الشذوذ السياسي عند " النجيفي/حسين الشويلي

Thu, 3 Apr 2014 الساعة : 17:41

بعد أن تدافع على قيادة " أبناء المنطقة الغربية " والسنة عموماً مع أياد علاوي وصالح المطلك سياسياً ونجح بذالك ..
لكن نجاحه في الوصول للقيادة لا في تحقيق منفعة سياسية أو أقتصادية . ودليلنا مايحدث الآن في مناطق نفوذه من تواجد لجيوش الأنتحاريين الأفغان والشيشان وجنسيات عربية بدأت تبحث عن ( جهاد المناكحة ) والمنطقة تعيش حالة حرب حقيقية . هذا ما قدّمه بتحالفاته مع حكومة تركيا الأخوانية وفتات الآفاق .
لكن ماذا قدّم للعراق بصفته الوظيفية كرئيس لأكبر سلطة تشريعية ؟ كان مقتصر ومكرز عمله على تحقيق هدف واحد لكن أتخذ أساليب عدّة لتحقيق ذالك الهدف الذي كافح لأجله طيلة تواجده كرئيس للبرلمان .
كان يوجد هدف حيوي يشغل ذهن النجيفي , وهو توريط الحكومة من خلال أستدراجها كي تقع في الخطأ الذي مهد له لأكثر من مناسبة وأتخذ حيل شتى . لكن حسن حظ العراقيين وذكاء الحكومة أفشل أستدراجاته التي أن تحققت ستؤول الى كارثة وطنية تقتلع العملية السياسية وكل مكتسبات القوات الأمنية بمحاربتها لعصابات القتل والجريمة .
وهنا تكمن المؤامرة التي أتخذت شكل الأستدراج ..
1- التظاهرات التي قام بها بعض من السياسيين في البدء ثمّ تحولت بتلقائية وأنسيابية الى تجمع ( ديني ) وأختفت من المنصة تلك الشخصيات السياسية كرافع العيساوي وتصدى للتظاهرات مشايخ دين ,, ولهذا التحول دلالاته . ومن غذّى وساند تلك التظاهرات القاعدية \ الداعشية هو النجيفي وكتلته بكل نشاط وأهتمام بالغين , وكانت تلك التظاهرات حبائل لأصطياد الحكومة التي يقودها المالكي بصفته القائد العام للقوات المسلحة والمسؤول عن تحركات الجيش - وسبب تغيير الوجوه السياسية بوجوه وهيئات دينية , يكمن مغزاه في أي تحرك تقوم به القوات المسلحة التي يترئسها المالكي هو أستهداف ( للسنة ) وكبت لأصواتهم . فأن تركهم يتظاهروا بأساليب عدائية طائفية تهديدية للأخرين - هي عملية أحراج للمالكي وطنياً لأنه ( عاجز ) عن أسكات الأصوات الطائفية المهددة للسلم الأهلي . وأن تحرك وفضّ تظاهرهم وتجمعاتهم , فقد وقع في الفخ الذي نصبته متحدون بزعامة النجيفي له . من خلال تصويره وتسويقه كأستهداف للسنة , وهذا كما هو معلوم حالة لأستدرار عطف كافة السنة في العراق وخارجة وتأليبهم ضد العملية السياسية . وهذا مايريده النجيفي .. لكن الحكومة كانت أذكى وأفطن لهذا الأستدراج الذي عاد وبالاً على تلك المناطق وفضح النجيفي .

2- الخطأ الشائع الذي تحول عند البعض الى قناعة ثابتة , هو فهم لايستند لأي مبرر بأن - قناة العراقية , هي قناة مؤدلجة حكومياً وتعمل لصالح " المالكي " وكتلته فقط .. فأراد النجيفي أن يستدرج المالكي بأستغلال هذا الفهم المغلوط , و بصفته القائد العام للقوات المسلحة وبأن الحرس في البرلمان هم موظفون لوزارة الدفاع التي يقودها المالكي - حين قام بمنع قناة العراقية من الحضور لجلسات البرلمان . هو أستدراج " للمالكي " كي يقوم بأدخال كادر القناة عنوةً لمبنى البرلمان . فأن فعل ذالك قالت عنه - متحدون - بزعامة النجيفي , بأن " المالكي يسيئ لأستخدام الجيش ولايحترم قرارات السلطة التشريعية وقد همّش دور البرلمان ورئيسه . ومؤادة هذا تمرد على العملية السياسية برمتها وتوريط المالكي وكتلته بفرض أراداتهم على رئاسة البرلمان . وايضاً فشل النجيفي بأستدراجه هذا وضيّق الحبل على حياة النجيفي سياسياً . لأنه تجاوز القانون من خلال - أصدر أمراً وليس من صلاحيات رئيس البرلمان أصدار الأوامر . منع مؤسسة حكومية من العمل . فعاد أستدراجه وبالاً عليه .

3- منعه المستميت من أخراج الموازنة للقراءة الثانية للتصديق عليها .. وهذا الأجراء وأن كان تعطيل لأقتصاد الدولة وأضرار بالمواطن . لكنه بالحقيقة أستدراج كي يجبر الحكومة على أن تتدخل لفرض الموازنة - وكما يعلم الجميع أن كتلة أتلاف دولة القانون التي يتزعمها " المالكي " الأصلب برلمانياً في معارضتها للنجيفي بمنعه من أقرار الموازنة . وأي تدخل من قبل الحكومة يستثمره النجيفي كأداة لأحراج الحكومة أو أسقاطها جماهيرياً , لأنها تدخلت بعمل السلطة التشريعية وبأنها كما نعتها ربيب النجيفي مقتدى الصدر بالنعت المعروف ؟

هذه المراحل الثلاثة كلها من أسس لها وقام على ديمومتها وغذّاها أعلامياً هو أسامة النجيفي , والغاية المرجوة من تلك الأستدراجات هو رمي حبل النجاة لداعش والقاعدة بعد أن بدأوا يعانون من نزيف وجودي ! وثانياً لأستقطاب جماهير المنطقة الغربية وتحولقهم حول النجيفي ضد " المالكي " وثالثاً لأفشال العملية السياسية برمتها أو أعاقتها أو أفشال " المالكي سياسياً وكتلته ..

هذا ما قام على تقديمه النجيفي لجمهوره في المنطقة الغربية من جعل مدنهم معسكرات للقاعدة وداعش وسكن العوائل في حقول الدواجن هرباً بحياتهم . وتعطيل لعمل الحكومة بمنعه المادة التشغيلية وهي الموازنة لتقوم الوزارات بعملها , وجعل من أهم مؤسسة تشريعية في البلد الى ساحة للتغييب والصراعات وفضح أسرار الدولة والمؤسسة العسكرية تحديداً . والمتضرر الأكبر من كل هذا هم جماهيره الذين أنتخبوه وبيئة نفوذه

Share |