الدراسة المسائية مستقبل الاجيال بعناء الاخرين/عباس ساجت الغزي

Tue, 1 Apr 2014 الساعة : 13:45

الكثيرون من الابناء تخلفوا عن الالتحاق بمقاعد الدراسة النهارية, لأسباب عدة منها ظروف اجتماعية او اقتصادية أو سياسية وحتى امنية, والبعض تعرض لها مجتمعة فأبعد قصراً عن مقاعد الدراسة, رغم وجود الرغبة الجامحة لدية بإكمال التعليم, واثبات الوجود بـ ارتشاف الترياق الشافي من منهل العلم العذب والفوز بمستقبل مشرق.
فكانت الدراسة المسائية الفرصة الكبيرة لأبنائنا الطلبة لتعويض ما فاتهم من سنين الحرمان, بل عليهم ان يعلموا باننا كنا نحلم بتعدد الفرص الممنوح, كالتي نراها الان فقد كانت سطوة وجبروت النظام البائد تحتم علينا ترك المقاعد بمجرد خسارة الفرصة الوحيدة, والالتحاق لخدمة السياسات الهمجية للنظام, والتي سببت التخلف والجهل في المجتمع طيلة تلك السنين.
البعض من الطلبة الذين اجبروا على الالتحاق بالدراسة المسائية, نتيجة ضغوط ابوية, او نزوة عابرة للتبجح بالالتحاق بمقاعد الدراسة, او هروب من واقع الفقر الذي يفرض على الابناء العمل لسد حاجة العائلة, تراهم لا هدف لهم سوى تخريب تلك المسيرة التربوية التي تهدف الى انتشال من يستحق ان يمنح الفرصة للالتحاق بركب الدارسين لخدمة انفسهم ووطنهم.
التدريسيون رغم فرحتهم الكبيرة بالمساعدة على تحقيق حلم الفئة الاولى من الطلبة الراغبين بإكمال الدراسة, يعانون كثيراً من المشاكل التي يسببها البعض من طلبة الفئة الثانية الذين لا يهمهم النجاح بقدر الفشل الدائم بتفويت الفرص المتاحة, ومع مسؤولية انجاح الفئتين ترى التدريسيون يبذلون جهوداً استثنائية تفوق عمل اقرانهم في الدراسة النهارية, واخص بالذكر منصب مدير المدرسة ومعاونيه الذين يتحملون المسؤولية والعبء الاكبر في ادارة شؤون الطلبة والمدرسين على حد سواء.
الجميع يدرك المخاطر الكبيرة التي تسببها المشاكل والمشاكسات التي يرتكبها الطلبة, داخل حرم المدرسة وخارجها في بداية الدوام او حين انتهاءه, وذلك لتفاوت الاعمار بين الطلبة, فالكل يعلم ان اكثر طلبة المسائية هم من كبار السن الذين فاتتهم الفرص واكلت السنين من اعمارهم, ومشاكل مرحلة الشباب والمراهقة لا حصر لها ولا عدد, وبالأخص من الذين خاضوا التجارب وتشبثوا بالفرص المتعددة دون جدوى الاستفادة مما يقدم لهم من تعليم مجاني.
والدوام الليلي قد يتيح لبعض الطلبة التملص من صفوف الدرس وكثرة الغيابات, وعدم التقيد بالزي الموحد, وشرب السكائر واستخدام الموبايل, كما ان ظاهرة التجاوز على المدرسين متفشية في بعض المدارس المسائية, باعتبار ان اعمار بعض الطلبة تقارب او تتجاوز اعمار البعض من التدريسين, فتستثيرهم الكلمات القاسية والتوبيخ اذا ما قصروا في اداء واجباتهم اليومية او تغيبوا عن الدراسة او قاموا بأفعال مشينة داخل حرم المدرسة .
التدريسيون الذين يعملون في المدارس المسائية ورغم معاناتهم لكثرة مشاكل التعليم المسائي يؤدون واجباتهم على اكمل وجه في خدمة ابنائنا الطلبة, فمن الواجب ان نتابع ابنائنا ونوصيهم بالالتزام بالضوابط, ونناشد مديرية التربية بالاستجابة لمتطلبات مدراء المدارس المسائية, وعلى شرطة ذي قار ان توفير الحماية للمدارس المسائية, من نقاط حراسة او تسيِّر دوريات قرب المدارس المسائية.
عباس ساجت الغزي

Share |