أحزاب تلجأ الى "التديّن" الدعائي لتجنّب هزيمة انتخابية متوقعة

Mon, 31 Mar 2014 الساعة : 8:43

وكالات:

يُثير تسخير الدين والطقوس والشعائر المقدسة في الفعاليات السياسية لاسيما في خلال فترة الاستعداد للانتخابات المقبلة في 30 نيسان/أبريل المقبل، ردود أفعال واسعة في المجتمع العراقي الذي يأمل في انْ تعكس نتائج التصويت طموحاته وآماله وتؤدي الى

صعود الاكفأ، والانسب وصاحب التجربة، في ادارة الملفات الامنية والاقتصادية والسياسية.

وفي الوقت الذي تنتشر فيه أساليب التسويق السياسي عبر بوابة الدين، وارتداء ثياب "الورع"، فانها، بحسب مراقبين، لم تُأت أكلها، وستؤدي الى نتائج عكسية بسبب وعي المجتمع الذي ادرك وصولية بعض السياسيين عبر المتاجرة بالدين.

ويرى مراقبون للمشهد الانتخابي، ان غياب البرامج السياسية لبعض الاحزاب،

وقلة كفاءة مرشحيها، يجعلها تهرب من الشعور بالنقص والضعف، بارتداء عباءة

"التديّن" و"المرائية".

ورصدت "المسلة" عبر الفترة الماضية، الكثير من ظواهر ردود افعال الجمهور على

تسييس الدين، في المصالح الحزبية من قبل بعض التيارات السياسية التي تسعى الى استغلال الشعب العراقي "المتديّن" في طبعه وسلوكياته.

فعلى صفحة محافظ البصرة ماجد النصراوي، اعرب مواطنون عن استيائهم من نشر صورته الى جانب فتيات صغيرات محجّبات اثناء رعايته لاحتفالية "بلوغ سن التكليف بالحجاب"، معتبرين إقحام الدين بالسياسة، إهانة لقيم الأديان السامية.

وعلى رغم ن الفعالية جديرة بالثناء لانها تشجع الجيل الجديد على الالتزام بتعاليم الدين الا ان الانتقادات انصبت على استغلالها في الدعاية الانتخابية، و"الطلاء" السياسي لوجوه الشخصيات، على طريق كسب عدد اكبر من الاصوات في الانتخابات البرلمانية المقبلة.

وكانت المرجعية الدينية في النجف، اكدت أنها "لا تدعم أية قائمة من القوائم المتنافسة في الانتخابات ‏البرلمانية المقبلة، وعدّت من يدّعي خلاف ذلك بأنه "واهم"، أو "كاذب". ‏

وقال ممثل السيستاني في كربلاء احمد الصافي، خلال خطبة صلاة الجمعة التي أقيمت في الحضرة ‏الحسينية، إن "الآونة الأخيرة شهدت كثرة الأسئلة في الشارع العراقي حول توجّه المرجعية وهل تدعم ‏قائمة او كيانا معينا لانتخابات مجلس النواب"، متابعاً "اضطررنا لإعادة الحديث حول هذا الأمر اليوم ‏للتأكيد على ان مرجعية السيد السيستاني لا تدعم أية قائمة من القوائم التي ستتنافس بانتخابات مجلس ‏النواب المزمع إجراؤها في نيسان/ابريل المقبل".‏

ولجأت كتل سياسية معروفة، الى الشعارات "الدينية" في التسويق السياسي لأجندتها عبر توظيف الاسماء ‏الدينية والمرجعيات الروحية، لكسب الاصوات.‏

وفي تفاصيل ردود الافعال على النصراوي، ما تفاعل به عادل وطن مع صورة محافظ البصرة، اذ يقول باللهجة العراقية الدارجة "ياريت تبني مدارس ومستشفيات، يا ريت لو تكرم عمال وفلاحون،يا ريت لو تنهض بالبصرة ثغر العراق ومرفأها الوحيد، وتكون أكبر مدينة إنتاجية، بدل التمسّح بالتدين السياسي وعلى حساب طفولة ".

وكان محافظ البصرة ماجد النصراوي، رعا الاسبوع الماضي، في مسجد الأبلة بمنطقة المعقل، وتحت شعار "الحجاب تكليف وتشريف"، حفلاً لتكريم نحو 500 فتاة بلغن سن التكليف الشرعي.

وفي نطاق ردود الافعال على دعاية النصراوي الانتخابية، يؤشّر الكاتب جمال الخرسان

على الظاهرة بالقول "كلما اقتربنا من الانتخابات زُجّت المرجعية بهذا النزال غير النظيف بالقوة، وحتى مع اعلان المرجعية عدم انحيازها لاحد الاطراف، يُصر المتنافسون على جرها الى المعركة الانتخابية".

وتساءل الخرسان "ما الذي يُغري المرجعية في الانحياز لطرف على حساب الاخر؟،هل فيكم يا ساستنا الكرام من يستحق هذا الشرف؟، ألهذه الدرجة انتم نرجسيون بحيث تدافع عنكم المراجع الدينية؟! لأي منجز تنحاز لكم؟".

فيما يدعو أنور فرج الله الى فضح الجهات السياسية التي، تستغل الدين واسم المرجعية في دعايتها الانتخابية.

ويقول الناشط المدني محمد النجار، ان "محافظ البصرة (للأسف)، نشر في صفحته صورة يتوسط فيها مجموعة من الطفلات الصغيرات بعمر 9 سنوات لبلوغهن سن التكليف الشرعي".

مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في 30 نيسان/ابريل المقبل، تركّز بعض الاحزاب والكتل ‏السياسية على استغلال مشاعر "الولاء" التي يكنّها الناس للمرجعيات الدينية، فتوظّفها في تسويق نفسها ‏باعتبارها "خيار" للمرجعية، الذي تفضله على غيرها، في وقت تنفي فيه المرجعية دعمها لمرشح دون ‏آخر، وان الافضلية على الدوام للأكفأ، وانها تقف على مسافة واحدة من جميع الكتل السياسية في ‏الانتخابات المقبلة.‏

ومع استعدادات هذه الاحزاب للانتخابات يسعى اعضاؤها الى تحشيد الجمهور عبر تحويل مهرجانات ولقاءات دينية الى دعايات وفعاليات سياسية تصبح بنظر المراقبين نوعا من "الخداع" في مسعى الى الفوز بأصوات اكثر.

ويسوق متابعون للشأن الانتخابي العراقي، امثلة اخرى على ذلك، يتجسد في اعتياد النائبة عن كتلة الاحرار التابعة للتيار الصدري مها الدوري، على نشر صورها في الساحات ومواقع النت والتواصل الاجتماعي، وهي الى جانب مراجع الدين الكبار.

في حين وقعت النائب سوزان السعد، عضو الائتلاف الوطني العراقي في شرك هذه الفعاليات "المرائية"، والتي قال ناشطون انها بدل ان تصب في صالح النائب تثير امتعاض طيف واسع من الجمهور، حين وزّعت في شباط/ فبراير 2014، الحجاب على التلميذات في مدارس البصرة، ووُثّق ذلك في مقطع فيديو أثار ردود افعال سلبية وسط الجمهور بسبب اغراضه الدعائية الفاضحة.

ويستغرب المتابعون والمراقبون انتهاج هذا الاسلوب في الدعاية الانتخابية لأنه بات "زائفاً"، لا ينطلي على احد، فيما لا يعيره طيف واسع من الجمهور، اهتماماً.

وفي اطار توظيف دور العبادة الإسلامية في الدعاية الانتخابية، اعتلت السعد في 9 شباط/ فبراير الماضي / "منبراً" في حسينية خديجة الكبرى في البصرة لإلقاء كلمة بمناسبة استشهاد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، في وقت يعتبر فيه العراقيون الخلط

بين الدين والسياسة يمثل إهدارًا لقيم الإسلام.

 

المصدر:المسلة

Share |