عن الشهداء واولاد الخايبة/علاء كولي
Sun, 4 May 2014 الساعة : 1:34

ان كان ثمة حطب لهذه البلاد التي تحترق كل يوم فبالتأكيد ليس هنالك افضل منا نحن هنا في هذا الجنوب ،نحن الحطب الاكيد لهذه الحرائق التي نشتعل بها دون ان نعرف ماذا سنجني من بعدها ، نحن حطب لاينتهي ، لقد اثبتنا على مر التاريخ بأننا لا نهدأ ابدا بكوننا ضحايا دائما رغم الخسائر التي اعتدنا عليها في كل مرحلة من مراحل هذا البلد المنكوب .
لا يتوقف ابدا اولاد الخايبة في التفكير في انفسهم الى متى يبقون مشاريع استشهادية دائمة ، في عهد النظام السابق وخلال كل تلك السنوات التي حكم فيها كنا اما ابناء لشهداء حرقتهم ماكينة الحرب مع ايران او مجاعة وفقراء قتلهم الحصار او مهمشين مات اغلبهم بفعل الجفاف الذي احدثه القائد الضرورة ضدهم ، او طرف اخر وقف كجمهور مع هذا القائد الضرورة كي يكونوا عبيد لاحول لهم ولا قوة مجرد ادوات تنفذ مايطلب منها .
كنا نحن الذين ففقدنا كل شيء وخسرنا اعز مانملك ، كنا نفقد ارواح كانت قريبة يوم ما منا ، تؤمن بوطنها رغم الخراب ، اصبحنا بعدها ايتام ثم جاءت سنوات الحصار حتى احرقت ضمائر الناس هنا ، واحرقت اخلاق اكثرهم ، القليل جدا ممن حافظ على نقائه ، لم يكن ينظر الينا غير اننا اولاد الخايبة والمعدان والشروكية ،
حينما تغيرت البلاد واطيح بالنظام الطاغي بقت الصورة نفسها لم تتغير ، مازلنا اولاد الخايبة مازلنا نقدم الشهداء بأستمرار ، مازلنا حطب مؤكد ، نقف امام المدفع ونتقدم الى الموت بكل روية وهدوء ، بقت الصورة نفسها تلك التي كان يسموننا فيها ابناء الشهداء ، ومازل هنالك من يحاول ان يستغل وجودنا دائما ، ومن لحظة التغيير الى الان لم نرى شيء قد حدث ..الذين اتوا رسخوا ثقافة هذه الصورة المعتقة التي بقينا تحت طائلتها ومازلنا نجد ان هنالك من يغتصب وجودنا بأسم الله وبأسم الوطن .
لعل اكبر الانتهاكات التي نتعرض لها هي تلك التي تحدث مع الحملات الانتخابية ، هنالك من يتحدث بأسمنا بأستمرار ، وهنالك من يأتي من مكان اخر لايعرف معاناتنا ولايعرف مشاكلنا .. ومع ذلك تستمر تلك الانتهاكات ولن تنتهي ، هولاء الذين جاءوا بأسم السياسية يصعدون على اكتاف المكاريد بينما هولاء المكاريد يذهب شبابهم الى المحرقة ،
معايير تبدو غريبة في ان يقف هولاء الذين يأتون كي يمثلون وجودنا في المشهد السياسي على سبيل المثال ، بفعل الفتاوي والترويج لهم عبر الدين ، الناس هنا مُسيرة بفعل رجال دين ليس لهم علاقة بأي شيء غيرالعلاقة بكرسي السلطان ، هنالك رغبة جامحة من هولاء في ان يقوموا بالتصفية من اجل الكرسي مثلما حصل في اعوام القتل الطائفي ، كنا نحن الاكثر تضررا ، لكن مع كل هذا الخراب لم نجد اي محاولة جريئة في تغيير هذا الواقع ، فمازلنا الى الان اولاد الخايبة الذين يتقدمون الصفوف ويقفون بوجه المدفع ، وحينما تذهب اعمارنا ، لم نجد اي استحقاق حقيقي لكل من ضحى بحياته من اجل هذا الوطن .