الشرشاب تربويا وبرلمانيا وسومرياً .........!/نعيم عبد مهلهل

Thu, 10 Apr 2014 الساعة : 2:16

على مدى الأفق الشمالي لمدينة الناصرية تمتد بساتين النخل في محاذاة الفرات الخالد حيث أزل العيش في هذا الامتداد الغريني للخصب والنماء والانتماء الى حضارة الطين والقصب ومضارب رائحة القهوة وصولات السيف ، تعيش قبائل البدور متشكلة في ألفة أفخاذها وحمالها على توحد اللقب والانتماء الى المكان وأهمية وجودها كحزام آمن لحاضرة التمدن التي أسسها مدحت باشا قرب مضاربها الأزلية ( الناصرية ) ، لتعيش المدينة في وجودها المجتمعي والسكاني من الخليط المتآلف لتلك القبائل المحيطة في المدينة من جهاتها الأربع ( البدور ، آل غزي ، الحسينات ، آل زيرج ) والكثير من القبائل والعوائل الأصيلة المنتمي بعضها الى النسب العلوي والمحمدي الشريف .
عاشت عشائر البدور ضمن رؤى ومسار هذا التأريخ وتمدن الكثير من أبناءها بفضل المدارس ، وساهمت بعقول أبناءها في السير الحضاري للعراق فأعطت المتعلمين والشهداء وأبقت لها نكهتها العربية في الزراعة والرعي وساهم شيوخها منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في بدايات القرن الماضي في ترسيخ القيم الحضارية والاجتماعية في مجتمع المدينة وإدارتها ، وربما الشيخ فهد الشرشاب ( رحمه الله ) كان الأبرز في أظهار تأثير تلك القبلية العربية في الحياة الاجتماعية للمدينة ومكوناتها العشائرية والمدنية من خلال مساهمته في الجهد الوطني والاجتماعي لأنشطة المدينة وتنمية العلاقات بين جميع مكوناتها الاجتماعية والمساهمة في حل الكثير من الإشكاليات والنزاعات وكان المرحوم شخصية مؤثرة في الاستماع لحكمته وقراراته ، وكان مضيفه الكبير في أراضي البدور يمثل مكانا للضيافة وملتقى للرأي والفكر والتشاور.
بعد انتقال الشيخ فهد الشرشاب الى جوار ربه قبل سنوات ، انتقلت المشيخة لأكبر أبناءه ليواصل من بعده مسيرة الرجل الذي عاش بوعيه وصلابته ومحبته للخير والكرم والمحب لعموم عشيرته ، ومنهم الشيخ عابر وأركان وعادل وعلي وإدريس والذين هم اليوم من بعض وجوه المجتمع الناصري في مواقع وظيفية واجتماعية يؤكدون فيها انتماءهم للوطن والمدينة والعشيرة ، وربما الأستاذ عادل فهد الشرشاب يمثل الوجه الأكثر تفاعلا في الحياة الوطنية لتمثيل عشيرته في المهمة الوطنية لما بعد التغيير عندما انيطت به مسؤوليات عديدة منها مدير عام التربية ومن ثم عضو الجمعية التشريعية ومن ثم عضوا في البرلمان ورئيس اللجنة التربوية في الدورة البرلمانية الثانية.
وأعتقد أن البرلماني عادل فهد الشرشاب اظهر في كرسيه البرلماني جهدا استثنائيا في خدمة العملية التربوية وحقق لها انجازات هائلة في كفاح ومطالبات مستمرة ومريرة وإقرار قوانين ومكاسب كثيرة لعموم القائمين في العملية التربوية التلاميذ والطلبة والكوادر التعليمية والإدارية واهم تلك الانجازات هو رواتب التلاميذ والطلبة الشهرية والمنتظر صرفها مع إقرار الموازنة وكذلك رفع التسكين عن رواتب الهيئات التعليمية والتدريسية ، والانجازات المتعلقة بقانون محو الأمية وطلبة البعثات وغيرها.
ما قدمه عادل فهد الشرشاب الى مدينته وأبناءها خصوصا والى العراق عموما يمثل جزء من تربية الرجل وطباعه المتأصلة على حب الخير والإيثار وما تعلمه من صفات العربي في مضيف والده ، وهذا ما قرب الناس إليه وعرفوه عن قرب واكتسب محبتهم واحترامهم وصارت ديوانية بيته محطة التقاء للنخب الثقافية والفنية والرياضية والتربوية ولعموم طبقات المجتمع الناصري للتواصل والتباحث وسماع الآراء وتقديم العون فيما يختص فيه النائب الشرشاب ليقدمه الى أبناء مدينته ، وربما زياراته للمدارس وحضوره الدائم للأنشطة الاجتماعية والإبداعية حتى قبل أن تنطلق الحملات الانتخابية هو إحساس الشرشاب وإيمانه انه مادام يمثل الناس بكل طبقاتهم ينبغي أن يكون بينهم دائما.
لهذا كانت الراحة والرضا يرسم ملامح الفرح والابتهاج عندما أعلن السيد عادل فهد الشرشاب ترشحه للدورة الثالثة للبرلمان وللمرة الثانية ممثلا لمدينته الناصرية ، وربما الناصرية ستعتز كثيرا أن يعيد الكرة من ساهم من موقعه أن يقدم لها خدمات وانجازات كثيرة في المجال التربوي فيما كان هناك نوابا آخرون محسوبين عليها ولكنهم في الحقيقة غرباء عنها وليس من أهلها حتى أنهم لايزورنها إلا في يوم الانتخابات ثم يغيبون عنها لأربع سنوات.
عادل فهد الشرشاب هو ابن مدينة الناصرية ، ويعتز شرفا بالانتماء الى هذا التراث السومري والعربي العريق ، وعلى المدينة أن تنظر الى أبناءها أولا أولئك الذين يسعون لخدمتها لأنهم وحدهم من يشعرون بالآمها وحاجاتها وخدماتها وان لاتلتفت لغريب جاء ليمثلها وقد فرضته المحاصصة والسياسة ، فأبناء المدينة هم الأحق في تمثيلها لأنهم الأقرب الى وجعها وحلمها وأمانيها.

Share |