المرشح البديل --- في عملية التغيير/عبد الجبار نوري

Fri, 11 Apr 2014 الساعة : 3:37

أنّ الجميع يدعوا ألى التغيير !! تغيير ماذا ؟؟ تغيير وجوه ؟ أم تغيير سياسي؟؟ لأن الناخب لا يحتاج فقط الى الخبز وألأصلاح والبناء بل هدفهُ الوطني بناء( دولة مؤسسات) لأنها تعتبر وضع حجر الأساس في بناء هيكل الدولة الديمقراطية ، حيث أذا ما تعرضّت الدولة الى نكسات أو هزات سياسية وأقتصادية وأجتماعية تبقى (المؤسسات) ويمكن البناء عليها--- أذاً ما المطلوب للأستعداد لهذا التغيير ؟؟؟، ويوم أمس 9-4 يوم سقوط الفترة المظلمة ومضت سنواتها أل- 11 - وسنابلها العجاف--- والعراقييون يحلمون ب{ التغيير} ، وصحيح مقولة ماركس—أنّ الجوع والفقر والعبوديّة ليست كافية لصنع التغييرأذا لم يصاحبها الشعور وألأحساس وأيقاظ الرغبة الملحّة لرفض هذه المعاناة ، فيوم 30 نيسان هو يوم الأستحقاق البرلماني الثالث ، وسيعلن ( المواطن) الحقيقي الذي هويتهُ العراق --- والعراق فقط كلمتهُ المدويّة لاـ بوجه أعداء الديمقراطية والوحدة الوطنية ، وأسكات دعاة الطائفيّة النشاز، وكفاية من تجربة الأسلمة السياسية التي أثبتت فشلها لأكثر من عشرة سنوات في جميع المجالات ألسياسية وألأجتماعية وألأقتصادية ولنأخذ عبرة من فشل ( ألأخونة المصرية) التي لم تُكملْ السنة من عمرها ، ولأنّنا عرفنا منْ سننتخب !! ننتخب أصحاب اليد البيضاء التي لم يمسسها سوء والتي أصبحت خارج سرب الكتل السوداء التي أحترفت سياسة الأرض المحروقة مع الشعب ، وأقولها بصراحة –ولتكن دعاية أنتخابية- أنّ التغيير قادم بظهور {قائمةالتحالف المدني الديمقراطي} وتحية أجلال وأكبار لمرشحيها قادة هذا الوطن المقهور المختومة جلودهم بصوت أحتراف الحريّة وعشق الشعب، وقادتنا الذين ذاقوا مرارة حجب الحرية والمنافي وفقد الأحبة بسيّاف فراعنة العصر وجلاديها--- فألف تحية أجلال وأكبار للذين نذروا أنفسهم لقيادة شعبنا الى {التغيير} .
مواصفات مرشح التغيير
أولاً / أنْ يكون مثقفاً
الثقافة كلمةٌ عريقةٌ في العربيّة التي تعني صقل النفس والمنطق والشخصيّة ، لا يشترط فيه أستيعاب أصل الحضارة البشرية من أنسان الكهف الى الجيل الرابع من الأنترنيت والكومبيوتر ، بل الرقي الفكري والأدبي والأجتماعي ، ولاتعني مجموعة من الأفكار بل هي نظريّة في السلوك الحضاري الحداثوي المتمدن، يمتلك الشخص كامل القوّة الذاتيّة لتقبل الآخربكل رحابة صدر وبطريقة أبداعيّة خلاقة وشفافة ليقترب من الشخصيّة الكاريزماتيّة المقبولة والمحببة في المجتمع فعندها يكون في عمق المجتمع ليتحول الى عامل كيمياوي مساعد في تحريك مفردات التأريخ في نقلة نوعيّة نحو بيئة أفضل وسميّ بالمثقف الملتزم ، وهو المطلوب أثباتهُ أنّ الشعب العراقي بحاجةٍ ماسّةٍ اليوم الى هذا المثقف ليتحمل هذه المسؤوليّة السهلة الممتنعة ولأنّ التغيير سوف يكون حتماً عند صناديق الأنتخابات ، وللعلم نعلم أنها أوسع عمليّة أنتخابيّة حيث يشارك فيها أكثر من تسعة آلآف مرشح للتنافس على 328 مقعد أنتخابي وستكون المنافسة شديدة جداً لأنها تحمل فايروس المحاصصة ، ومن تسريبات خبرية أنّ بعض الكتل السياسية قدمت نفس الوجوه وهنا يتوضح دور المثقف في كشف زيف هذه الوجوه الانتهازية بالحجة والدليل لا بأساليب التسقيط المرفوضة أخلاقياً و مجتمعياً .
ثانياً/ دوره الريادي في الأنتخابات لأنّ فيها صوت العراقي الثمين عبر التصويت لتغيير المعادلة السياسية في العراق :* *لأجل ذلك يجب تجنيد الأقلام الحرّة المثقفة في كشف سلبيات وتداعيات حكم العشرة سنوات المجدبة بمرارتها وآلامها ومآسيها والتأكيد على أخفاقات البرلمان العراقي في دورهِ الرقابي وفشلهِ في سن القوانين المهمة التى لها المساس في حياة وخبز الشعب العراقي ، كالموازنة ، وقانون النفط والغاز وقانون الأحزاب وقانون البنى التحتية، وقانون تجريم البعث ، بينما تكون سباقة في أقرار السريع لقانون الرواتب الضخمة والأمتيازات الخيالية والأيفادات الغير مبررة ، والجواز الدبلوماسي تلك البدعة البرجوازية ، والحصانة التي هي الفرية الأخرى من أختراعات الأنظمة الدكتاتورية.* وفضح المحاصصة السياسية السيئة الصيت التي كان من الأجدر من أصحاب القرار السياسي أن ينقلوا معهم من تلك الدول المتقدمة ثقافة قبول الآخر لا ألغائه جسدياً وفكرياً عبر التسقيط الخطير للشحن الطائفي و التسقيط السياسي ، **وقصور الحكومات المحلية في أداء واجبها الوطني لا اللهث وراء المصالح الشخصية ومن البديهي انعكست هذه التداعيات الخطيرة على (الوضع لأمني) بظهور القوى الأرهابية وخلاياها النائمة بأخذ المبادرة من الجهد العسكري والأستخباراتي زمناً ومكاناً بعمليياتٍ أرهابيةٍ نوعية للسيطرات وأقتحام المراكز الحكومية وأقتحام السجون ، وتفجير البنى التحتية ، وفي مطلع 2014 أختطفت وأسرت الفلوجة وأجزاء من الأنبار وأن كل هذه المؤشرات السلبية تعني " أن أختيارك كان خاطئاً وليس في مكانهِ الصحيح أيها الناخب" !!! * وأرفع صوتك عالياً أيها المثقف العراقي الشهم : بأننا بحاجة ماسة للتغيير حين يهدر الدم العراقي بشكل رخيص كما شاهدنا أغتيال ألأعلامي الأكاديمي الدكتور محمد الشمري يوم السبت 22-3-2014 على يد مراهق شوفيني متعصّب !!! وهي سابقة خطيرة ضد الأسرة الصحفية !!! ، ثالثاً / ولأننا نحتاج الى دماءٍ جديدة ، وطرح سؤال الساعة : من هم الذين يستحقون أصواتنا ؟ * لكي لا يلدغ الناخب من جحرٍ مرتين يجب التأكد من المرشح بفلترتهِ بسونار وطني لا بسونار الحكومة الفاقدة الأكسباير ، فالمرشح يجب أنْ يتوفر فيه الكفاءة المهنية والخبرة والسيرة الذاتية النظيفة أسرياً وشخصياً ، ففي الدول الأوربية التي سبقتنا بالديمقراطية يبحثون في سيرة حياة المرشح أبتداءاً من الروضة هل هو طفل عدواني أم طفل سوي؟ رابعاً /أنْ يكون المرشح دافعهُ ضميرهُ الوطني ووازعهُ الأنساني بالنهوض بقيمهِ الحضاريةوأصرارهِ الى تغيير الحياة نحو الأفضل والأحسن والكمال لنسف مرتكزات الطائفية واالعرقية ألأثنية وحتى المناطقية .خامساً /حبذا لو كان المرشح أكاديمياً من ذوي الأختصاص في الصّحة والتربية والتعليم والتكنلوجية والأقتصاد وخصوصا من خبراء الأقتصاد السياسي اليساري لأنهم يمتلكون مخزوناً ثراً في هذا المجال. سادساً /أثير هنا نقطة مهمة جداً هو تخفيض سقف الرواتب العالية للنواب وحجب جميع المخصصات والأمتيازات لأنّ مهمة النائب طوعية وخدمية لكي لا يتهافت عليه هذا العدد تسعة آلاف و40 مرشح لأشغال 327 مقعد !!!
الخاتمة
وقد أبدو متفائلاً أكثرفي تطبيق نظام (سانت ليغو) في أنتخاباتنا القادمة في نهاية نيسان 2014 ، والذي جاء نتيجة غليان الرأي العام العراقي من نتائج أنتخابات 2013 بشعارها لاتسرق صوتي، حيث خسرت الأحزاب والكتل الصغيرة أصوات ناخبيها وجيّرت لأحزابٍ وكتلٍ لم تنتخبها أصلاً فقدمت طعونها الى المحكمة الأتحادية التي بدورها أنصفت هذه الكتل بأصدارها القرار رقم 12 بتأريخ 14-6-2013 الذي قضى بعدم دستورية تجيير أصوات الناخبين الى قوائم لم ينتحبوها ، وعدم شرعية الأستحواذ على أصوات القوى التى لم تحصل على مقاعد ولكنها حصلت على أعلى الأصوات ولها الحق بالحصول على المقاعد الشاغرة ، وهنا يجب علينا الحفاظ على هذا المكسب والدفاع عنه ، وأنّ المرجعيّة العادلة والحيادية قد ردت بعنف على بعض الكتل التي تتوكز على عصا موسى – لمآرب أخرى !!! – بندائها الأخير :" تأكدوا من ماضي المرشح وتحققوا من نزاهتهِ وكفاءتهِ قبل أنتخابهِ"
عبد الجبار نوري/ السويد

Share |