مقعد أمام الشاشة الصغيرة -جميل ماهود
Tue, 23 Aug 2011 الساعة : 3:03

عندما درست فن المسرح تعلمت أن المخرج هو مؤلف ثاني للنص المسرحي , وان الممثل هو احد أهم الأدوات التي يستخدمها المخرج لإيصال ما يريد أن يقوله ! وتعلمت أيضا أن الديكور والإكسسوارات الأخرى وكذلك الإنارة هي ليست عناصر إبهار في العمل الفني وحسب ؟! وتعلمت أيضا أن المسرح نوعان :- مسرح التراجيديا (المأساة ) ومسرح الكوميديا (الملهاة ) , وتعلمت أيضا أن الكوميديا هدفها أن تخلق جوا من المتعة والفرح
الهادف النبيل من خلال الموقف والحوار .. لا أن تجعل من الممثل عنصر إسفاف وتهريج حيث تجعل من المشاهد يضحك على الممثل لا أن يضحك منه ؟؟! وانأ أتفرج على شاشات بعض الفضائيات شاهدت ماتمنيت إلا اشاهده !! شاهدت أن السادة المخرجين والمؤلفين قد استغلوا طيبة ابن الجنوب وخفة دمه ودماثة خلقه ورقة إحساسه وعذوبة كلامه فأظهروه لنا انه ذلك الإنسان السطحي الساذج النفعي المهزوز الذي لايفقه من الحياة شيئا ؟؟ّ أظهروه لنا بملابس مخططه (مقلمه ) وبألوان براقة لاتصلح حتى إلى راقصات الملاهي ؟! أظهروه لنا انه لايحترم العقال الذي يتوج به رأسه الشامخ الذي عرفناه ؟! أظهروه لنا بهذه الصور المزرية المضحكة المبكية , وكان ارض الجنوب لم تنجب شعراء كبار وفنانين كبار ومبدعين كبار وعلماء كبار وحتى سياسيين كبار ؟! يبدو أن (( ألهؤلاء )) لم يقرؤا التاريخ جيدا ولم يعلموا أن ثورة العشرين الخالدة قد اشعلتها جذوة غيرة ووطنية ابن الجنوب الثائر ؟! وان الدولة العراقية الحديثة مانهضت أركانها ألا بتضحيات وشجاعة ابن الجنوب ؟! وأن ((صنمهم )) لم يسقط أرضا لولا وقفات وعطاءات أهل الجنوب الجهادية ؟ وان الكثير من الثورات التحررية في العالم قد بدأت من الجنوب ؟!! ايها السادة .. لا تضحكوا الآخرين على حساب جراحاتنا ولا ترقصوهم طربا على حساب آلامنا ؟! فنحن ( أولاد الملحة )) مثلما يقال عنا , ونحن أبناء ذلك الثائر (( حسين رخيص )) وأحفاد ثورة ماخمدت جذوتها يوما. فكفاكم ظلما لنا .