اعتزال الصدر: المقدمات والنتائج!/محمد الزرفي
Mon, 21 Apr 2014 الساعة : 0:49

صحيح ان معطيات الواقع التي سبقت اعلان اعتزال السيد مقتدى الصدر، كانت تشير الى ان هنالك موقف سيصدر من مكتب الصدر في النجف، خاصة بعد فضيحة التصويت لصالح اﻻمتيازات التقاعدية، أﻻ ان أكثر المتشائمين لم يكن يتصور ان الموقف سيكون اﻻعتزال وترك عالم السياسة من قبل زعيم الصدريين. فالتيار الصدري هو ركن اساسي من المشروع الوطني العراقي بعد 2003..
يبدو ان الواقع ﻻ زال يفرض علينا ان نعيش زلزاﻻ سياسيا بين فترة واخرى، نشعر جميعا بخطورته، وخطورة هزاته الارتداديه، وما كان اعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أﻻ واحدا من تلك الزلازل التي عشناها مؤخرا وسنبقى نعيش هزاته الارتداديه لحين تشكيل الحكومة المقبلة بعد اجراء اﻻنتخابات البرلمانية في نهاية نيسان 2014.
انسحاب الصدر من هذا المشروع سيخلق فراغا من الصعب ان يملاه اي طرف او اي جهة، اضافة الى ان اﻻنسحاب سيولد معادلة جديدة في واقع الشيعة السياسي ﻻنه سيغير التوازنات داخل الوسط الشيعي وتتحول التوازنات من ثلاثية القطبية الى ثنائية تقتصر على حزب الدعوة صاحب السلطة والمجلس اﻻعلى الذي ﻻ يملك اليوم من السلطة شيئا. على العموم الرجل اخذ قراره، واحدث الزلزال، وهزاته اﻻرتدادية ستستمر لحين تشكيل الحكومة المقبلة، واهم هزة ارتدادية لهذا الزلزال، هو لمن سيصوت الصدريون في اﻻنتخابات البرلمانية، خاصة بعد دعوة الصدر ﻻ تباعه وتأكيده عليهم بأهمية المشاركة الفاعلة في اﻻنتخابات. فهل سيعيش الصدريون حالة من التشظي وتفرقة اصواتهم وقوتهم بين القوائم والكتل، ام انهم قادرون على اختيار اﻻقرب لهم ليصلوا لقناعة ان دعم اﻻقرب هو قوة لهم على المدى البعيد.
وهنا يسأل البعض، من هذا اﻻقرب؟
للإجابة نقول إن السياسة فن الممكن، وممكنها صعب عميق لمن يسبح في بحارها دون فهم ودراية، وسهل يسير لمن تمكن من ادواتها واجاد لغتها وأحيانا فهم اﻻعيبها. والسياسة في العراق ومنذ التغيير النيساني الكبير في 2003 شهدت العديد من المشكلات التي لها أول وليس آخر، العواصف الخانقة والزﻻزل التي تجاوزت مقياس ريختر السياسي وأحيانا تتسبب بفيضانات غرق بها اﻻبرياء الذين ﻻ ناقة لهم وﻻ جمل في تجارة اﻻحزاب وسياستها.
قد يقدم البعض تيار شهيد المحراب على انه الأقرب الذي يمكن ان يعطي الصدريين اصواتهم له في اﻻنتخابات لعدة اسباب يقدمونها، اهمها ان الصدر كثيرا ما كان يركز وفي اكثر من مناسبة ان المجلس اﻻعلى هو اﻻقرب للتيار الصدري، كما ان تيار شهيد المحراب تتزعمه عمامة شيعية لابن عائلة دينية مرجعية نجفيه وهي نفس مقومات الصدر، وهذه المقومات لها قوتها وتأثيرها على الوسط الصدري وجمهوره.