(شهادة الجنسية العراقية؟؟؟)، هذا العدو الطائفي الذي أوجده العثمانيون لإثارة الفتنة الطائفية المقيتة في العراق!/الدكتور خلف كامل الشطري....المانيا
Wed, 23 Apr 2014 الساعة : 3:46

كنت أشاهد أحد القنوات الفضائية العراقية قبل يومين عندما ذكرت المذيعة بأن"شهادة الجنسية العراقية هي أحد المستمسكات التي يمكن تقديمها أثناء الأنتخابات لأثبات هوية الناخب"؟. شهادة الجنسية العراقية؟؟؟ وفجأة عادت بي الذاكرة لصيف 1963بعدما أستولى البعث الفاشي على السلطة في العراق وإستشهاد الزعيم الخالد ورفاقه البررة!.كنت يومها في الصف الثاني متوسط(متوسطة الشطرة الأبتدائية) وأردت أن أحصل على هذه الوثيقة والتي كانت مهملة جدا وتتكرر مطالبة الدوائر لها(لاأتذكر الآن لماذا أردت ذلك!).بعد أن تم (الأشياء الأولية) في مدينة الشطرة سافرت مع عمي(رحمه الله!) وإبنه(الذي أراد أيضا الحصول عليها!) إلى بغداد. كان مايسمى بالحرس القومي الفاشي المتوحش يصول ويجول في جميع مناطق العاصمة أيضا وكان الأقتراب من أفراده يثير الرعب عندنا! .مراجعة الدائرة المسؤولة عن هذه الوثيقة كانت بالنسبة لنا كارثة لاتوصف حيث الأزدحام الرهيب رغم قيظ الصيف الشديد والحذر المستمر من (الجواسيس!) المنتشرين في كل بقعة من تلك الدائرة الكبيرة!.بعد إسبوع من (مراجعة الدائرة الميمونة!) حصلنا على ماكنا نبتغيه!.لقد أصبت يومها بصدمة كبرى عندما قرأت ماكتب فيها:" المدعو خلف كامل هو عراقي...و...و. ومن التبعية العثمانية؟أكرر:ومن التبعية العثمانية"؟. ومرت الأيام وإنتهى حكم البعث الفاشي(الأول!) بعد إنقلاب عبد السلام محمد عارف وعندما حصل أحد أصدقائي على هذه الوثيقة ايضا(وبطلاع الروح؟) لم أصدق مارأيت أبدا عندما قرأتها،حيث تبين أن هذه الوثيقة (تفرق!) بين أبناء الوطن الواحد وبطريقة طائفية قذرة.لقد قرأت فيها:".و...و.....ومن التبعية الأيرانية؟أكرر!ومن التبعية الأيرانية"؟.لقد بينت الأحداث الجسام التي عاشها العراق ومنذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921وحتى سقوط الطاغية الصنم وحزبه الفاشي أن هذه الوثيقة القذرة تميز بين العراقيين مذهبيا! "خلف كامل هو شخص من مدينة الشطرة،أمه وأبوه وأجداده وعشيرته ووو...الخ، يعيشون منذ مئات السنين في جنوب العراق وهم شيعة"!،إذن مامعنى أنه من(التبعية العثمانية)؟ وهل يتشرف العربي أن يكون أحد أتباع الأتراك؟(الأرهابي الهارب وذو الأصول التركية، طارق الهاشمي وأمثاله وهم للأسف كثيرون نسبيا، ربما!) وإذا كان العثمانيون قد قاموا بإحتلال العراق و(حاربوا) الشيعة بسبب مذهبهم الطاهر فما الغرض من أن يجعل من حكم العراق بعدهم الغالبية العظمى من شيعة العراق العرب من التبعية العثمانية؟.الكل يعلم أن حقبة الحكم العثماني للعراق(وللعرب بصورة عامة!) كانت من أقسى فترات الحكم التي مر بها العالم العربي في تأريخه الطويل ونهاية حكمهم(بعد هزيمتهم في الحرب العالمية الأولى!) كانت سبب مأساة تقسيم الدول العربية بين المستعمرين الغربيين وخاصة بريطانيا وفرنسا!.أضف إلى ذلك أن من يحمل شهادة الجنسية العراقية من مايسمى "التبعية الأيرانية"؟ كانوا ضحية الحكومات العراقية المتعاقبة وخاصة في فترة حكم الطاغوت المجرم صدام والذي قام(بطردهم!) من العراق بحجة (إنهم إيرانيون أصلا؟؟؟).لم أعرف بلدا واحدا في العالم يجب أن يحصل المواطنون فيه إضافة إلى جنسية البلد المألوفة مايسمى شهادة الجنسية!( فأما أن الشخص هو إبن البلد وهذا ماتثبته الجنسية وإلا فلماذا تعطى الجنسية إذا كانت تحتاج إلى إثبات على صحة أن حاملها هو إبن البلد؟ "مهزلة لاتوصف وتخلف وغباء"!).الغريب والمخزي حقا هو أنه بعد سقوط الصنم ،وبعد أن إستعاد الشيعة ( كثيرا!) من حقوقهم المسلوبة،لاتزال مهزلة(شهادة الجنسية العراقية؟) لم تتغير،علما أن العثمانيين الذين(إخترعوها!) كانوا يريدون بذلك الأساءة إلى الشيعة والتفرقة الطائفية في البلد!. يجب على العراقيين العرب الشيعة في مركز القرار أن يقوموا بإلغاء هذه (الآفة !) الأجتماعية الطائفية المقيتة فورا(إن لم يتم هذا بعد!) لأنها أحد (مخلفات!) العثمانيين الطائفية في العراق و(السلاح؟) الذي إستخدمه من عامل الأكثرية في البلد كأقلية لاقيمة لها تقريبا وكان الطاغية صدام أقبح من إستعمله للقضاء على من يطالب بحقوق(طائفة!) من يقود الحكومة حاليا ولم يلغ لحد الآن هذه المهزلة المزمنة!.