طوال السنين الماضية ونحن نسمع ونحلل ونقول هذا السياسي قال كذا وذاك صرح كذا ، نجلس في المقاهي والحديث يدور في امور السياسة ربما اكثر من السياسيين أنفسهم عندما يتحدثوا بينهم حتى مللنا الكثير من احاديثهم التي لا تغني ولا تسمن من جوع الفكر .

كل التصريحات كانت تشير الى ضرورة ابدال نظام الحكم وطريقة الاداء للعملية السياسية في العراق ولم نسمع غير مقولة حكومة تكنوقراط وأغلبية سياسية وترك المحاصصة وتقسيم الكيكة ، كل ذلك تداولوه بشكل كبير دون توقف والجميع قال عند الانتخابات القادمة ستكون مرحلة التغيير الاساسية هي الاساس في منهجنا القادم لتشكيل الحكومة واسلوب عملها وسوف لن يكون هنالك مكان للمحاصصة او الشراكة في الحكم وانما سنعتمد مبدأ العمل من اجل الدولة عبر الاغلبية السياسية والمجيء بعناصر التكنوقراط والمهنيين البعيدين عن الاحزاب والتسييس الذي يمارس من احزابهم .

ولكن اليوم وبعد ان انتهت الانتخابات وتقاربت النتائج خصوصا لمن هم ادنى من غيرهم فبدأنا نسمع عن الشراكة وعن المحاصصة إلا موقف السيد المالكي وكتلته التي تطالب وما زالت الى اليوم بحكومة الاغلبية السياسية ونبذ المحاصصة بعيدا عن اشراك التقسيمات الحزبية او الدينية او المذهبية وهو ما نتطلع اليه كشعب حتى نرى فعل الحكومة في الاداء الصحيح .

من هذا المنطلق نجد ان اغلب الكتل والاحزاب قد ظهرت نواياهم عندما علموا ضعف قوتهم الانتخابية وحظوظهم في الحصول على المقاعد التي تجعلهم قادرين على تمكينهم من تشكيل تحالفات قوية تدفع نحو الاغلبية السياسية وهذا الموقف نجده مغاير تماما مع المالكي وكيانه السياسي حيث بقي محافظا على موقفه من حكومة الاغلبية السياسية لأنه كما يبدو واثق تماما من حصوله على مقاعد برلمانية تؤهله لذلك ، وعليه نقول للكثير من الكتل السياسية توقفوا عن الكذب وانتم ترسمون لنا العراق بحلة كاذبة مزورة منمقة بعيدة عن الواقع الذي نريده نحن المواطنون الذين نعيش سوء الخدمات ووضع أمني يتردى بنا كل حين بسبب الخلافات والصراعات السياسية فيما بينكم ،، أما آن الاوان ان تلتفتوا الى الشعب العراقي وتتركوا المحاصصة البغيضة.