السلوك الانساني في واقعنا الاجتماعي ح/1/عبدالستار الاسماعيلي

Sun, 30 Mar 2014 الساعة : 2:15

يتقوَّم السلوك الإنساني بما هو متجسد على أرض الواقع من أفعال يقوم بها الإنسان وهذه الأفعال تؤثر تأثيراً مباشراً على المحيط والوسط الذي يعيش فيه الأفراد بل أن الحياة الاجتماعية تكتسب  صورتها من خلال مجمل الفعاليات السلوكية (فالسلوك الإنساني  على إختلاف أنماطه وتباين أغراضه وأوصافه يعتبر سلسلة من العمليات المتتابعة المتتالية وبشكل يجعل من مجموعها صيغةً شعوريةًواحدةً    تؤدي غرضها بعد أن تتجسد حقيقة سلوكية على مسرح الحياة) (1)0   وبناء على ما تقدم يظهر لنا مدى الإرتباط الوثيق بين سلوكية الأفراد والحياة الاجتماعية ، إذ إن الفرد عندما يمارس أي  نشاط سلوكي فأن هذا النشاط ينعكس إلى الحياة العامة ويجعل منه ظاهرة إجتماعية تؤدي فعلها في مختلف الجوانب الاجتماعية وبمجمل هذه الظواهر المختلفة سواء كانت ظواهر إيجابية ام سلبية فإننا في نهاية الأمر نجد أنفسنا أمام لون من الحياة تفرضهُ هذه الظواهر وبذلك نرى ان طبيعة الحياة في أي مجتمع تتشكل وتتقوم بما هو موجود من ظواهر وسلوكيات وفي ذات الوقت فإن هذه الظواهر تؤشر جوانب مهمة من حياة الناس فمن خلالها نتوصل إلى القيم والمبادئ السائدة في ذلك المجتمع والمستوى الأخلاقي  والثقافي والعلمي ونوعية العلاقات بين أبنائه ، لذا فإن المسؤولية الإجتماعيه  والواجب الأخلاقي والتكليف الشرعي  يفرض على الهيئات الاجتماعية والدينية والثقافية وكل الواجهات المؤثرة مهمة رصد ومراقبة وتحليل ما موجود من ظواهر سلوكية بتشخيص أسبابها  وصولاً  إلى السبل المؤدية إلى  معالجة تلك الظواهر ، وأول ما تتطلبه تلك المهمة تقويم سلوكية الأفراد من خلال التوجيه والإرشاد ، وإيجاد البيئة الصالحة  والظروف المناسبة وتهيئة الفرصة ومن خلال القوة الرادعة المانعة في الحالات التي تستوجب ذلك ، ومالم يكن لهذا الدور الاجتماعي  وجود فاعل ومؤثر فإن العشوائية واللانظام وكل أشكال السلوك المنحرف ستكون هي السائدة وتأخذ إمتداداً أوسع وتمادياً كلما وجدت الظواهر المنحرفة مجالاً للإنتشار0  ولكي تؤدي الهيئات الإجتماعية دورها بشكل فاعل في التصحيح وإصلاح ما موجود من ظواهر منحرفة لا بد من تشخيص العوامل المؤثرة والأسباب المؤدية إلى تلك الظواهر لأجل تكوين فهم صحيح يكون أساساً  قوياً للعمل المؤثر 0

 

(1) تنظيم السلوك الإنساني ، سلسلة مفاهيم إسلامية مؤسسة البلاغ ص9.

 

Share |