علي (عليه السلام ) بين الماضي والحاضر/ طارق الخزاعي

Tue, 13 May 2014 الساعة : 20:25

تعامل ويتعامل المسلمون مع شخصية امير المؤمنين علي ابن ابي طالب (عليه السلام) تعاملا شخصيا محدودا خارج عن اطار المعرفة الفكرية والعقدية والتوعووية ! علي ( عليه السلام) أمة فى رجل يمثل الحق اينما حل فهو يدور معه حيث مادار وكلمة الله وحجته البالغة .تمتاز شخصيته الفذة بامتيازات فذة يفتقر اليها الاخرون فهي بالاضافة الى ثقلها الروحي والمعنوي فانها تمثل الحياة المثلى التي يرمو اليها كل ذي لب وبصيرة! علي ( عليه السلام) نقطة البداية لولادة جديدة تحمل أفقا واسعا من المعرفة والعلم والبصيرة! للاسف الشديد لازلنا نتعامل مع شخصيته بعيدا عن روح العدل والانصاف ! وكانه كغيره من الصحابة سوى انه ابن عم الرسول وزوج ابنته !!هذا الجانب من التعامل باعتقادي تعاملا عاطفيا لايرتقي الى مستوى الفكر ويصطدم مع ابسط مقومات العقل ! الامام علي ليس لطائفة أو فئة او مذهب محدد انه كرسول الله ( صلى الله عليه واله) مع فارق النبوة (رحمة للعالمين اجمع) وقدوة واسوة صالحة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر! باعتباره القائد الامثل والشجاع الابجل والمربي للامة والحق الناطق والصراط القويم وحبل الله المتين ! وهو الذي تربى في حجر الرسالة وتغذى العلم وزقه زقا من حجر الرسول ! أعده الله تبارك وتعالى لقيادة الامة بعد رحيل الرسول الاكرم ولم تنصفه ابدا عندما جعلت الامر من بعده لغيره ! لذلك نجد ان التخبط والتشرذم الذي تعيشه الامة اليوم هو نتاج ذلك الموقف السلبي والخاطئ! لانروم ابدا طرح الماضي ولكن الحاضر هو امتذاد للماضي وهو الذي يجبرنا للجوء الى الواقع المر..ربما يؤاخذنا البعض ويشكل علينا ولكنها الحقيقة بعينها . وشمسها لاتغيب ابدا مهما حاولت سحب الجهل وتراكمات الماضي اخفائها!! انها شمس الله الساطعة والتي تبعث ضيائها وتقذف بشعاعها الى كل قلب عشق عليا ( عليه السلام) ! عشقة انسانا متكاملا يمثل القيم والمبادئ والمثل العليا ! عشقه بطلا وشجاعا وسيفا صارما لايساوم على دينه ولا يهادن على عقيدته! عشقه أمن وامان لكلا الدارين ونفس مطمئنة وروح كبيرة ! عشقه صراطا مستقيما وعلما قد استقه من ابن عمه الرسول الاكرم ! هذا هو علي ابن ابي طالب ( عليه صلوات ربي).. من يطالع نهج بلاغته يدرك عطمته ! ومن سار على نهجة يعرف شخصه ! لايمكن ان نتعرف على عطمة مجده الا من خلال دراسة سيرته ومعرفته ! وهذا للاسف الشديد لم نعطيه حقه الاوفى في مناهجنا ومدارسنا وجامعاتنا ومنتدياتنا الثقافيه والمعرفية الامر الذي أبعدنا كثيرا عن الوقوف ولو يسيرا على عظم شخصية ومقامه . لازال البعض يتهرب تحت حجج واهية من معرفة الحقيقة ويجهل انها ستكون غدا السد المنيع امام اهوال الطامة الكبرى ! يوم تحشر كل امة مع امامها ! ومن هو الامام والقائد الى جنان الخلد غدا غير علي ( عليه السلام) وهذا ما صرح واشار اليه الرسول الاكرم ( صلى الله عليه واله) في الكثير من المواقف ! اننا نفخر باننا من محبيه والداعين الى نهجه واولاده الائمة الكرام البررة ..لانقول اننا قد اقتفينا اثارهم ولكننا نقول الموالون لهم والداعون الى اتباعهم ومعرفتهم لانهم العروة الوثقى والحجة على اهل الدنيا . فمن ادعاها غيرهم فهو ضال كذاب ومنافق مرتاب.. سلام عليك ياعلي بذكرى ولادتك من وسط قبلة الوجود وبيت المعبود ( الكعبة المشرفة) .

Share |