محمد باقر الحكيم شعلة أطفئت بغضا بنا/اسامة عسكر الشويلي
Sun, 4 May 2014 الساعة : 0:59

( أظننت يا يزيد أن بنا على الله هوانا، وبك عليه كرامة، وان ذلك لعظم خطرك عنده؟ ), جملة مقتبسة من خطبة السيدة العظيمة زينب عليها السلام, في مجلس ابن الطلقاء يزيد, وضعت من خلالها قانونا دنيوياَ دينياَ مهما لبني البشر جميعا, ألا وهو ليس كل منتصر ومقتدر يرضى عنه الله, وليس كل خسران أو عديم حيلة ليس ذو مكانة عظيمة عند الله.
في ذكرى استشهاد السيد محمد باقر الحكيم رضوان الله تعالى عليه, الذي قتل بطريقة وحشية تدل على أصحابها, الذين قطعا لم يكونوا أشخاصا عاديين فقط كالتكفيريين الحمقى, بل كانت منظمات ذو تخطيط وقدرة عالية, لأنها استهدفت مركز التقدم, نستشهد بخطبة جدته زينب, ونقول لهم أن مقتله بهذه الطريقة لم يكن بهوان منه على الله, بل لكرامته عنده, فهو سليل من لهم القتل عادة, وكرامتهم عند الله الشهادة, فأبى رب العزة إلا أن يأخذه شهيدا عظيما, وأبى أهل بيت النبوة إلا أن يقتل بين أحضانهم, وفي كرامة مزارهم, بعد أن قضى يزيد عصره, صدام ابن الطلقاء عمره محاولا قتل واغتيال السيد, ولكن كان مقدرا له أن يحظى بما لم يحظى به إلا القليل, فيقتل في حضرة جده علي ابن أبي طالب عليه السلام, وفي مسقط رأسه النجف الأشرف كرامة له.
ولكنه ولله الحمد تركنا فريسة الجائعين, وبين براثن المنافقين, الذين لملمهم من شوارع سوريا ولندن, ليبني بهم جبهة شيعية قوية, لزيادة عددهم, وأصر على حضورهم رغم أنهم كانوا مجرد إمعات نكرات, حرصا منه على رأب الصدع ووحدة الصف ولملمة البيت الشيعي.
هكذا كان يفكر السيد صاحب الفكر السياسي اللامع, الذي كان ثورة متكاملة من عمامته إلى أخمص قدميه, وهكذا يفكرون هم اليوم, وهكذا يجازون ذكراه اليوم بالنكران والعصيان, وعدم تحمل الأمانة التي أوكلها إليهم, ألا وهي الشعب العراقي المظلوم, الذي لم يرى نور الخير مذ مضى خنجر ابن ملجم, في رأس جد السيد محمد باقر علي ابن أبي طالب عليه السلام.
وفي نهاية هذا المقال اختمه بجملة أخرى, من خطبة السيدة زينب عليها السلام, لتذكيرهم فقط إن نسوا أو تناسوا (فشمخت بأنفك، ونظرت في عطفك، جذلان مسرورا، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة، والأمور متسقة، وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا فمهلا مهلا، أنسيت قول الله تعالى : " وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ " .).