المواطن والحكومة: خصومة سنحلها قريبا!/نور المحسن
Mon, 21 Apr 2014 الساعة : 0:52

تجوب الشوارع، وتشاهد هنا وهناك كثير من المطالبات، التي تصدر عن أحزاب وكيانات سياسية، والسبب هو قرب الانتخابات النيابية؛ لكن ألم يكن هؤلاء أعضاء في مجلس النواب والحكومة؟ فلماذا لم يقوموا بأداء واجبهم، وتذكير الحكومة على الأقل لتنفيذ هذه المطالب، أم أنهم كالحاوي، يخرجون مزاميرهم عند الحاجة لترقص الأفعى أمام الجمهور في المناسبات والأعياد.
يحيلنا ذلك الى سؤال مهم هو: هل من المواطن حق أن يطالب؟ وإذا كانت مطالبته هي جزء من حقوقه التي كلفها الدستور، فممن يطلبها؟ وكيف يطلبها، والى أين يوصل هذه المطالبات؟ هل الى السلطة التشريعية؟ أم السلطة التنفيذية؟ وفي حال تجاهلت السلطة المعنية بتنفيذ هذه المطالبات، فماذا يصنع؟ هل يقوم بتدبير انقلاب عسكري لتغيير الحكومة؟ أم أنه فقط يتظاهر في الساحات العامة والخاصة، ليظهر فقط على شاشات الفضائيات؟ أسئلة كثيرة تتلاطم كما الأمواج في هذا الرأس الصغير، وأفكار تروح وتجيء لمعرفة حقيقة ماذا يريد المواطن؟
من حق المواطن أن يطالب بكل الحقوق التي كفلها الدستور، في العيش الرغيد، والتمتع بثروات هذا البلد لأنه جزء منه، وأن ينعم بالأمن والأمان، كما بقية الخلق في بلاد المعمورة، وأن وأن كثيرة عندما تراجعها في الدستور، ترى أن جميع المتصديين للسلطة قد خرقها عن سبق إصرار وترصد، وبالطبع كل جريمة تنشأ عن سبق إصرار وترصد من الجاني تكون عقوبتها مشددة، لكن لمن أشكيك وأنت الخصم والحكم؟
المواطن يريد أن يرى حكومة لا تطلق الوعود، بل أن تعمل لصالح المواطن، المواطن يتمنى أن يعيش بأمان، حاله كحال المواطنين في بلاد المعمورة؛ يريد معنى حقيقي للشراكة في القرار السياسي للحكومة، يتمنى المواطن أن يشاهد إعمار حقيقي، وليس فقط عمليات ترقيع هنا وهناك، يريد أن يصحو يوما، وعندما يخرج من بيته؛ لا يرى طوابير العاطلين عن العمل تكتظ بهم الساحات، يريد راتبا تقاعديا يمكنه من قضاء عطلة خارج العراق، ألا يجلب رئيس الوزراء القادم معه، زبانيته وكل من هب ودب، وادعى أنه الأحق بثروات البلد من أبناءه.
لكن أمام كل هذا، ما هو المطلوب من المواطن؟
إن أهم مسألة مطلوبة من المواطن هي، أن يحسن الاختيار في الانتخابات القادمة، ذلك وبحسب قول أحد الحكماء ((الانتخابات القادمة في العراق ستحدد طريقه لخمس وعشرين سنة قادمة)) وبالتأكيد إنه صادق في قوله، لسبب جوهري ألا وهو، أن المواطن بعد تجربتين رئاسيتين، فإنه قد أخذ يعرف كيف يفرز الصالح من الطالح من المرشحين؛ بالإضافة الى أن اللعب بالورقة الطائفية وتخويف المواطن من الأخر لم تعد تجد لها صدى في تفكيره، كما أن الوعود الكاذبة والمنح العشوائية التي أخذت الحكومة وبعض المحسوبين عليها لن تعطي ثمارها بعد الأن.
المواطن، الذي يريد أن يحصل على ما يريد؛ يتعين عليه أن يحسن الاختيار ليقطف ثمرة حُسن اختياره، برؤية حكومة تعمل للوطن والمواطن، إن القطاع الأوسع من ناخبي التحالف الوطني، والمتمثل بأتباع ومريدي التيارات السياسية الكبرى، تيار الحكيم وتيار الصدر، مطالبان أن يجذرا عملية التغيير عبر صناديق الاقتراع، وأن يرصا صفوفهما، ليكونا قوة فاعلة قوية مؤثرة، سيما بعد التوجهات التي أشار اليها سماحة السيد مقتدى الصدر، حينما أكد على تطابق الرؤى وأن تيار الحكيم الأقرب اليه في المناهج والتوجهات، وهو أمر له دلالته صدر منه قبيل قرار اعتزاله المدوي.
نور المحسن