من أي ثقب دخلت أيها الدعي إلى بيت المرجعية؟َ/اسامة عسكر الشويلي
Mon, 28 Apr 2014 الساعة : 14:52

كان المأمون جالسا مع والده هارون العباسي في احد سنين الحج, فدخل عليهم رجل وقور ذو هيبة عظيمة, فما كان من هارون إلا أن قام له واستقبله أفضل استقبال, وأجلسه في مكانه على بساطه, وبعد تجاذبا أطراف الحديث, هم الرجل بالخروج, فطلب هارون من أولاده أن يمشوا بين يدي الرجل ويشيعوه إلى داره, وبعد رجوعهم سال المأمون والده من هذا الرجل الذي أجلسته مكانك, وعاملته بكل هذا التقدير والاحترام, فأجاب هارون انه خليفة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم, وهو أمير المؤمنين, وصاحب الأمر, انه أبو الحسن الإمام موسى ابن جعفر عليه السلام, لكن ( فقال كلمته المشهورة) الملك عقيم لو نازعتني عليه أنت لقتلتك الآن.
العبرة من هذه القصة أننا مقبلين الأيام القادمة على تغيير في السلطة, أي عملية تداول لها ونقلها من شخص إلى آخر, وكما نستعبر من القصة السابقة بان هارون يعرف من هو صاحب الملك الحقيقي, ولكن لا يتنازل عن الكرسي, ويعلن عن استعداده لقتل ولده من اجل الملك, فربما لن يؤمن من جلس على العرش اليوم لسنوات طويلة بسلمية التداول لهذه السلطة, فسيكيدون كيدهم ويسعون سعيهم للحيلولة دون خروج زمام الأمور من يدهم, حتى لو اضطروا لإراقة الدماء وتهديد من لا يجب أن يهدد, فقد لاحظنا التهديدات المعلنة والمبطنة للمراجع العظام, ونحن نعرف أن هذه الرموز الدينية هي آخر الخطوط الحمر التي من الممكن أن يتجاوزها من يريد أن يطغى.
فقد كانت عملية قتل السيد محمد باقر الصدر وأخته العلوية بنت الهدى رضوان الله تعالى عليهم, هي نقطة الانطلاق الحقيقة لمشوار صدام الدموي, فقد استباح بعدها الدماء الطاهرة, وقتل كل نفس محترمة, وأعلن الحروب, وقتل شعبه بمختلف أنواع الأسلحة.
فيجب علينا أن نكون حذرين وواعين لما يجري اليوم, ونرسل الرسائل المختلفة لمن تسول له نفسه بان يتحدى المراجع, بأننا نفنى دونهم ونبذل الغالي والرخيص والمال والولد تحت أقدامهم, ولان المراجع تدرك أن صدامها المباشر مع النفوس الضعيفة, ربما يمنحهم الذرائع للتطاول والتعدي, ومن باب حرصها على أرواحنا لا تمنح الفرصة لطلاب الدنيا والسلطة بتجاوز هذه الخطوط, فلذلك يجب أن نكون نحن من يتصدى لهم, ونمنعهم من مجرد التفكير بالأمر, وبان الشعب سيثور كبراكين مدمدمة وحمم حارقة لهم إذا ما سولت لهم أنفسهم بذلك.
أسامة عسكر الشويلي