كيف يفكر الناس-(اختبار القرد-الموزة-القطة)-عبدالباري مايح الحمداني- اوديسا
Sat, 20 Aug 2011 الساعة : 0:56

كيف يفكر الناس--( القرد- الموزة-القطة) نموذج لقياس الادراك
الطرق التي يفكر بها الافراد ويفسرون مايجري من حولهم تختلف بطبيعة الحال من فرد لاخر داخل الثقافة الواحدة وهذا امر طبيعي-لكن الدراسات الحديثة توصلت الى ان كل ثقافة تمتاز بطبيعة الحال بسمة عامة،بذلك مثلا يفسر الصينيون الوجود والعالم بطريقة تختلف عن الهنود والاسكندنافيين والسلوفان وهكذا- ولمعرفة نمط التفكير والشخصية وعلاقتها بالبيئة التي يعيش فيها الفرد اجريت دراسة مشهوره طبقت على اربعين دوله من انتماءات واديان وثقافات ولغات مختلفة ومنها مثلا-الهند- الصين-المغرب العربي- ايران- تركيا- بريطانيا- ماليزيا-امريكا- كندا- المكسيك-استراليا-افريقيا الجنوبية- قبرص-البرازيل- وغيرها من الدول- واستخدمت فيها اختبارات متعدده- كان من بينها اختبار( القرد- الموزة- القطة)، استند هذا الاختبار على على المؤلف المشهور( جغرافيا الفكر ) وهو من تاليف ريتشارد اي نيسبت- وقد ترجم ضمن سلسلة عالم المعرفة،لعنوان اخر( كيف يفكر الاوربيون والاسيويون ولماذا)،ترجمة شوقي جلال—العدد 213 -.
وتتضمن الاختبارات اسئلة متنوعة، قد تبدو غريبة واحيانا بديهية للمتلقي،لكنها تحمل اشارات ومعاني ودلالات سيميائية متعدده ،وتعني شيئا اخرا للمتخصص في البحوث النفسية التطبيقية،وعلى سيبل المثال وجه التساؤل التالي:-
لدينا قرد- موزه- قطة- اختر اي اثنين منهما تربطهما علاقة قوية كما تراها انت؟ ومن المحتمل ان تكون الاجابات( القرد- الموز)،(القرد-القطة)، اما الاختيار الثالث(القطة-الموز)،يكون مستبعدا وقليلا ان لم يكن معدوما، وكانت النتائج المتحصلة:-
1- ان الاوربيين والكنديين والاسكندافيين اختاروا( القرد –القطة) بشكل دال وملحوظ لانهما ينتميان لنفس الفصيلة على السلم الحيواني فكانت اسباب الاختيار( كلاهما من الفقريات،حيوانات لبونه،) اذ كان معيار الاختيار، علميا، ويصنف تحت التفسير بالفئات،بمعنى ان الانسان في حياته اليومية المعتاده يستخدم التصنيف (تصنيف الاحداث،العلاقات،الاشياء،الناس) ضمن فئات تجمعها صفات مشتركة.
2- ان الاسيوين والشرقيين بشكل عام اعتمدوا على (الفعل) وليس التصنيف بالاسماء، فهم اختاروا (القرد- الموز) بناءا على الفعل(يأكل) ،- وهنا يتم التركيز على نتائج السلوك لا على اسبابه ،فالاوربي يبحث عن سبب السلوك،ولديه قدرة على التوقع بالعواقب قبل حدوثها، اما الشرقي فيهتم بالفعل واخلاقيات الفعل-فهو وان لايتسم بالقدرة على التوقع- الا نه يمتاز بالاهتمام بالمعايير والظوابط ، ويستخدم اداة الاستفهام( متى وكم)،اكثر من ادوات مثل(كيف ولماذا) والتي يكثر الاوربي من استخدامها
3- 3- يمتاز الشخص الذي يفسر الاحداث باستخدام الفئات بالهدوء والتنظيم ذلك لامتلاكه السبب والعلة، اما اللذين يعتمدون الفعل كمعيار فهم اشخاص لايعيرون اهمية للتنظيم،لكنهم يعيرون اهمية للقوانين والاعراف والمجتمع ،بينما لايعير النمط الثاني(الاوربيون) اهمية كبيره لتلك الامور-فالاطار المرجعي لديهم هي الذات وليس الاخرين او المجتمع.
4- ان من اختاروا(القطة- القرد) او( القرد –الموز) لاتكمن اهمية اختيارهم في اختيارهم لاي منها بقدر نوع المعيار الذي استندوا عليه في الاختيار،( فاستخدام معيار الفئات هو سمة علمية )،اكثر من كونها سمة عامة تعتمد الخبرات اليومية الاعتيادية، فمعيار الفعل يعتمد الحكمة الشعبية والموروث التاريخي-الاجتماعي والايمان بالغيبيات اما النوع الاخر يعتمد على(العلة-المعلول-السبب-النتيجة)
وبهذا فان السمة العامة للشرقيين،انهم منفتحون،طيبون، يعتمدون على الحكمة الشعبية والقوى الغيبية ولديهم امكانية عالية على التكييف مع الاحداث الطارئة غير المتوقعة،لكنهم من ناحية اخرى يركزون على القيم والمعايير والمحددات والتعاليم المقدسة، في حين ان الاوربيون يمتازون بالتنظيم والهدوء والقدره على الضبط الذاتي والانفعالي لانهم لايعيرون اهمية بالغة للعرف والتعاليم الثابته التي تتخذ صفة مقدسة-فهم لايركزون على تلك الامور ويفسرون مايجري من حولهم بطريفة علمية وتنحسر عندهم الغيبيات وهي ان وجدت فلا توثر على الطريقة التي يقررون فيها او يتخذون القرار . وفي استطلاع اجري من على الفيس بوك-استجاب له 25 شخصا،بعضهم ارسل اجابته برسائل خاصة واغلبهم اجاب سشكل علني-كانوا 30 شخصا –ثلاثة منهم فقط اختاروا معيار(التصنيف والفئات-المعييار العلمي) لكن( 25 منهم-اختاروا المعيار العام-الفعل) في حين اهملت اجابتين كونها غير محددة الاجابه-