30 نيسان هو المعيار/اسامة عسكر الشويلي
Mon, 28 Apr 2014 الساعة : 14:35

العراق مقبل خلال الأيام القادمة على منعطف تاريخي خطير جداَ, قد يحدد مصير الشعب العراقي للفترات القادمة, فكأني بورقة الاقتراع التي رسمت في مخيلتي عليها مرشحين فقط. المرشح الأول اسمه ( تغيير ديمقراطي العراقي ), والمرشح الثاني اسمه ( استمرار دكتاتورية الفردي ), وأنا امسك القلم ومقبل على اختيار احدهما علي استحضار التاريخ السابق للعراق, من ويلات وحيف وظلم و قتل وعنصرية وطائفية وتهجير, التي عانى منها الجميع ومن ضمنهم أعضاء قائمة المرشح الثاني, ورسم رؤية للمستقبل الناتج عن سوء أو حسن اختياري.
المرجعيات الدينية تطالب بالتغيير, الطبقة الواعية في المجتمع أيضا يطالبون ويبحثون ويكتبون في مقالاتهم ودراساتهم وقراءاتهم للواقع والمستقبل, الشعب كذلك يحتاج إلى الاتجاه بطريق جديد كليا, طريق معبد بالأمل و النجاح, مرصوف بالسعادة, مزين بالتاريخ المجيد لهذا البلد. ولكن ورغم كل هذه النداءات فأن البعض يغلقون آذانهم خشية الاستماع لصوت الحق, وهو ينادي اتقوه تعالى في أنفسكم وعراقكم, ومصرين على الاستمرار بدعم نفس الوجوه التي لم تجلب للعراق خيراَ, لأنهم فاسدين ومنتفعين من بقاء الأمور على حالها.
ولذلك فان الانتخابات القادمة ستكشفهم وتبين عددهم, وهي الفيصل والبرهان والمعيار, أما أن تكون مع رغباتك ضد الحق والشعب, أو أن تكون مع الحق والشعب ضد رغباتك, ولمعرفة من اتعظ ومن لم يفعل من الانتخابات السابقة, من الذين وافقوا على هذا الواقع المرير مقابل وزارات أو ميزانيات, ظنا منهم أن سينتفعون أو ينفعون, فالأحكام الفردية الشوفينية لا تسمح للخير أن يعم إلا على نفسها والمقربين والأتباع الأذلاء, ممن يشبه سيده أو نفسه بعلي ابن أبي طالب عليه السلام والخصوم السياسيين بطلحة والزبير.
وتذكروا يا أيها المنتفعين إنكم إذ تصنعون خيرا لأنفسكم, فأنكم تصنعون شرا لأولادكم وأحفادكم, فمن المؤكد أنهم لن يصلوا إلى ما وصلتم إليه من مكانة مقربة من آلهة الفساد, وسيسحقون كما يسحق عامة الشعب اليوم ويندثروا تحت ركام أنقاض الظلم والطغيان والفقر والفساد, ولن يصلكم منهم دعاء بالخير أبداَ.