إطراف الكتل الأخرى 
وكذلك لقد سخرت قناة البغدادية من حيث تشعر او لا عدد كبير ومهم من الأصوات لهذه الكتلة وذلك من خلال حملتها التي شنتها عليها  دون التطعيم بملفات اخرى تخص كتلة اخرى ليكون أستوديو التاسعة موضوعي ومقبول من جميع الإطراف وبالتالي تمكنت دولة القانون من مناورتها السياسية التي رفعت من أسهمها بصورة جيدا جدا 
هذا من جانب ومن جانب اخر فان حزب الدعوة وكذلك من انضم لائتلاف دولة القانون كانوا قريبين جدا من قواعدهم وذلك من خلال تعيين الكثير منهم وكسب أصوات أخرى عن هذا الطريق وخاصة الشباب .
وعلى هذا الاساس فان المرحلة المقبلة ستكون مرحلة مهمة جدا وهي قد تكون الفرصة الأخيرة للكثير من الكتل للحفاظ على قواعدهم وذلك من خلال الابتعاد عن التعالي والنزول للقواعد ومشاركتهم همومهم ومشاكلهم والسعي لاحتكاك بهم وكذلك على جميع الكتل الابتعاد عن التشهير والتسقيط والاكتفاء بالتفكير جيدا بكيفية تشريع واقرار قوانين مهمة فيها مكسب شعبي ترفع من اسهمها السياسية وكذلك تحسن الوضع الاقتصادي والخدمي لمحافظاتهم التي انتخبتهم 
ان جعل هذا الأمر هو معيار التنافس فيما بينهم له الأثر الكبير في تحسين صورهم وتكميم الكثير من الأفواه وذلك بسبب رفض الشارع لهذه الأصوات بعد ما تم لمسه من قبل السياسين من توجه جاد في سبيل خدمتهم 
اما اذا تم نهج  نفس النهج وتقليد السابقين فان اكثر الكتل التي ستكون في خطر وقد لا تحصل على مقاعد وقبول شعبي فهي 
1- كتلة الأحرار 
2- دولة القانون
والحمد لله رب العالمين 
والله الموفق وهو المستعان
Share |