وعادت الانتخابات/حسين الاسدي

Sat, 5 Apr 2014 الساعة : 13:15

الانتخابات البرلمانية توشك ان تفتح النار على كل مفاصل الحياة وكما هو معروف كل يريد الفوز باصوات اكبر عدد ممكن من الناخبين ولا يهم من يكون الناخبين المهم اصواتهم وليس اشكالهم او مستواهم او احوالهم وكيف يعيشون وينامون وما هي همومهم او احلامهم ان كانت لهم احلام ( ماتت الاحلام منذ فترة ليست بالقصيرة بسبب السادة السياسيين ) .
الجميع يتعكز على غيره ولذلك ترى صورة المرشح اصغر بكثير من صورة بجانبه تكون عادة لرئيس الحزب او الحركة , وقد تكون من باب الاحترام مثلا ... الله اعلم .
اما البرامج الانتخابية فانها تعاني جهلا مركبا فلا المرشح ( بفتح الشين ) يعلم ماهي ولا المرشح ( بكسر الشين هذه المرة ) هو اعلم من سابقه . بل لم نجد من قال بعد فوزه انني اطبق برنامجي الانتخابي وكما هو معروف ان البرنامج الانتخابي هو من ابجديات عالم السياسة , واغلب الظن ان البرامج الانتخابية سرية لانها اما ان تكون شخصية بحتة او حزبية ضيقة .
وعند الحديث عن الحملات الانتخابية فهي عبارة عن معارك كبرى تخوضها الاحزاب والحركات والجميع متفق على طريق ادارتها وهي تسقيط الاخر بكل ما اوتي من قوة والنزول الى مستويات عجيبة في التسقيط لدرجة تكفير الاخرين بكل سهولة واعتبار من يخالفه بالراي خارج عن الملة وعدو للدين والمذهب , وفي الحقيقة انهم جميعا متساوون بكل الصفات المتضادة التي يتهم بها احدهم الاخر .
وفي العراق الجديد برزت مشكلة افتعال الازمات وقيادتها وهي اختراع عراقي مهم للبعض حتى اصبحت طريقة ناجحة ومضمونة في كسب الكثير من الاصوات لجر الناخب الى الحالة العاطفية القصوى التي عندها يذهب الى صناديق الاقتراع لغرض التحدي وليس لبناء بلده بطريقة حضارية .
لا اريد ان اعلم الاحزاب السياسة لعبة السياسة ولكني مواطن يريد ان تكون احزابنا القديمة منها والحديثة الولادة على مستوى عال من المسؤولية تجاه هذا البلد فليس لنا بعد الله سواه , ارجوكم ايها السادة السياسيين ارحمونا من المعارك المفتعلة التي تنشب بينكم عند كل استحقاق وطني اظهروا لنا انجازاتكم وتفاخروا بها فنحن سنقدر من خدمنا ويريد ان يخدمنا ويقدم لنا طريقا صحيحا لبناء الدولة المدنية الحديثة التي ينشدها كل مواطن , واتركوا عنكم كشف عوراتكم المتبادلة فقد اشمأزت نفوسنا من تكرارها . والله من وراء القصد .

Share |