الشلاه بين المطرقة والسندان-علي الباب

Sun, 21 Aug 2011 الساعة : 1:09

كثرت ردود الافعال حول ما قام به النائب الشلاه ، عندما طالب وزارة التربية تقسيم درسي التاريخ والتربية الاسلامية بين الفرقاء المسلمين ، السنة والشيعة ،وقد استهجن معظم السادة الكتاب سلوك الشلاه ، واصفيه بالطائفي وغير المسؤول ، ومما يلفت النظر ان معظم الذين علقوا على هذا البالون البرلماني ، كانوا شاطرين في عرض المشكلات وادلجتها، اما الحلول فهم ابعد الناس عنها .
وانا هنا لا اكتب مدعيا اني املك الحلول ، كما لا اكتب دفاعا عن الشلاه ، فانا والله لا اعرفه ، وكانت لي ملاحظات عن سلوكه البرلماني ، ولكن الحق يقال هنا ، ومن حقي ان ادلو بدلوي بين الدلاء .
بادي ذي بدء ، اود ان اطرح سؤال في بداية تعليقي على الموضوع ، وهو : هل ان المناهج الدراسية في العراق ، ولاسيما منهج مادتي التاريخ والتربية الاسلامية للدراسة المتوسطة والاعدادية ، مكتوبان على وفق النظرية السنية في التاريخ والدين ، ام ان هناك من يشك في ذلك ؟! ، اذا كان هناك شخص واحد يشك في هذا الموضوع ، فانا اعتذر منه واقول له تصور ان كلامي هذا لا يعنيك لا من قريب ولا من بعيد ! ، ومن ثم انصحه بعرض تلك المناهج على اليونسيف او على هيئة علماء السعودية لتقيمها .
لعلي لا اجانب الصواب عندما اقول اننا جميعا نعترف بان المناهج لدينا في العراق صيغت وفق نظرية لا يعترف بها اكثرية الشعب العراقي وهم الشيعة ، وذلك بسبب ان الشيعة لم يكونوا يوما من الايام مطوقين بالسلطة في العراق منذ استشهاد امير المؤمنين عليه السلام ، وربما يعترض احدهم ويقول ان هناك وزراء وروؤساء وزراء في زمن الحكم الملكي من الشيعة ، وجوابي عن ذلك هو ان الحكومات برؤسائها ، وهو الامر الذي جعل نوري المالكي يتشبث بالكرسي ، وبالنتيجة فان الشيعة لدينا ظلوا يدرسون ابنائهم مرتين ، مرة لغرض النجاح في المدارس ، واخرى في البيوت لغرض تثبيت عقيدتهم ، وكانوا يقول لابنائهم : هذا لغرض النجاح ، وهذا لغرض الحقيقة !! .
اذا كنا امام هذه الحقيقة ، فما هو الحل اذن ؟ ،ولاسيما اننا في بلد ديمقراطي ، ولتقريب المسألة اقول : لو ان مناهج المدارس المسيحية لدينا في العراق تشير الى ان الله سبحانه قد رفع السيد المسيح اليه وان السيد المسيح لم يصلب وانما شبه لليهود ! ، ماذا تعتقد سيقول الاخوة المسيحيون حول ذلك ؟ ، الم تراهم يرفعون عقيرتهم بالقول انهم مظلومون ومضطهدون ! .
يبدو لي ان هذه المسألة سوف تتجه ثلاثة اتجاهات لاغير ، وهي : اما ان نبقي على الامر كما هو ، وهو امر فيه ظلم للشيعة ، فهم لايقبلون بعد اليوم ان يلقن ابنائهم عقائد لايؤمنون بها ، فضلا عن دراسة احداث تاريخية مزورة او لا اساس لها برأيهم ، وهنا ربما لا يتقبل اكثر اهل السنة ذلك ، ولاسيما انهم يستندون الى محيطهم العربي السني ، وربما تخرج علينا يوما اليونسيف او اليونسكو بقرار مفاده عدم الاعتراف بالشهادة الثانوية العراقية ، لانها لا تنسجم مع طروحات الازهر الشريف او هيئة علماء المسلمين السعودية !! ، وهنا علينا تذكيرهم بان مشيئة الله عز وجل شاءت ان يظهر الشيعة على السطح ، وان الله يهلك ملوكا ويستخلف اخرين . اما الخيار الثاني المطروح فهو ان نلجأ الى تغيير المناهج بالتساوي كما رغب الشلاه بذلك ، وهو امر محفوف بالمخاطر لانه سوف يفضي الى تقسم العراق الى مناطق سنية واخرى شيعية ، ان آجلا او عاجلا ، وهذا ما اتوقعه ، ولاسيما ان بوادر هذا الفعل تلوح في الافق ، ولنا في تجربة الاذان الشيعي على وسائل الاعلام المسموعة خير مثال . . اما الخيار الثالث فهو ، ان نحذف مادتي التاريخ والتربية الاسلامية من المناهج ،او في اقل تقدير نحذف كل ما من شأنه اثارة النزعة الطائفية ، كموضوع الخلافة الاسلامية الذي يعد اساس الخلاف بين الطائفتين ، فضلا عن حذف الاذان برمته ( السني والشيعي ) وكفى الله المؤمنين شر القتال ، ولنا هنا في اليابان اسوة حسنة ، ففي المدارس اليابانية لاتوجد مادة دراسية خاصة بالدين ، بل يمنع ذكر اي شيء بخصوص ذلك ، ويبدو لي ان هذا المقترح اجدر ان يناقشه السادة البرلمانيون ، لاننا اذا ذهبنا بعيدا مع السيد الشلاه ، فسوف نضع حجر الاساس لتقسيم العراق على اساس طائفي

Share |