عذرا سيدي /عادي المالكي

Wed, 16 Apr 2014 الساعة : 11:35

عذرا سيدي باقر الصدر. للضرورة الانتخابية اسقاط النظام البعثي الفاشي هو اسقاط لفكره الحاقد وليس اسقاط اشخاص فقط، فكر كان يستهدف العقول ويضع حجر العثرة في طريق الشباب الواعي، لسنا في معرض ذكر جرائمه لأنها كثيرة لا حصر لها لكن هنالك ثمة توقيتات خاطئة وتخبطات سياسية جعلت المواطن يفكر كثيرا وتراوده عدة مخاوف جراء القرارات الأخيرة التي يتخذها بعض السياسيين، من خلال نظرهم بعين واحده. ترى البعث وتتناسى جرائمه.
استخفاف بمشاعر اهالي الضحايا جريمة لا تغتفر، فلربما سيعاقب الجلاد ضحيته مرة اخرى بفعل التخطيط الاداري السيء من خلال الرضوخ لمطالب غير مشروعه والرقص فوق الجراحات. لا. لا ابدا وما هكذا تؤكل الكتف والادهى من ذلك التوقيت السيء الصيت بالموافقة على تعديلات دستوريه بقانون المسائلة والعدالة مع ذكرى استشهاد المفكر السيد الشهيد محمد باقر الصدر قدست روحه الطاهرة.
ذلك الشهيد البطل الذي مرغ انوف البعث بقطرات دمه التي سفكها المارقين فعذرا يا سيدي على ما فعلوه في يوم استشهادك فقد طعنوك في ضهرك مرتين مرة حين قتلك البعث الكافر ومرة حين أعادوا البعث في يوم شهادتك. ولكني سأطلق العنان لقلمي ليرتب كلماته أقدس ترتيب وينمق جمله أبهى تنميق ليتناسب وذكراك الفاجعة ولعل اسئلتي تجد اذان صاغيه وردودا لاستفساراتي التي لانهاية لها هل الخوض في هكذا قرارات هو تكريم لهذا الطود الشامخ؟
لا أدرى ام تمخضت الضرورة الانتخابية وانجبت طريقة جديده لكسب الاصوات حتى وان كان ذلك بالقفز على المبادئ والثوابت؟ ام ان اجندة البعث وجدت ثغرة لتنخر جسدنا المتماسك؟ ولكن لابد لي ان اكشف عن هويتي واوضح فكري الرافض لعودة البعث للحياة السياسية جملة وتفصيلا.
حيث اصبح واضحا وجليا للجميع ان البعث اصبح في ادراج الرياح , مقبور تم اخراجه من الباب وهناك من يحاول اعادته من الشباك وإشراكه في العملية السياسية وتسليمه مناصب عليا في الدولة وبعدة طرق وبحجج واهية , من ضمنها (ان اعادتهم مسالة انسانيه) ان هذا التصرف لا يصدر إلا من عشاق السلطة والذين يعولون كثيرا على اصوات البعثيين في الانتخابات المقبلة ولم يراعوا مشاعر الملايين من ذوي المقابر الجماعية اللذين دفنوا احياء وبلا قبور ثم اسأل هؤلاء بأي طريقه سيتعامل معهم الشعب العراقي وماذا يقول لهم وهم اجرموا بحق البشر والصخر والشجر. ومن هنا نقولها وبصراحة على سياسينا ان يعيدوا حساباتهم وفاءا للشهداء الذين سقطوا وهم ينادوكم ان لا حياة لقاتلينا. وعلى القوى الوطنية عدم التهاون والتساهل والتهادن مع هؤلاء تحت أي عنوان او مسميات كالتوافقية او المحاصصة او الشراكة لان الشراكة لابد وان تكون مع من يؤمن بالعملية السياسية.
تذكرني هذه التغيرات والتخبطات السياسية بمثل شعبي رائع لطالما يستشهد به المتكلم عندما يعبر عن رايه بفكرة لا يستسيغها حيث يقول المثل (حرامي يحلف المبيوك والمبيوك يتعذر من الباكه) فأرجوان لا تنتهي بنا متاهات السياسة بان نعتذر لمن استهان بكرامتنا وانتهك حرماتنا وارجو ان لا ننسى بأننا قدمنا وقدمنا قرابين على مذبح الحرية ابتغاء مرضاة الله وارساء مبادئ واسس العدالة ولنا في قياداتنا اسوة حسنه لاسيما وان ثمرة الحرية جاءت بفضل الدماء الزاكيات.
عادي المالكي

Share |