التحدي الصارم : الشرق الاوسط مستعد لحرب كبرى-عباس السامرائي
Sat, 20 Aug 2011 الساعة : 0:18

علم ان الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل، تعتزمان إجراء مناورات عسكرية برية خلال أشهر الربيع من عام 2012 تحت اسم "التحدي الصارم – Austere Challenge ". هدف هذه المناورات هو إحتمال وقوع حرب واسعة النطاق في الشرق الاوسط...
وفي هذه المناورات التي توصف على انها أوسع المناورات البرية نطاقاً بين الولايات المتحدة وإسرائيل حتى يومنا الحاضر، يشار الى ان أنظمة قيادة القوات البرية الامريكية ستنشر في إسرائيل وأما أنظمة الدفاع الاسرائيلية فسوف تنشر في المانيا. وستجري في المناورات ايضا تجارب لبعض الانظمة الصاروخية الدفاعية من قبل قوة المهام المشتركة التي سيتم تشكيلها.
فهذه المناورات تعزز من احتمال انتشار الحرب المستمرة في المحور السوري ـ اللبناني ـ الايراني الى عموم الشرق الاوسط، أما نقطة توقف هذه الحرب فلايمكن تحديدها من الآن.
وعقب زيارة وزير الخارجية التركي أحمد داودأوغلى الى دمشق، أظهرت الاخبار والتعليقات التي انتشرت في وسائل الاعلام العالمي، وبكل وضوح نوايا القوى العالمية في الشرق الاوسط.
وبناءً على إعطاء سوريا لاشارات تخليها عن استخدام القوة وتسريعها مسيرة الانتقال الى الديمقراطية، حرك العالم الغربي ساكنه، خشية ان تؤدي التطورات الايجابية في سوريا خلال الامد القصير، الى إفساد مشاريعه.
وبينما منحت بعض الصحف العالمية، الادارة السورية مدة اسبوعين من أجل الانتقال الى الديمقراطية، وجدت الاخريات هذه المدة طويلةً.
جميع هذه الاحداث تذكرنا بصدام الذي لم يتمكن ومهما فعل الخلاص من مصيره. والآن تستعد الولايات المتحدة لتعطي رسالة للأسد، مفادها لقد أنتهى ميعادك. فحتى لو تمكن من حل المشاكل في بلاده ليس خلال فترة اسبوعين فحسب بل خلال ساعتين، يبدو أنه لن يتمكن الخلاص من مصير صدام، وذلك لان ميعاده ايضا قد إنتهى!. حيث ستحل الديمقراطية هناك ايضا مثلما حلت في العراق وأفغانستان وليبيا!
وفي موقع "دبكة فايل" ألآلة الاسرائيلية لإنتاج الاكاذيب والتي تحاول خلق أجندة بادعاءات ان تركيا ستؤسس منطقة عازلة في سوريا، بدأت بتطوير لهجة جديدة تتضمن تحريضاً. وحسب الرأي المدعوم من قبل صحيفة "التايمز" ان العالمين الغربي والعربي سيكونان ممتنان من إحتلال تركيا لسوريا! وحسب سيناريو موقع "دبكة فايل" المحتال، ان الجيش والشعب في سوريا منقسمان من حيث العرق والطائفة.
لقد حاز سيناريو الحرب في الشرق الأوسط الذي أصبح موضوعاً للمناورات الامريكية ـ الاسرائيلية، على بعد جديد في الفترة التي تُبذل فيها جهود من اجل الربط بين إغتيال رفيق الحريري وحزب الله. ولهذا السبب ومن أجل ان تتضح الصورة المستقبلية يتعين النظر في الاتهامات الموجهة والتي ستوجه من بعد الآن الى إيران وحزب الله خاصة. ومما لاشك فيه ان كل إدعاء وإن لم تتوافر المعطيات الملموسة، سيتم استخدامه مستقبلاً من أجل حفر بئر ايران.
وفي هذه النقطة التي تم بلوغها، فانه من البديهي أن تقف تركيا التي تشاهد الاعيب الغرب، بعيدة عن هذه الحرب القذرة. وعلى كافة بلدان الشرق الاوسط وفي مقدمتها سوريا وايران ان تقرأ مشاريع القوى الامبريالية بدقة وتطور عقلاً مشتركاً بدلاً عن حفر بئر الآخرين. فالتحدي الصارم على وشك البدء.
إلا أنه مازالت هناك للشرق الاوسط امكانية رفض هذه الحرب التي لاتتساوى فيها الاسلحة.