تـهـديــدات مـسـعـود بـرزانــي بـالانـفصـال عـن العـراق واعـلان الاســتقـلال اصـبحـت مـُجـتـره وتـذكـر كـاتب السطـور بانسحـابات السيـد مقـتدى واعـتزالاتـه السـياسيــه والـتــي عـلـى مـا يبـدو إنَ الـرجليـن قــد أدمـنـا عـلى لعـبتهــا ووجـدا فـيهــا وسيـلــه لإســتغفـال اصحـاب العقـول المغيبــه فـي الشــارع المـوالـي , وهــذا الأمـر اصـبـح اشــبـه بـالدعـابــه ومحـل تـنـدر واســتخـفـاف عـنـد الكثيـريـن , وهــو لسـت مـقصــد سطــورنـا , ولــكـن أنْ يـنـفش مسـعـود هــذا ريشـاتــه المنتوفـه اصـلا مثلمـا يقــال , ويـتحـدث عـن الاسـتبـداد والشمـول والانفـراديـة السـلطـويــة , فـالأمــر يـوجـب عـلينـا الـوقـوف عــنـده , ووضــع الـنقـاط علـى حـروفهـا , حــتـى لايعـتقــد مســعـود ومـَـنْ هـم عـلـى رهطــه , والقطعـان التي تـثـغـي وراءه , إنهـم قــادريــن عـلـى تــزويــر الـتـاريـخ واخفـاء حـقـائـقـه بيـن طيـات شــراويلهــم المهلهـلـه .

كـم كـنـا نـتمنـى فـي قـرارة انفسنــا عـلـى أقــل تـقـديـــر و مـنـذ أنْ وعـينـا القضيــة الكـرديــة ومتـاهـاتهــا أنْ يكتفـي مـسعـود البـرزانــي تحـديــدا والقـيـادات الكـرديـة الحـاكمـه عـمـومـا , بـالاســتبـداد الســلطـوي السـيـاسـي الـذي يمـارسـوه مـع شــارع الـكـُـرد المغلـوب علـى أمـره , حـتـى يمكـن أنْ يجــد لهـم مـُطبيليهـم عــذرا لأنفـراديتهـم حـالهـم حـال الآخـريـن , ولكــن المشكـلـه فـي مسـعـود وزمـرتـه إنهـم تـعـدوا كـل الحـدود , وفـاقـوا بـاسـتبداديتهـم اســيـادهـم الـذيـن قبـلـوا اكـتافهـم واستجـاروا بهـم لقـتـل ابنـاء جـلدتهـم , وتقـدمـوا عليهـم عقـودا فـي ممارسـات الاستبداد والانفـراد والتوارث الحزبي والسلطوي والتنفعـي , واكثـر مـن هــذا كلــه , انهـم مـارسـوا بحـق البسطـاء مـن الكـُـرد ابشــع انـواع الاسـتبـداد الاجتمـاعـي المقيـت , والتســيـد الاستعـبـادي , وفـرض سـطـوة العـائلــه والعشـيـرة والاقـارب , وجعلـوا مـن شمـال العـراق او مثلمـا يسمـونـه ( اقليـم كـردستـان ) محميــه مسـتورثـه عائليـا , ومشيخـه خـاصــه وطـابو صـرف , لايـنـافسهـم فيهـا احـد , ولا حـتى يحـق لأحـد فـي الشـارع أنْ يحـلـم فـي المنـام بمقـاربتهـم , وإنْ حـدث فمصيــره المـوت والـرمـي فـي المـزابـل , مثلمـا حـدث مـع الطـالب الكـردي ( ســردشـت عـثمـان ) .

الاســتبداد الاجتمـاعـي الـذي كـرسـه مسـعـود بـرزانـي فـي الشـارع الكـردي , مـن خـلال سيطـرة ابنـاءه وابنـاء عمـومتـه وبطـانـة عشـيـرتـه عـلـى المنـاصـب الحكـوميـة , واسـتغـلالهـا للاستحـواذ علـى الاراضـي والعقـارات وصفقـات المقـاولات وتهميش لـلعـامـة , اكثـر قسـاوة مـن الانفـراد السيـاسي , لأنـه جعـل مـن الفـوارق الطبقيـة والتمـايـز المجتمعـي صفـات غالبـه فـي الشـارع الكـردي , واسس لحـالـة الفســاد والمحسـوبيـة واستشـراء الاستثـراء غيـر المشـروع , ومسعـود بـذلـك لايخـتلف عـن فـرقـاءه وخـصـومـة فـي العمليـة السيـاسيـة الذيـن يعـايـرهـم فـي بغـداد , وكـان الاجـدر بـه قـبـل أنْ يـصـوب سهـامـه علـى الآخـريـن أنْ ينظـر الـى واقـع حـالـه , فـالعـاهـر مهمـا حـاولـت أنْ تحـاضـر بـالشــرف لـن تـغـيـر مـن قـذارة تـاريخهـا وحـاضـرهـا شيء .

أنْ يـراهــن مسـعـود بـرزانــي علـى مـا سـتفضي اليــه الوسـاطـة الامـريكيـة المـزعـومــه لحلحـلــة اشكـالات الاقليــم مـع حـكومــــة المـركـز , بخـصـوص المـوازنـــه المـاليــه ومـوضـوعـة الثـروات النفطيــة وطـرق التصـرف بـوارداتهــا , فــرهـانــه هذا مـردود عليــه ,وفيــه تنـاقض واضـح مـع ادعـاءه بعـدم ارتهـان قـراراته بـواشنطـن او اي جهـه خـارجيـة , الذي حـاول أن يمـرر اكذوبتـه خـلال حـديثــه مـع صحيفـة ( الحيـاة السعـوديــه ) , وفـيـه دلالــة ضـعفـــه , وعـدم امتـلاكــه قـراره , وتبعيتـــه التي يحـاول أنْ يقفـز عليهـا تندرا , ويـؤكـد حـقيقــة ( همبلــة ) تهــديـداتــه بالانفصـال , والمفـاجاءات التي دأب علـى اجـترارهـا , , وادراكــه بعـدم احـقيــة مـطـالبــه , وتـورطـه حـد النخـاع فـي سـرقــة ونهـب ثـروات العـراق , وايغـالـه باسـتغـلال الظـروف الاسـتثنـائيـة التي مـر ويمـر بهـا العـراق منذ عـام 1991 وحـتى اللحظـة , لـتنفيـذ مـآرب اسيـاده , والتنفـع علـى حـساب المصلحـة الجمعيـة للشعـب العـراقي , بغض النظـر عـن مَـنْ يحكم فـي بغـداد , ســنيـا كـان أم شــيعيــا .

الحقيقــة التي يـدركهـا ابـن جنـرال الخيـانـه والعمـالـة والتصهيـن , إنَ قـرار انفصـال الشمـال العـراقي ليس بيـده , وإنـه مجـرد تـابـع منفـذ لقـرارات الاسـيـاد ليس إلا , ومهمـا حـاول أن يـضـع رأســه فـي الرمـال حتى لايـرى وضـوحيـه هذة الحقيقــة , فـهـو إنمـا يستغبـي عـامـة الكـُـرد , فصـاحـب الحـق لا يـنتظـر وسـاطـات لأنتـزاع حـقـوقــه وصـاحـب القـرار لا ينتظـر اوامـر خـارجيــة لينفــذ قـرارتــه .