وهن القلم مني -عقيل الموسوي ـ المانيا
Sun, 21 Aug 2011 الساعة : 1:13

عجبت لقلم لا يجف ويد لا ترتجف وعين لا تذرف وقلب لا ينزف حين يكون الحديث عن شخص مثل الامام علي ـ ع ـ وما كابده طيلة حياته التي هي امتداد حقيقي لحياة الرسول الاعظم (ص) . اجل فمنذ ثلاثة ايام وانا احاول الكتابة في هذا الموضوع ولكن اجدني مترددا بل وبعبارة اقرب وجدتني عاجزا عن الخوض في الكتابة عن عظيم جعل الله تعالى فيه كل معاني العظمه المتمثله بالامامه , والتي هي جعل الهي حصرا , كما قال تعالى مخاطبا نبيه ابراهيم الخليل ـ اني جاعلك للناس اماما ـ .. ثم انّى لي وانا العبد الفقير ان اخوض هكذا غمار لايطال شرفه الا القلة من العلماء .. واي قاموس سيسعف كلماتي ان لم تصب معانيها او ان خرجت ادنى من المستوى الذي يستحقه المقام السامي , ولكني اود الاشارة الى نقطتين مهمتين محاولا عدم الخروج عن صميم الموضوع قيد الكتابه وهي
اولا ـ ان كل ما ذكره التاريخ وردده الكرام الكاتبين والخطباء الاجلاء والمتحدثين من اهل الخبره لايتعدى كونه نقلا لسيرة الامام العظيم جاء كاملا حينا ومنقوصا احيانا اخرى , ولكنه وفي كل الاحوال لايتعدى السرد التاريخي القصصي , وهذا ما حاول ويحاول اعداء ال البيت اضفائه على كل السير التاريخية لهم لاجل تمويعها واذابتها منصهرة عبر مجموعه من القصص التاريخيه الصماء .... ولكني ارى ان المطلوب حقا وفي هذه المرحلة بالذات ( واعني بها مرحلة الثوره الاعلاميه ومارافقها من هجمات حاقدة على مذهب ال البيت واتباعهم ) هو اعداد الدراسات الحقيقيه لسِيَر ائمتنا وتحليلها واستخلاص العبر منها ومن ثم جعلها انموذجا لنا بالذات نحن اتباع هذا المذهب , وهذا ما يتطلب تظافر الجهود من العلماء ذوي الاختصاص اولا ومن ثم الباحثين التاريخيين وعلماء الاجتماع والفلسفه والتربويين والقاده السياسيين والاعلاميين ومنظمات المجتمع المدني والمثقفين جميعا لذا ارى ان لا اذكر واقعة تاريخيه كي لا ادخل في مجال السرد التاريخي الذي قد لا يؤجج سوى العاطفه رغم كوننا بحاجة الى تأجيجها وبشكل يتناسب مع حجم القضيه
ثانيا ـ على خطبائنا الافاضل وقادة الفعاليات العقائديه والمؤسسات الاعلاميه استغلال كل المناسبات الدينيه والعقائديه لطرح ثقافة عامه تتعدى السرد التاريخي لتصل الى حالة تنظيم المجتمع بالشكل الذي يليق بمنزلة المتبوعين وهم ال البيت الكرام , فقد شاهدت الكثير الكثير من الظواهر التي تتنافى مع ثقافة واخلاقيات رواد قادتنا ومفكرينا فضلا عن ائمتنا الابرار بدأت تنهش من اركان فعالياتنا العَقَدية لتغير تلك الفعاليات الى فوضى من شأنه ان يعكس حالة السلبية اكثر مما يعكس بقية الصور الاخرى , والذي المني اكثر ان لا احد ينبس ببنت شفة منتقدا او موجها او حتى ممثلا لاضعف الايمان ..فعلى سبيل المثال لا الحصر شاهدت الطرق التي تربط كربلاء ببقية المدن الاخرى وقد امتلأ جانبيها بقناني الماء البلاستيكيه الفارغه وبشكل يلفت الانتباه ويدعو الى الاشمئزاز لما له من اثار سلبيه في تلوث البيئه وتشويه المنظر العام ( المشوه اساسا ) والذي يؤدي بدوره الى خلق انطباع سلبي لدى كل زائر قريب كان ام بعيد , وسببه هم اولئك الناس القادمون لزيارة الامام الحسين ـ ع ـ , فجميلٌ ان نرَ الخطيب يتحدث والقنوات الاعلاميه تسلط الاضواء على هذه الظاهره لغرض الحد منها لانها لاتتناسب وما نصبوا اليه من نظام اجتماعي متكامل , وهناك الكثير من الامور التي يجب عدم السكوت عليها بل ارى انه من الواجب الحديث عنها وان كانت المناسبه لاتمت باية صلةٍ الى مانريد التنويه عنه , فهل سيتسابق ذوو العلاقه في تحمل المسؤوليات الملقاة على عواتقهم لبناء المجتمع الحالي ضمن النهج المحمدي ـ العلوي كما يتسابقون لبناء قواعدهم الشخصيه ؟ الا هل بلغت ؟ اللهم فاشهد
اخيراً ان اصابت كلماتي معانيها فلك الحمد يارب على ما انعمت وان لم تكن كذلك فقد وهن القلم مني وامتلأ القلب قيحا ولم اكن بدموعي ربي بخيلا