الديوانية تشهد إقامة أول سباق للخيول العربية الأصيلة لـ "الحفاظ على هوية الصحراء والبداوة"

Mon, 14 Apr 2014 الساعة : 7:30

وكالات:
لم تمح أجهزة الهواتف الذكية، وعصر العولمة والأقمار الصناعية والتكنولوجيا، كما يبدو، جميع تقاليد الصحراء والبداوة، في محافظة الديوانية، حيث لا تزال أم مشاري تعشق طحن الحنطة والشعير بـ "الرحى" لتعود الى ذكريات زمنها، الذي يشاركها الحنين اليه مواطنون ومسؤولون من المحافظة، التي شهدت اقامة اول سباق للخيول العربية الاصلية على ارضها، يستمر حتى يوم غد.

وتقول أم مشاري، الحاجة وضحة صحن، وهي عجوز بدوية تسكن ناحية سومر، في حديث الى (المدى برس)، إن "بساطة الحياة في الزمن الماضي كانت تحمل طعما لا يمكن نسيانه نشتاق إليه على الدوام على الرغم من أن أغلب ما نشأنا عليه محفوظ في ذاكرتنا"، وتبين "إننا نحاول ان نحافظ عليه قدر استطاعتنا ونعلمه لأبنائنا لأنه هويتنا وتاريخنا".

وتضيف صحن "لا زلت أعشق طحن الحنطة والشعير بالرحى لنعود الى أيام الصبا وما خلف لنا الزمان من ذكريات".

ومن جهته، يقول سرحان مارد، وهو راعي ابل، في حديث الى (المدى برس)، إن "حياة المدينة لم تؤثر على شبابنا في شيء لأننا عشقنا نمط حياتنا من ابائنا فالسكن في بيوت الشعر المفتوحة والفروسية وطحن القهوة ورقصة الدحة، الرقصة البدوية المعروفة، تمثل جزءا مهماً من الفلكلور البدوي".

ويضيف مارد أن "إحياءنا اليوم مهرجان الخيول العربية الأصيلة الأول رسالة نظهر فيها مدى تمسكنا بتاريخنا وعراقتنا وأصالتها"، ويدعو المسؤولين الى "الاهتمام بالفولكلور الشعبي الذي يعتبر هوية للشعوب في العالم".

وبدوره، يقول مدير ناحية سومر، شرقي الديوانية، حاكم حمزة عباس، في حديث إلى (المدى برس)، إن "المهرجان الذي أقامته عشائر ناحية سومر بالتعاون مع الحكومة المحلية يهدف الى الحفاظ على تربية الخيول العربية الأصيلة وضمان عدم انقراضها فضلا عن إبراز الهوية العربية الأصيلة لمحافظة الديوانية".

ويضيف عباس أن "امتداد سومر وحضارتها بتاريخها الحافل الذي يربط الماضي بالحاضر يوجب علينا العمل على ترسيخ هويتنا كونها تعد اليوم من أكثر المدن المرتبطة بالعادات والتقاليد العشائرية"، ويبين أنه "من خلال إحياء تلك المراسيم نعرف أبناءنا بها ونبين للعالم ما نملك من أصالة وعراقة".

إلى ذلك، يقول مدير مركز الخيول العربية في الديوانية عامر ابراهيم، في حديث الى (المدى برس)، إن "إقامة هذا النوع من المهرجانات يسهم بشكل كبير على تنظيف دماء الخيول العربية الأصيلة من التلوث الذي تعرضت له خلال السنوات الماضية"، ويلفت الى أن "الخيول العربية الاصيلة جزء مهم من الثروة والاقتصاد الوطني الذي يوجب الالتفات اليه وحمايته".

يشار الى أن ناحية سومر، شرقي الديوانية، شهدت يوم أمس إقامة مهرجان الخيول العربية الأصيلة الأول، الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام (12 ــ14) نيسان الحالي في المحافظة.

وتعد ناحية سومر التابعة الى محافظة الديوانية، (يبعد مركزها 180 كم جنوب بغداد)، واحدة من أهم المدن الاثرية في العراق، وقد اكتسبت الصفة القانونية لها عام 1968، كناحية، وأول من تولى إدارتها آنذاك حكمت ذنون عبد العزيز.

وكانت ناحية سومر تسمى بـ (جلعة شخير)، يبلغ عدد سكانها (40000) الف نسمة، تبلغ مساحتها (227) الف دونم، تعتمد على الزراعة بشكل اساسي، ويشكل سكان الريف فيها اكثر من مركز الناحية، تمتاز بالمعالم الدينية والأثرية.
المصدر:المدى

Share |