هو الاعلى انتخابيا لماذا يرفضوه إذن !!؟/فراس الخفاجي
Fri, 16 May 2014 الساعة : 0:42

غريب هو امر السياسيين العراقيين حين يتعاملون مع الواقع بشكل مغلوط تماما وعكس ما تسير الرياح ، فلم يكن عندنا الكثير من السياسيين بالذي يبالي او يهتم بما يريده الشعب العراقي ولا يتحسسون هواجسه ومطالبه على الاطلاق وقد كانت تجربة البرلمان العراقي طيلة السنوات الماضية مريرة جدا وغريبة الاطوار والتصرفات من قبل النواب وكتلهم في عملية تناحر وتقاتل لم تشهدها برلمانات العالم مطلقا .
فالضرب تحت الحزام والتآمر والنفاق والازدواجية والاخلاف بالعهود كلها من ميزات الكثير من البرلمانيين خلال الدورتين الماضيتين على الاقل فلم نشهد لهم مواقف صارمة وحقيقية ذات جهد كبير تصب في صالح المواطن وانما جميعها تصب في مصالحهم الخاصة وامتيازاتهم وما يكنزون بها من الذهب والفضة.
هذا الامر انعكس في طريقة عدائهم ووقوفهم بوجه شخص المالكي حيث يريدون ان يضعوا كل فشلهم على الحكومة ورئيسها تحديدا لأنهم عادة ما يبرئوا وزراء كتلهم المشاركين في تلك الحكومة فهم لا يشتركون في الاخفاقات التي هم سببها في الاساس بسبب التناحر الذي تمارسه احزابهم في ضرب عمل الحكومة وأول مرة اشهد ان وزراء في حكومة وجزء منها ثم يعادونها وهؤلاء لا يهمهم سوى الامتيازات العالية والمخصصات الكبيرة .
الانتخابات اليوم تشير الى تفوق السيد المالكي انتخابيا وبأصوات تفوقهم في بغداد وحدها بما يعادل اكثر من اصوات جميع الكتل التي نصنفها بالشيعية كما تشير لذلك السومرية نيوز(أن "اصوات رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي حصل لوحده في بغداد اكثر من مجموع كل الكتل الشيعية بالعاصمة"، مبينا أن "اصواته بلغت لغاية الان 700 الف صوت وهو اكثر من مجموع اصوات كتل الاحرار الثلاثة والمواطن والاصلاح والفضيلة والصادقون".) فاذا كان كذلك فلماذا يعادونه إذن ويقفون بوجهه ويتصدون له ويمنعونه من تسلّم المسؤولية والحال ان الشعب هو من انتخبه ، فهذه الاصوات التي دخلت صناديق الاقتراع هي اصرار على تعليق المسؤولية برقبته ووضع ثقتهم به هو من الامور التي يجب التوقف عندها .
الشعب يمنح الثقة لشخص وأولئك السياسيين يقفون بوجه ارادة هذا الشعب ويعتبرون ان توليه مسؤولية رئاسة الوزراء خطا احمرا ويصرحون في وسائل الاعلام بكل وقاحة انهم سيقفون ضد ارادة الشعب ويدفعون باتجاه عرقلة أي اتفاق سياسي يفضي الى توليه رئاسة الوزراء والحال ان الدستور لا يوجد فيه ما يمنعه من ذلك وعليه فهؤلاء يقفون بوجه الدستور وضد قناعة الناخب العراقي الذي اختار المالكي ولم يختارهم.