دائما للحق معراج وعارجون , شرطان متلازمان لتحقيق الحق/ابو احمد العمري

Fri, 9 May 2014 الساعة : 15:16

حينما كنا صغارا او يافعين في سبعينات القرن المنصرم , نحن ابناء جيل الستينات كنا لازلنا في صفوف الابتدائية والمتوسطة .
ومن الطبيعي ان تكون مقوماتنا الفكرية بسيطة او ساذجة , والحق ان حتى الذي هم اكبر منا سنا ايضا وعيهم ساذج .
في تلك السنوات كان التوجه العام للمجتمع العراقي بشكل عام هو القبول بالوطنية بمعنى البلد واحد والشعب واحد وتنامي الشعور القومي او ان الشعور القومي كان بأوج قوته .
كان هذا الشعور وهذا التوجه يأخد على الفرد كل مجامع فكره وتفكيره , وكأنه رسالة سماوية او هو باب من ابواب رسالة السماء .
هكذا كنا نحن ابناء جيل الستينات .
تستوقفني احيانا بعض التساؤلات ,لانني اشاهد بعض المعلمين والمدرسين بعيدين عن هذا التوجه واحيانا ممتعضين الى درجة الغضب , فاقول في نفسي : لماذا هؤلاء لا يؤمنون بما نؤمن به نحن ؟. باعتبار ان ما نؤمن به هو قمة الحق , وما خلاه فهو باطل محض.
بعد ان دالت الايام وتمخضت عما كان مبيت لها اتضحت الامور اننا كنا في خضم مؤامرة كبيرة , للاسف نتيجتها اكلت الاخضر واليابس والانكى ان لا عودة للوراء ولا ينفع لها اصلاح ..
دائما للحق معراج وعارجون , شرطان متلازمان لتحقيق الحق .
في تلك الفترة من الزمن كان هناك معراج للحق لكن للاسف لايوجد عارجون , ليس لانهم لاوجود لهم بل هم لايريدون ان يعرجوا اويسلكوا طريق الحق , فقد اكتفوا بالتنظير فقط .
والتنظير لا يعدوا الا كمثل طبيب يصف العلاج للمريض ثم لا يعالجة .
حين بلغنا سن الوعي وجدنا ان لا حيل لنا بتغيير الواقع , كان يجب على الجيل السالف ان يمهد لنا على الاقل ولكن هكذا جرت الايام السود وسنواته المرعبة تتلوى وتقضم اعمارنا وتهلك ارواحنا وتهدم بيوتنا ولا حيله لنا الا السير مع التيار الهدام .
ولم تلبث الايام حتى هاجر من هاجر مكرها او راغبا او وضع بمفترق طرق لا خيار له , هناك بالمنفى ناس كثر قد ائتلفوا اشتاتا .
حتى اذا ما سقط الصنم عاد الناس سراعا للمعراج كل يدعي انه صاحب الحق الذي لايلين .
وعادت بنا الايام , فنحن اليوم اشبه بالبارحة لاينفع التنظير والامتعاض والغضب ان لم يكن هناك عارجون يحملون الحق معهم .
سؤالي اليوم : هل يصدق فينا قول القائل , ما اكثر الضجيج واقل الحجيج ؟.
ربما !!!! وحينها : هل هو سوء طالع ؟ , ام غضب من رب السموات ؟.
كلمتي -- لا تضيعونا رحم الله والديكم ................

Share |