القانون والمجلس الأعلى ليس كعيسى وموسى/عباس عكله بادي

Sun, 30 Mar 2014 الساعة : 0:24

عيسى وموسى ليس الانبياء بل هما أخوين فلاحين من قرية تسمى أبو هاون في الناصرية من الجنوب العراقي ...
أراد عيسى أن يزوج ولده محمد من بنت أخيه موسى والتي اسمها شيخه علما أن محمد وشيخه مغرمان ببعضهما الى حد الشغف بناء على وعود أبو يهما منذ الصغر بتزويجهما لبعضهما البعض ... موسى فلاح ورث الارض عن أبيه كما هو عيسى وأرضيهما متجاورتان كما هن بيوتهم متجاورتان في القرية ..

جلب عيسى مجموعة من الشيوخ والسادة (مشيه) متقدما لخطبة بنت أخيه ففوجئ عيسى وضيوفه برفض أخيه لأبنه محمد تحت عنوان أنه فقير الحال ولايملكون سوى القليل من الاغنام مقارنة بما يملكه موسى من الأغنام والابقار ...
حاولت (المشية ) وعيسى بكل السبل والوسائل والتأثيرات أقناع موسى بالقبول لكنه كان مصرا عازما على أفشال ذلك المشروع والتنصل عن تعهداته لأخيه قرر على أثرها عيسى الارتحال من القرية علما إن عيسى شخص فقير لبق شاطر وذات لسان سليط بقول الحق وموسى لايمتلك تلك المؤهلات لكن كان الطبع الغالب عليه إنه غنيا متدينا قليل الكلام كثير التسقيط لآخيه ....
سكن عيسى في قرية بعيدة عن أبوهاون يبعد مسافة يوم كامل بمسير الفرس عن قريته الأم ...
بعد سنة تعرض موسى لمشكلة مع شخص مشاكس من عشيرة ثانية يريد أخذ نصف أرضه ويسكن بها تحت ذرائع مختلفة لم يستطيع موسى السيطرة على الموقف وهو ضعيف المراس قليل الخبرة في أدارة المشاكل توصل الطرفين المتنازعين موسى وخصمه الذهاب الى اهل الحق (الفريضة) ليعطي كل حقه والحق يحتاج الى أدلة وأثباتات منطقية لايقوى على ترتيبها موسى وصار متخوفا بأن يضيع حقه لكون خصمه سليط اللسان وهو لايقوى على مقارعته بالحجج والدلائل والتقلبات الكلامية عند (الفريضة )...

سمع عيسى بالمشكلة مع اخيه موسى وأن قضيتهم أحيلت الى الحق (الفريضة) ركب فرسه مسرعا لنجدة أخيه رغم الخصام وطلب منه بأنه سوف يذهب هو بدلا منه عن طريق وسيط ووافق موسى في الحال لعلميته بأن أخيه الاجدر لتلك المهمة ...

ذهب عيسى الى هدفه مع خصم اخيه واثبت الحق لأخيه بما يمتلكه من مؤهلات في سياسة الكلام وهزم خصم أخيه !!!
أستبشر موسى بالخبر وأستبشر محبيه وقالوا لعيسى هنيئا لك مصالحتك مع أخيك فقال عيسى لم آتي لمصالحة أخي ولكن علمت بأنه لايستطيع أخذ حقه من الخصوم فأتيت لنصرته وأنا باق على ماكنت عليه من الخصام معه وراجع من حيث أتيت ...
أجتمع القوم مع موسى حال ذهاب عيسى الى بيته وقالوا له هل لازلت على موقفك من منعك تزويج بنتك لأبن أخيك ومصالحته ؟
قال موسى ...وهو باكيا أتوني ببنتي لأزفها الى أبن اخي بنفسي دون أن يذهب معي أحد ...فتزوج الحبيبان وعاد الاخوان الى أخوتهما ورجع عيسى الى جوار أخيه موسى بعد أن أرخى كل منهما حبال الشد والكراهية وتهوين البغض والعداوة التي أوجدتها ظروف التنصل عن الوعود والانا والطمع ...
فدولة القانون والمجلس الاعلى كل قواعدهما الجماهيرية تريدهما كموسى وعيسى وذلك لايتم إلا عن طريق نكران الذات والرجوع الى أحضان المودة والوحدة ليقوى بهم من حولهم وتنحسر الفرقة ويموت الشتات ويدهن ويحتار بهم الاعداء وتعمر البلاد ويصلح العباد .

Share |