الصدريون والوعي بلعبة المالكي!/صباح كاظم ألبو حداري
Mon, 21 Apr 2014 الساعة : 0:18

الصدريون في وضع لا يحسدون عليه، فقد أصبحوا في وضع لا يحسدوا عليه، فهم الآن حائرين تائهين، على وجوههم في صحراء الفتن السياسية، والتجاذبات الحزبية.
ما أعلنه الصدر، هو: أن اعتزاله للسياسة، جاء متزامنا مع الفساد الذي استشرى، وبطريقة تعفنيه رهيبة، في جسد تياره السياسي (العقائديّ)! هذا التيار الذي أريد له، وعند تأسيسه من قبل مؤسسه الشهيد محمد محمد صادق الصدر، أن يكون دربا للفقراء، متنورا بأنوار نكران الذات عند قادته، والتضحية في سبيل الطبقة المسحوقة؛ رآه مقتدى الصدر، وقد تحول إلى مرتعا للغيلان والحيتان التي اتخذت من أطروحة التيار الصدري، في مناصرة الفقراء شعارا؛ واتخذت من نهب المال العام، وأكل حقوق الفقراء، تطبيقا.
مدوية قارعة قالها السيد الصدر، تاركا فيها أتباعه وأنصاره ومحبيه، يتخبطون حائرين، لا يهتدون طريقا ولا يميزون حق من باطل. نعم أنه مقتدى الصدر، وهو يعتزل السياسة مؤخرا.
الخطوة التالية التي يتوقع البعض، أو يحلمون بها سيتخذها أبناء, وأتباع التيار الصدري في رأيي؛ من أجل أن يحفظوا ماء وجوههم, أو يلوذوا الى سد أمين, خوفا من افتراسهم من قبل ذئاب السياسية؛ هو اتجاههم نحو سد (القوة والسلطة), وأقصد اعطاء أصواتهم لرئيس الوزراء المالكي؛ هذا الأمر قد بانت بوادره, من خلال ممارسات ظهرت من قبل السيد رئيس الوزراء, فيها اشارة جذب واضحة, لعطشى التيار الصدري: توزيع قطع أراضي سكنية, وقيامه بشراء بطاقة الانتخابات, وبالأخص من المناطق, التي تقنطها الطبقات الفقيرة والمسحوقة؛ ولم يقتصر الأمر إلى هذا الحد؛ بل أن حد المغازلة قد ضرب اوتادا عميقة, في وجدان الطبقات المستضعفة والفقيرة, من أبناء التيار الصدري؛ وذلك باستخدام البلسم السحري السريع المفعول, وهو ملف " التعيينات" , والذي تنحصر صلاحياته بيد السيد رئيس الوزراء فقط؛ فبدأ يعين الكثير منهم, في مراعاة واضحة لحالتهم المعيشية الصعبة..
إذا، القراءة الظرفية الصحيحة، للساحة السياسية عند كلا الطرفين، تقودنا وبشكل مباشر، إلى أن الطريق الوحيد أمام أبناء التيار الصدري، والذي يقيهم الشرور، ويجعل لهم سدا منيعا، ضد من تسول له نفسه ضربهم، أو انتهاك حرماتهم؛ هو من خلال تحويل دفة القيادة لديهم، هو أن ييمموا وجوههم صوب أشقائهم في تيار شهيد المحراب وقد بدأها باكرا السيد الصدر، حينما أرسل أشارات واضحة الى أتباعه، بـأن الحكيميون هم الأقرب إليهم.
صباح كاظم ألبو حداري