الأمام علي بوابة دوله متحضرة وقائد أمه ناهضه-المحامي عبدالاله عبدالرزاق الزركاني
Sat, 20 Aug 2011 الساعة : 0:25

رغم كل الأسى والحزن الذي يعيش أتباع اهل بيت النبوه وكافة رسل الانسانيه في ذكرى شهادة الامام علي (عليه السلام) ذات النور الوضاء والتي يتعلم منها ان امامة امير المؤمنين عليه السلام علي الولي الذي ذكره الله سبحانه وتعالى به بكتابك الكريم(سورة المائدة:الآية 3) . اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا﴾ ويفسرونها بأن إتمام الدين هو الإيمان بالإمام والولي علي بن أبي طالب من بعد الرسول محمد وتجمع المصادر أن جميع المسلمين والمسلمات قد بايعوه على السمع والطاعة بوجب التوثيق الاهي لخطبة الغدير وكان ذلك في في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة عام العاشر هجرياً بعد أن أتم النبي محمد مناسك حجة الوداع وخرج المسلمون عائدين لديارهم، توقف عند مكان يقال له غدير وخطب في المسلمين خطبة جاء فيها «من كنت مولاه فعلي مولاه والرسول الأعظم لاينطق عن الهوى الا وحي يوحى وهذا التكريم بحق علي وال بيته ومجبيهم نحن شيعة علي (عليه السلام) علل ان شهادة الإمام وال بيته الطاهر بيت ألنبوه قد علمت العالم العزة والصدق والرحمة ليس بالكلام ولكن بالعمل الصالح والقول السديد لان بداية الرشد كانت متزامنه مع ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) حيت
تشرفت الانسانيه بالتكريم ألاهي الذي منح لأمير المؤمنين عليا عليه السلام.
وعندما توفي النبي محمد – ص – فقد قام بتغسيل وتجهيز جثمانه الطاهر الشريف للدفن ولم يلتفت إلى الجدل القائم باحقية من بالخلافة و لامجال للمناقشة حيث اختاره الله سبحانه وتعالى خليفة للمسلمين بعد وفاة النبي .
يروي بعض المؤرخين أن عليا كان مقتنعا بأحقيته في الخلافة واعتقد أن المسلمين سيختارونه في السقيفة إلا أن الأمور انقلبت على عقب وكانت عبقرية الإمام علي بن أبي طالب دعته للاحتفاظ بالدور الكبير خلال عهود الخلفاء الثلاثة الذين سبقوه، وكانوا يستشيروه في الكثير من الأمور كما انه التزام بوصية أوصاه بها النبي محمد قبل وفاته جاء فيها: «يا علي ستغدر بك الأمة من بعدي، فقلت يا رسول الله فما تعهد إلي إذا كان كذلك؟ فقال: إن وجدت أعوانا فانبذ إليهم وجاهدهم. وإن لم تجد أعوانا فكف يدك واحقن دمك حتى تجد على إقامة الدين وكتاب الله وسنتي متبعا الوصية وحقناً لدمه بعدها مكث في بيته حتى جمع القرآن كما أنه حفر الآبار التي تعرف حاليا بآبار علي. لظروف المرحلة التي يمر بها. وهي في الواقع فرصة ذهبية أمام الامام كقائد تسهّل عليه عملية تنفيذ ما لديها من برامج ومخططات حيث دفع الأمة باتجاه الأهداف العليا من دون عملية تلكؤ أو تعثر لذلك كان الإمام حريصاً على أن تدرك الأمة كأمة أنّ المعركة بينه (عليه السلام) وبين خصومه... إنما هي معركة بين الإسلام والجاهلية.كونه كان حريصاً على أن يفهم الناس أنّ واقع المعركة هو واقع المعركة بين رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والجاهلية التي حاربته في بدر وأحد وغيرهما من الغزوات. ولو كان الإمام (عليه السلام) قد فعل غير هذا، ولم يبد تحمساً لتجسيد المعركة بهذا اللون (لترسخ في أذهان الناس، وفي أذهان المسلمين بشكل عام شك في أن القضية ليست قضية رسالية، وإنما هي قضية أهداف حكم . وقد سلك الإمام علي (عليه السلام) منهج لقيادة المسلمين بالذات لأنه لم يكن يتعامل مع الفترة الزمنية القصيرة التي عاشها فقط، وإنما كان يحمل هدفاً اكبر من ذلك... و يفكر على مستوى آخر أوسع وأعمق من هذا المستوى يعني أن الإسلام كان بحاجة إلى أن تُقدّم له أطروحة واضحة صريحة نقية لا شائبة فيها ولا غموض لا التواء فيها ولا تعقيد ولا مساومة ولا نفاق ولا تدجيل كما كان أميرُ المؤمنين هو الأمين على القيم النبيله وسلامة إرساء مبادئ الإسلام المحمدي العلوي والجميع يدرك تماما واستنادا لأحكام القران الكريم ولاجدال في احكام النص أن علي بن أبي طالب هو الخليفة الشرعي للمسلمين وهو الوصي والولي وقد قال الإمام الخميني قدس سره الشريف وهو أحد كبار مراجع الشيعة العظام عن عقيدة الإثنا عشرية في علي بن أبي طالب: «إن من ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا مقاما لا يبلغه احد.
من ينظر الى التاريخ من الأفق الواسع سيجد ان الإمام علي منهج متكامل في إيقاظه للوعي التاريخي بالذات لإبراز الجانب الحي الجهادي للإسلام والعمل على تأسيس لتيار يتقاطع بصورة مستمرة مع الحكم الغاشم لإيقاف وارجاء الانحدار والتهرؤ الحضاري والثقافي إلى تلك القرون الممعنة في العتق والؤد واعتبار ان استحواذ الأمويون على السلطة هو نقطة الشروع في مسيرة التقهقر ألقيمي لتشويه الإسلام والعامل الرئيس في اصطناع آليات التوقف في نقطة الانشقاق الفقهي إلا أن استشهاد الامام علي النور المحمدي الساطع (صلوات الله عليه) كان القربان الأغلى والأسمى الذي قدمه أهل بيت ألنبوة وأتباعهم ومحبيهم من أجل التحجيم والحد من سرعة وتداعيات الارتكاز الأموي تجاه تغليب قيم الجاهلية، وتعظيم القيم المتعارضة مع نهج النور الرافض لمحاولات الحكم الجائر المضادة للإرادة الشعبية، وفرض التقاليد النخبوية التي تهدف الى تسيد المشهد السياسي والفكري المعاش، والاستفراد والتحكم بمغاليق السيطرة على المجتمع في إطار نظام اجتماعي ملتبس، مما يزيف خلفيات وجذور اعتقاديه ومقدسة لممارسات وانحرافات سياسية بحتة كما هو حال فتاوى الجاهليه التي تحرض على قتل اتباع أهل البيت أمثال الزنديق عرعور الشاذ وزبانيته المنحرفة تجار المخدرات والمنتحرين من الرعاع ألقتله المجرمين وهم ولادة غير شرعيه للعناصر المرتد ألمعاديه لشمس الإسلام ونوره المحمدي العلوي . لذا فقد كان رد الفعل الذي أحدثته شهادة الإمام (سلام الله عليه) في الساحة ألسياسيه تأصيل وترسيخ أحقية وواجب الأمة في مجابهة الحاكم المبتز لحقها في الخيار الحر وترسيخ القيم الأصيلة والسامية من أجل حياة أفضل للإنسان في إرساء التعايش السلمي بين الشعوب ألمحبه للسلام وتطلعات العيش الشريف ، وقد كان الإمام الشهيد الرائد والمعلم الاسمي في مسيرة الخير والتحرر والاستقلال والتنمية والدعوة للعدالة وحقوق الإنسان ومعاني الشرف والبطولة والفداء.وقد اثبت التاريخ ان الإمام الجليل إمام البشرية ومعه أهل بيته العلوي الطاهر حيث تتكرم الانسانيه بزيارة ضريحه المقدس فيتوافد الزوار من أنحاء المعمورة لزيارة مرقد الإمام علي في النجف الاشرف وتتلى مراسيم زيارة ابي الحسنين المقدسة وقد شهد لرؤى عليا من غير المسلمين اللذين أثنوا عليه بعضهم مثل إدوارد جيبون في كتابه الشهير "تاريخ أفول وسقوط الدولة الرومانية" والسير ويليام موير وقال عنه الشاعر جبران خليل جبران: «إن علي بن أبي طالب كلام الله الناطق، وقلب الله الواعي، نسبته إلى من عداه من الأصحاب شبه المعقول إلى المحسوس، وذاته من شدة الاقتراب ممسوس في ذات الله»
فقد عُرف عن علي بن أبي طالب بعلمه الغزير سواء كانت علوم دينية أو دنيوية وببراعته في الرياضيات وسرعته في حل المسائل الحسابية كما ذُكر له وصف الذرة . وكان متمكنا من علوم اللغة كالنحو والبلاغة فكان معلم أبي الأسود الدؤلي وأنه أول من صنف كتابا بالفقه . وكان يحث الناس على سؤاله حرصا منه على نشر العلم و يعتبر كتاب نهج البلاغة من أهم الكتب والمصادر التي تحتوي على حكم وأقوال علي بن أبي طالب حيث يعتبر من أحد أهم الأعمال الفقهية والدينية والسياسية في الإسلام وقد تم تأليف شروح وتعليقات على الكتاب من محتلف الكتّاب السنة والشيعة مثل شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد. وشرح الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبدة مفتي الديار المصرية سابقاً. وكذلك له كتاب أنوار العقول من أشعار وصي الرسول ديوان شعر يعرف باسم "أنوار العقول من أشعار وصي الرسول وهو ديوان فيه أشعار بقوافي جميع أحرف الهجاء، وجدير .كتاب غرر الحكم ودرر الكلم: فيه حكم وأقوال قصيرة لعلي جمعه عبد الواحد الآمدي التميمي المتوفى سنة 550 هـ.كتاب نهج البردة : وهناك مخطوط لكتاب "نهج البردة" لعلي بن ابي طالب محفوظ في مكتبة الروضة الحيدرية في النجف الاشرف .ثلاثة مصاحف بخط يده : علي من كتاب الوحي وأنه أول من جمع القرآن، فينسب له ثلاثة مصاحف مكتوبة بخط يده أولها محفوظ بمتحف صنعاء والثاني محفوظ بمكتبة رضا رامبور بالهند أما المصحف الثالث فيمتلكه المركز الوطني للمخطوطات بالعراق إثنتي عشرة صفحة منه وباقي المصحف محفوظ في مكتبة أمير المؤمنين في النجف .وللتذكير من الناحيه التاريخيه هناك مخطوطة يرجع إلى زمن الخلافة العثمانية في القرن الثامن عشر. مكتوب فيها "علي ولي الله" بطريقة المرآة في كلا الاتجاهين. اسم علي بن أبي طالب بالخط العربي كما تنسب له من العديد من الأحاديث المروية عن النبي محمد – ص - ووردت في مختلف كتب الحديث لكافة الفرق الإسلامية.وكان كثيرا ما يوجه ألعامه بأقواله الحكيمة ومن أقواله:«أيها الناس اعلموا أن كمال الدين طلب العلم والعمل به، ألا وإن طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال، إن المال مقسوم مضمون لكم قد قسمه عادل بينكم وضمنه، والعلم مخزون عند أهله قد أمرتم بطلبه من أهله فاطلبوه» . كما له من ألأدعية المأثورة منها دعاء كميل ودعاء الصباح ودعاء يستشير . ويوجد الكثير من أخبار ومواقف وسيرة علي بن أبي طالب في كتب كثيره . ولابد من التذكير بانسانية علوم وفقه امير المؤمنين حينما وقف
الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان وهو يذكر اليشريه جمعاء حينما نادى بقول الامام: «قول علي ابن أبي طالب يا مالك إن الناس إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق، هذه العبارة يجب أن تعلَّق على كلّ المنظمات، وهي عبارة يجب أن تنشدها البشرية» وبعد أشهر اقترح عنان أن تكون هناك مداولة قانونية حول كتاب علي إلى مالك الأشتر. اللجنة القانونية في الأمم المتحدة، بعد مدارسات طويلة، طرحت هل هذا يرشح للتصويت؟ وقد مرّت عليه مراحل ثم رُشِّح للتصويت، وصوتت عليه الدول بأنه أحد مصادر التشريع الدولي
ويعتبر والمسلمون وغيرهم الإمام علي بن أبي طالب أحد الشخصيات الانسانيه والعلمية التي يحتذي بها في دينه وأخلاقه وتعاملاته فهو أحد أفضل قوانين العدالة الاجتماعية وهو الشخص المعصوم المتكامل لدى المجتمع الدولي ويتميز بالشجاعة والبلاغة بشكل أساسي كما يوجد الكثير من الأحاديث عن كرمه وزهده وعدله وغيرها من الصفات في المصادر الإسلامية. وتناولت العديد من الكتب حياة علي بن أبي طالب لمؤلفين وكتاب من المسلمين منها مناقب الأسد الغالب للجزري، خصائص أمير المؤمنين للنسائي، وفي العصر الحديث هناك كتاب عبقرية الإمام علي لعباس محمود العقاد ضمن سلسلة العبقريات الإسلامية، وتناول في الكتاب نشأته وثقافته ونبوغه الادبي في الشعر والفصاحة والبلاغة، كما يتحدث عن حياته كخليفة ورجل سياسة، وسماه الشهيد أبا الشهداء . كما ألف الدكتور طه حسين كتاب الفتنة الكبرى وكان الجزء الثاني منه بعنوان "علي وبنوه" جاء فيه: «كان الفرق بين علي في السيرة والسياسة، فقد كان علي مؤمناً بالخلافة ويرى أن من الحق عليه أن يقيم العدل بأوسع معانيه بين الناس . إن الاقتداء بالامام (صلوات الله عليه) المثل الأعلى للعطاء والتجديد والإصلاح، فهو قائد نهضه ومبادئ لكل البشر، ومن حق كل إنسان ان يطلع عليها وينعم بثمارها، خصوصاً وأن الحالة الجديدة للنهضة العلوية تتناقض وبالضد من مصالح الشؤون الحياتية للأفكار الأموية السوداء الفاسدة وخاصة الاقتصادية منها، كون الامام علي يحمل رسالته عرفت بالقيم والفضائل الكريمة، فكان مشروع نهضة الانسانيه جمعاء نهضة سياسية اجتماعية أخلاقية ايمانيه حررت البشريه من العبوديه والظلم تجسدت فيها أصول العقيدة الإسلامية وعمقها التاريخي، وأعطت دروساً في جميع مكارم الأخلاق والمسارات والسمو الإنساني في جميع أركانها وتفصيلاتها إذ كانت نهضته ذات البعد الروحي والفكري والعقائدي وبالطابع العملي كونه بحقٍ وارثاً لجميع الأنبياء والمرسلين، الذين قادوا حلقات الصراع كلاً في زمانه لتستمر حركة الإصلاح ويسود العدل للحد من طغيان الظالمين وايقاف حركات الفساد والردة فكانت شهادة الامام عليا عليه السلام في رمضان الذي انزل به القران وعلينا شيعة علي ومن محبي اهل اليت أن نستمد الدروس والعبر لننهض قيم ورح المبادئ التي ارسي قيمها الإمام علي (عليه السلام.
خلال المسيرة الجهادية وكانت التضحية مدرسه لكل الأجيال لتستمد منها الرحمة الالهيه المتمثلة بالنبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله)، ولابد من إيصال مضامين الرسالة العلوية بروحها الاستشهادية بمضمونها القيم إلى جميع أنحاء العالم فمن حق كل إنسان في العالم ان تصل إليه معارف ومبادئ نهضة الفكرالانساني العلوي كونها نهضة ليست لفئة واحدة من المسلمين، ولا حتى للمسلمين فقط، إنما للبشرية جمعاء، وقد تعلم الإمام (عليه السلام) من مرافقة ابن عمه محمّد النبي (صلى الله عليه وآله) خاتم الأنبياء والمرسلين في رسائل الحملات التبشريه للدين الجديد الذي نقل البشرية من الظلمات الى النور الإنساني والحضاري والتحرر وفي كل الحروب التي فرضت ، وللجميع الحق ان يتعلم ويستفيد من دروس نهضته التي أصبحت باسقة في العالم الإسلامي ومزدهرة في المجتمع الدولي بأسره. فسلاما عليك يا امام التقوى والمصلحين وعلى أهل البيت (عليهم السلام) ومن الله الشكر ومن الإمام علي ألرحمه والشفاعة ويبارك الله رمضان الخير والبركه للجميع ولعراقنا الاستقرار والتقدم ،