شبكة أخبار الناصرية/صفاء الغزي:
للفتك بالأبرياء في العراق أسباب شتى ، فان كان ما ظهر منها هو الذبح والتفجير كونهما الأشد وقعا وإيلاما ، فهذا لا يمنع وجود أسباب أخرى خفية تأتي بنتيجة الموت ذاتها ، ففي ذي قار وتحديدا في قرية ال ثجيل بقضاء الشطرة شمالا ، هناك من يفتك ببطء وصمت ، الا وهو موقع الطمر الصحي المحاذي للقرية ، والذي اتى بسموم ادخنته على العشرات من سكانها بين صريع بالسرطان وعليل بالربو والحساسية ، الأمر الذي هددت على اثره العشائر هناك بالتحرك لحماية أبناءها .
ويقول شيخ عشيرة ال ثجيل كامل حميد ، لشبكة أخبار الناصرية ، ان موقع الطمر يجاور قريتهم منذ اكثر من عشر سنوات بالرغم من مطالباتهم المستمرة بنقله بعيدا ، ورغم تحذيرات دوائر الصحة والبيئة من خطره على السكان .
وأضاف ، نحن لا نعلم سبب الإبقاء على هذا الموقع الملوث بالقرب من سكن الناس والطريق العام ،رغم تعددت الإصابات السرطانية والأمراض التنفسية والالتهابات .
وتابع ، لقد مللنا من وعود المسؤولين المتكررة وستضطر العشيرة الى ان تتخذ إجراءات تحمي بها أبناءها ان لم تتخذ إجراءات حكومية فعلية بهذه القضية.
الى ذلك قال المواطن كريم عوفي ، ان والدته وثمانية آخرين توفوا بسبب مرض السرطان نتيجة الأدخنة المتصاعدة من الموقع فضلا عن آخرين يكابدون الام المرض حتى الآن .
وأوضح ، ان هذه المشكلة دفعت بأبناء القرية الى اقتناء الأقنعة الواقية والكمامات الطبية لتفادي إخطار الدخان ،لافتا الى ان الأسر التي تضررت ستبادر قريبا برفع دعاوى قضائية ضد الدوائر ذات العلاقة .
من جانبه اوضح المواطن طالب عبد الصاحب ، ان قريتهم منكوبة لأنها لا تمتلك واسطة تنقل همومهم ومعاناتهم مع الطمر الصحي والسرطانات التي اربعة من اسرته فقط بينهم ابناه ذات الـ12 عاما .
واشار الى ان هناك اسر تعاني من مرض الربو بالكامل ويتعرضون لوعكات صحية كلما هبت الادخنة من الموقع ، ما دفع احد ابناء القرية الى احضار اجهزة تنفس الاوكسجين ليعالج بها نوبات الاختناق ليلا .
اما المواطن عواد حميد ثجيل ، فقال انه حرص على جمع الكتب الرسمية الصادرة من الجهات الحكومية في هذا المجال فضلا عن شهادات الوفاة والتقارير الطبية للمرضى من ابناء القرية ، واصفا السكوت عن هذه الظاهرة بالإرهاب المقصود والمنظم فلا فرق بين من يفجر ومن يقتل بالدخان قرى بأكملها.
ودعا ثجيل ، حكومة المحافظة الى إيجاد الحل المناسب او توفير مكان بديل لسكنة القرية ، مؤكدا ان رجال القرية تمسكوا بالقانون واحترموه فمن الضروري ان يقابلوا بنفس الاحترام وان تؤخذ مطالبهم بعين الاعتبار.
(ت ع ح)