ماذا لو قاد الجلبي المعارك في الانبار /حميد العبيدي
Sat, 5 Apr 2014 الساعة : 3:40

غريبة هي أطوار السياسيين اليوم يتحدثون بلغة بعيدة عن السياسة والواقع السياسي الذي يمر به البلد خصوصا ونحن نمر وسط اجواء اعتى موجة من الارهاب العالمي الذي يحيط بالعراق من كل جوانبه وعلى امتداد الحدود الجغرافية وهو ما يحتاج الى ان تكون الجهات السياسية في غاية التفاهم والاتفاق وليس التناحر والاحتراب فيما بين الكتل والاحزاب لأن ذلك بالتأكيد سيؤدي الى حالة من التشرذم في الواقع السياسي العراقي وتأثيره المباشر سيكون على المواطن حصرا .
خرج علينا الدكتور احمد الجلبي في لقاء على قناة الميادين التي تبث من لبنان ليملأ آذاننا بمفاهيم مغلوطة ومهووسة الى حد الغثيان وهو يحاول بها تسقيط رئيس الوزراء السيد المالكي ، فليس من المعقول ان يقوم السياسي بمحاولة تسقيط فردية بسبب تناحر سياسي او تصفية حسابات شخصية والمتأذي من ذلك هو الشعب لأن كل تلك التصريحات لن تصب في صالح المواطن أكثر مما تجعل من الفرقة وسيلة لتفتيت الشعب العراقي ، وجل ما قاله الجلبي هي اسقاطات فردية لا تخضع الى المنطق والعقل والتحليل السياسي فعندما يقول ان لا وجود لهذه الكثافة من الارهابيين او ما يسمى بداعش وانما هم ليسوا اكثر من ثلة قليلة من المقاتلين، وهذا بشكل واضح مما قاله الجلبي من على قناة الميادين في لقائه الاخير (لا توجد دول داعمة للارهاب , وداعش “مساكين” يعيشون ويمولون قتالهم باموال النفط السوري ,وعددهم قليل جدا في العراق ، وما يجري في المنطقة الغربية ليس ارهاباً وانما انتفاضة للسنة المظلومين المهمشين من قبل المالكي) بتلك العبارات يمكن لأي انسان سواء كان عارفا بمخارج السياسة ودروبها او جاهلا بها يفهم من كلام الجلبي انه يحمل لغة من التحامل الاعمى على شخص المالكي ليس اكثر من ذلك وهذا يعود الى الخلفية السياسية المترهلة لدى الرجل لأن الحكومة تخوض قتالا شرسا مع الارهاب العالمي المكون من جنسيات مختلفة ومن دول عدة تتواجد اليوم على ارض العراق ويقاتلون بدعم منه عديد من دول المنطقة التي تجهزهم بالمال والسلام والتسهيلات اللوجستية وهو يحاول وضع العصا في دواليب الوطنية، فلماذا لا يذهب الجلبي ليقود المعارك في الانبار بنفسه بدل ان يعمل على الطعن في ظهر الحكومة وغرس السكين بخاصرة ابناء قواتنا المسلحة الذين يبذلون الدماء من اجله ومن اجل غيره فهل هذا هو المنطق الذي يمكن ان نبني به الدولة العراقية وهل هو فعلا صادق في دفاعه عن السعودية ويعتبرها على صواب وهي بكل صلافة لا تعترف بالعملية السياسية والنظام السياسي الجديد في العراق فهل نسي تصريحاته بداية السنوات ما بعد 2003 ضد تلك الدول فما الذي حصل للجلبي حتى يغير خطابه بهذا الشكل السخيف ؟؟ أنا أجيب على هذا السؤال : أنها السلطة والاستماتة على منصب رئاسة الوزراء فنعمل كل شيء من اجله نلطم على الحسين (ع) ،ونتآمر مع السياسيين الاخرين، ونكذب حد النخاع، ونقلب الحقائق ونخلط الاوراق ،، كل ذلك ممكن فيما لو حصلنا في النهاية على هذا الكرسي ، هذا ما يريده الجلبي وغيره من الحالمين بذلك.