مـا الـذي تـخشـاه اسـرائيــل مـِنْ مشـاركـة حـزب الله الحـرب فـي ســوريــة/ د احمد الاسدي

Tue, 22 Apr 2014 الساعة : 0:29

مـاعـــاد حـزب الله بـالجهـد المقـاوم الــذي يشكــل تهـديـدا مـوضعيــا لأمـن اسـرائيــل ووجـودهــا فـقـط , ولا بـالحـزب الســيـاسـي صـاحـب اليـد الطـولـى علـى الخـارطــة السـيـاسيــة اللـبنـانيـــة وحـســب , فـحــرب تمــوز 2006 قـلبـت مـوازين المعـادلات رأســا عـلـى عـقـب , وأوجـبـت علـى كيـان العـدو اعـادة جـدولــة حسـابـاتــه و رســم مـنحنيـات مـُحـدثــه لقـواعـد بيـانـاتـه , وفـي نـفس الـوقـت سحـبـت البســاط تمـامـا مـِنْ تحـت اقـــدام اعـداء حـزب الله وفـرقـاءه الســياسييـن اللبـنـانييـن , وأزاحـت الغطــاء عــن الادعيـاء منهـم بعـد أنْ فـرزت خـنـادق وشــبكـت خـرائـط تحـالفـات انتخـابيــه وسيـاسيـة جـديــده , لـكـن الحـدث الســـوري وتـداعيـات اسـتهـداف الارهـاب وادواتــه ورعـاتــه الـدولييـن والاقليمييـن لســوريــة الدولـة والنظـام السـياسـي , ودخــول حــزب الله الحـرب الدائـره فـيهـا , ومشـاركتــه المبـاشـرة للقتـال الى جـانب الجيش العـربي الســوري , حـيـث اكتفـاءه فـي بـدايـاتهـا بـالدعـم السـيـاسـي والمعـنـوي واللـوجيستي لـدمشـق , وذلـك لضـروات فـرضتهـا اســبقيـة افـسـاح المجـال امـام الحـقـائـق للتعـبيـر عـن نفسهــا ,وللتـآمـر والمخـطط التآمـري للكـشـف عـن اوراقــه , وبـالتالـي امتـلاك شـرعـيـة الـتدخـل وأحـقيـة خـوض المعـركــة مـِنْ دون أي حـرج , و حـاجــه لـتسـويـق تبـريـرات اوعـرض حـجج لهـذا الطـرف او ذاك فـي داخـل لبنـان او خـارجهـا , قــد فــرض عـلـى اسـرائيـل اســتحـقـاقـات قـلـق مـضـافه, ودقَ نـاقـوس خطــر فـي دهــاليـز واروقــة مـراكـز انتـاج واصـدار القـرار فيهـا , فاكـتساب مقـاتـلـي الحـزب و المقـاومـة خـبـرة قــتـاليــه نـوعـيــه , ضـاعف مـن قـلـق تل ابيـب عشـرات المـرات , وخـلق حـالـه مـِنْ الاربـاك والفـوضـى فـي كيفيــة رســم اسـتراتيجيـات مـواجهـة هـذا التحـدي الـذي ســيعـزز قــوة الـردع عـنـد الحـزب فـي اي حـرب مـستقبليــه , ويـقـوض مـِنْ التفـوق الاسـرائيـلـي وهيمنـته عـلـى اسـتصدار قـرار الحـرب والسـلـم الـذي كـان حـتـى وقــت قـريـب يـمتلك ورقــتــه , ولكـن هــذا الارتبـاك لسـت نـابعـا مـِـنْ الخبـرة المكتسبــه عـنـد مـقـاتلـي الحـزب فقط , بـــل هنـاك مـا هـو ابعـد وأعمـق وأدل , فلـو اسـتذكـرنـا حـرب تمـوز 2006 ,فـإنَ حـزب الله خـاض الحـرب كقـوة على الارض بمفـرده , واقتصـر الجهـد السـوري معـه علـى الدعـم العسـكـري الغيـر مبـاشـر حـيث وضـعـت دمـشـق مخـزونهـا الصـاروخـي تحـت تصـرف قيـادة الحـزب والمقـاومـة , ودعمـت المعـركـة لوجيستيـا وسـيـاسيـا مـن جهــه , وجـعـلت مـِنْ ســوريـة جسـرا ممتـدا بيـن طهـران الـى الجنـوب اللبنـانـي مـِنْ جهـة آخـرى , لكـن خـروج دمـشـق منتصـره فـي حـربهـا الدائـره بالضـد مـِنْ الارهـاب وكسـرهـا لأجنحـة التـآمـر الـدولـي ســيجعلهـا لسـت حـلـيف اســتراتيجـي وســنـد داعـم لحـزب الله والمقـاومـة مثلمـا كـان سـابقـا , بـل جـزء لا يتجـزيء مـن جـســد المقـاومـة وصـاحـبة بـنـدقيـة مقـاتلــه فيهـا , وتــدخـل الجـيش العـربي الســوري الـى جـانب المقـاومـة والحـزب فـي حـال نشــبت اي حـرب لهـا مـع اسـرائيـل اصـبـح واقــع حـال وقــراره مـُتـخـذ سـلفـا , ولا يحـتـاج الـى مـراجعـة حسـابـات وتقـديـرات كمـا كـان عليــه بـالأمـس .

أن يـتيقــن اصحـاب القـرار فـي تل ابيـب , انَ اي استهـداف لحـزب الله او تـوجيـه ضـربـات اسـتبـاقيـه لمـواقـعه العسكـريـة , انمـا يعنــي الحـرب الشـاملــة التي سـتجتـاح المنطقــة , و الـرد فـيهــا سيكـون خـارج حـسـابـاتهـم التقـليـديــة حـيث تمتـد المـواجهـه عـلـى الجبهتيـن اللبنـانيـة والســوريـة , والمشـاركـة الايـرانيــه فيهـا بــدون ادنـى شــك , فـعليــه وحـتميــه , فمـثـل هـكذا ســينـاريـو سيكـون كـارثيــا علـى اسـرائيــل ومـستقبـل وجـودهـا , وهــذا هــو اكثـر مـا يـقـلق تل ابيـب ويـؤرق مضـاجـع قـادتهـا , خـصـوصـا وإنَ التـلاحـم البطـولـي بيـن مقـاتـلـي حـزب الله ورجـالات الجيش العـربي الســوريـة , قــد قطـع شــوطـا طـويـلا مـِنْ التجـربـة العمليـاتيـة القتـاليــة , والممـارســة الفعليــه علـى الارض وبـأدق التفـاصيـل واكثـرهـا حـسـاسيـة وخطـوره , ولا يمكـن فـي اي حـال مـِنْ الاحـوال للقـادة الاسـرائيليـن العسكـريين والسـيـاسييـن تجـاوز هـذة الحقيقـة او القفـز مـِنْ فـوقــها , فـنظـريـة اغـراق حـزب الله بـالمسـتنقـع الســوري الـتي طـالمـا تحـدث عنهـا الكثيـريـن ’ قــد جـاءت بنـتـائـج عكسيــة تمـامـا ,و حـزب الله اصـبـح لاعبـا اقليميـا وليس محـليـا , وخبـراتــه القتـاليـه انتقـلت مـِنْ منـاضـد الرمـل والمحـاكـاة الافتـراضيـة للمعـارك , الـى سـاحـاتهـا الالتحـاميـة وفعل امـرهـا الواقــع , والتحـدي القـائـم قــد أنجـب لحـزب الله جـيـل مقـاوم فـتـي جـديـد مـِنْ رحـم الأزمـة وتـدحـرجـاتهـا , اثـبـتت المعـارك اهليتــه لحمـل رايــة المقـاومـة فـي المسـتقبـل والسيـر بهـا الى اهـدافهـا المنشـوده .

18 نـيسـان 2014  

Share |