صناعة العبيد/هبة الله

Sat, 5 Apr 2014 الساعة : 13:09

عندما يبدأ التعليم بالتلقين وحشو الادمغة, عندها تبدأ اولى عبوديتنا. ليس كل ما بالكتب يمكن أن يدرس, وليس كل ما تسطره الحياة يستطع الإنسان قرأته.. فهناك حروف خلقت خصيصاً لكى تختبئ ما بين السطور فتفرق البشر عن بعضهم البعض. من أقدم الأساليب إستخداماً للسيطرة على الشعوب والافراد هو الخوف وأنا أضمن لك سيدى أن تلك الطريقة من أقدم وأكثر الطرق فاعلية في صناعة العبيد فالنزعة البشرية بداخل كل منا قائمة على الخوف بالأساس إما الخوف على شيء أو شخص عزيز، الخوف على الحياة أو الخوف منها، الخوف من الإهانة .. الخ، فدائماً وأبداً كان الخوف هو الهادم والباني لكل شيء.
كن على ثقه سيدى أن المخاوف الداخلية لأى إنسان هي من تتحكم في اختياراته، فإذا استطعت أن تتحكم في مخاوف شخص ما، أنت بذلك استطعت التحكم به، فتستطع أن تحركه كيفما تشاء حسب رؤيتك وحسب مفاهيمك واعتقاداتك. ذلك ذكرني بقصة حدثت معي لازالت راسخة في عقلي, قال د.اياد في احدى محاضراته "من يعتقد نفسه عبقري فليرفع يده؟!" تريث قليلا قبل ان ارفع يدي لكي ارى الاخرين, لكن للأسف الشديد لم يرفع احد يده . عندها ايقنت ان نظم تعليمنا ما هي الا نظم استبدادية قائمة على زراعة الخوف وتحطيم الثقة بالنفس انها نظم لصناعة العبيد وتقيد الفكر. اصبح التعليم يستخدم فزاعة الخوف كفزاعة أساسية للقضاء على ثقتنا بأنفسنا, واحلامنا, وطموحاتنا.
ان قيمة كل واحد منا على قدر ايمانه بنفسه. ولو نظرنا الى انظمتنا التربوية والاجتماعية, لرأينا مأساتنا بوضوح, فكم حقرونا في هذا المجال؟! لقد اذلونا الى حد, بتنا معه لا نؤمن بقابليات قدرتنا ذاتها, اصبحنا نرى انفسنا في عجز تأباه حتى فراخ الحيوانات!! فنحن عاجزون عن الانتقاد, عن الاستفسار, وحتى عن الكلام, صرنا لا نجرأ ان نتصور اننا قادرون على اي عمل صغير! نعم.. بلغنا هذا المستوى من الضعف وعدم الثقة بالنفس!! ولاشك, ان الجيل الذي يحتقر نفسه بنفسه, يكون حقيرا ايضا, فسياسة الاستعباد, حتى يظن الفرد نفسه من طبقة دنيا, فيسهل عليه عندئذ تقبل المذلة بصدر رحب, ويلجأ مستسلما الى حضن العبودية.
وبما أننا أصبحنا في زمن كل شيء يصنع فيه بطرق مختلفة إلا أنى أستطيع وكلى ثقة أن أؤكد لكم أن فن صناعة العبيد لم يختلف كثيراً في زمننا هذا عن زمن هتلر ، فمازلنا نستخدم أساليب هتلر ولكن بنكهة القرن الـ21.
ثقة الإنسان في نفسه هي ما تدفعه للاستمرار ، هي ما تدفعه للرفض ، وهي ايضاً ما ستدفعه للوقوف... فلا تحطمها

بقلم/هبة الله 

Share |