لو .. د. محمد ثامر مخاط

Sun, 21 Aug 2011 الساعة : 1:01

لو ان المظاهرات التي تخرج في الدول العربية الآن لنصرة سوريا خالية من نزق الطائفية ، لقلنا اننا امة حية تجاوزت محنها وانقلبت على حاضرها وانجبت غدها ..
ولو ان التحرك التركي المزدوج تجاه سوريا ماثله تحركه تركي تجاه مصر من قبل واليمن ودولا اخرى لقلنا ان تركيا دولة عصرية تجاوزت سياسة الباب العالي والخليفة ونحرت الجنوب بعد ان انهت رحلتها نحو الشمال بنجاح .
ولو ان دعوة مجلس التعاون الخليجي لدول بعينها مثل الاردن والمغرب لم تكن وفق نسق الحفاظ على الانظمة الملكية العربية التي تستند الى اسس معينة لقلنا ان مجلس التعاون يشكل نواة لوحدة عربية أو لنقل انه اتحاد عربي على غرار الاتحاد الاوربي الذي كان مجرد منظمة اقليمية ثم اضحى اتحادا .
ولو ان نصرة ايران لسرويا وذودها عنها لم يكن الا استكمالا للعبة الدور واتمام الصفقات ورد الدين لقلنا ان ايران عادت سيرتها الاولى وانهم عادوا كما كانوا ارباب حضارة ودولة ونظام .
ولو ان علي عبد الله صالح فقه المبادرة الخليجية وادرك محتواها واصول لعبها ومغزاها لما عاد ادراجه لليمن ولا ذعن لصوت الحق ، فأكثر من ثلاثين سنة في سدة الحكم مع التفرد الكامل بالقرار لم تسفر عن شيء غير التراجع ..
ولو ان الثوار في ليبيا رفضوا مساندة الناتو التي تأخرت الى درجة محاصرتهم من قوات القذافي حد الموت حتى تتدخل ليتقنوا ان هذه الدول ما قصدت من وراء ذلك الا ان تعلمهم كثير من معنى الاذلال وانكم ياثوار لو لا طلعات الاطلسي ما كنتم ثوارا ولا كانت ثورة .
لو ان بعض الهتافات التي رافقت انطلاق الثورة السورية وقبلها المعتصمون في ميدان التحرير في مصر ترفعت عن نفس الطائفية التي كادت تفتك بالثورة وتحول مساراتها ، لأدركنا ان الشعوب نضجت وادركنا خلاصها في نبذ الطائفية وان خيارها البديل بعد طوال جوار واستبداد هو الدول المدنية .
ولو ان الشعوب العربية كلها طالبت بمنظمة بديلة عن الجامعة العربية التي كانت جامعة الملوك والرؤساء ولم تكن يوما جامعة الشعوب تتألف من اشخاص ينتخبون انتخابا حرا مباشرا من قبل شعوبهم وليس ممثلين للحكومات يدافعون رجسها وشهواتها ، منظمة شبيهة بالبرلمان الاوربي ، يكون الشعب فيها صاحب السلطة والقرار ، لقلنا اننا امام عتبة عصر جديد تنتفض فيه النفوس بقدرتها على امتداد زمن سحيق من الجهل والتخلف والعوز والقهر واننا فعلا امام انتصار العزيمة الحقة للشعوب عن هوان الحكام وان بدو عظماء .

Share |