للضمير طعم لاذع/بهلول الحكيم

Thu, 3 Apr 2014 الساعة : 17:59

تجتمع المتناقضات فقط في العراق وفي مكان واحد ومن المعروف أن لكل فعل ردود ونتائج، وشتان بين: التقدم والتخلف التطور والتهور الشهرة والشهيرة، النور والظلام، الحضارة والماضي.
إن أهمل الوطن تهالك ودفن، فيجب ان يرتقي بمرور الأيام معبرا عن التطور والتقدم.
عاصمة أقدم حضارة، بغداد، من المخجل أن تختنق بالحواجز وحرائق الانفجارات، وتحاط ببيوت التجاوز وتفوح بروائح الموت وأكوام النفايات.
حينما أختتم مهرجان عاصمة الثقافة على أصوات الانفجارات، ولم يستطيع مثقفيها الجلوس في مقهى الزهاوي وشارع المتنبي ولم ترى ملامح الابتهاج، أما بغداد فيشغلها هاجس الالتفاف على عقلية الفقراء، بشعارات زائفة.
هل نلقي اللوم مواطن وحده؟ ونحن نرى ما يسمى مكبات النفايات ومرتع الحشرات والأمراض، وهل يصبح هاجس المواطن مراقبة الأنواء الجوية خوفاً من طفح المجاري؟
130 حي تجاوز تحيط بغداد، ارض خصبة للوعد الانتخابية الكاذبة، بقطع الأراضي والتمليك، والحجة ..التغيير؛جميل أن ترى الإعلانات والارشادات إذا كانت مشابهة للواقع! الأجمل ان ترى علامات الدلالة والخرائط والورود، ولا ترى صور مَنْ يحث الناس على الانتخابات وأفعاله تولد الإحباط واليأس، يتوسط الجزرات الوسطية أيام الربيع بدل الورود، والنخيل مات بلادنا.
من الرائع أن نرى تمثال لذلك العامل البسيط، ومن المخجل ان نرى اعلانات محاربة الإرهاب، تتوشح بألوان حزبية وليس هناك في الافق نهاية الإرهاب.
تجاوزت الشعوب قضية امن ورعاية المواطن، وتحاول ان تبتكر الجديد في الترفيه عنه، ونحن لم نحقق شيئا في المجال الأول، ليناقض مسؤولينا حقيقتهم، ليوم واحد، وليعملوا ضد رغباتهم الدفينة في حب المال والسلطة.
يوم واحد من اجل الشعب، ذوقوا الحلال، بأراداتكم قبل أن تذوقوها بالرغم منكم.

Share |